الأحد ١٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم لمجيد تومرت

ميلاد

حين عشقتك أيتها الفتنة،

ودعني الانشطار

وما عاد يمشي في ضحالة الوقت

وقهر المكان،

إلا جسدي.

وحين شبكت يدي بأصابع القضبان

ورأيتك تتسللين إلى ظلمتي

خلسة ألحاظ السجان

كنت أنصب نفسي

سلطانا على الزنزانة وعلى النسيان،

كي أتوحد.

حتى الظل الذي يواريك عنى،

حين تمور الأرض،

لا يستطيع سحب ضفائر دفئك

من بين أناملي.

وهذه العتمة اللعينة،

عبثا تحاول منعي

من رسمك على الجدار

بما تبقى من بصيص نور

امتصته عيناي من بهاء الشروق.

بالأمس حدثتني العصفورة

التي حطت عل كوة الدنيا

بقدوم الربيع

تذكرتك تضاحكين حقول القمح

وأحواض (الكامون)

كنت على التلة الحمراء

أرقب مخاض أمي

وكان جدي يتهيأ للرحيل.

ها الطفل أمامي على الجدار

يبتسم لي بدمعتين

وجدي يلوح لي بعكاز الزيتون

أمي تصرخ.. تصرخ.

ثم ترتسم على شفتيها ابتسامة ربيعية

تحمل وليدهها إلى حليب الثدي.

ها ينهض..

فتنهض من سريرك الحجري

نحو الحلم.

كانت أمك تمد إليك ضفائر الدفء

من خلف القضبان

والصورة على الجدار،

تأخذ ألق النهار.

ما عدت وحيدا، كما يظنون،

حين عزلوك في هذا الرحم

هم يقتلونك في تكتم..

ولكنك تنمو كالجنين

يرعاك الرحم الذي اعتقدوه سجنا.

قد هزمت بحلمك الأعداء.

و ودعت الانشطار.

الجدار المربع يصرخ بميلادك الجديد

كما صرخت أمك ذات مساء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى