الجمعة ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم
مرثية النور الهارب
(نص خام بدون تنقيح.. إلى روح أمي "فاطمة" التي فاضت روحها و هي تجري عملية جراحية بسيطة على العين، رافقتها إلى المستشفي حية سليمة و عدت بها جثة هامدة)
أأبكي فقدك أم أبكي يتمي؟؟يا راحلة عن عيني بدون استئذان.أبدا.. لن ترحلي عن عيني و وجداني.لو كنت أعلم أن موعدك قد حان.و أنت تركضين وراء بصيص النور الهاربخلف نتوء الأعوام،كنت منحتك عينيكي أرى الدنيا بصفاء الروح فيكفقد لوثت روحي رحلة العطش و الأحزانقبل أن أرتوي منك..فما زلت الطفل الذي انتزع من حضنك عمدافتمرد على الفطام.لكني أضفت، على حين غرة،إلى لائحة الأيتام.أقدر أن يكون لقاؤنا الأخير مع الموت..؟؟و أن أسوقك إلى مقصلته؟؟كانت أصابعك ترتعش في كفيو نحن نصعد سلم المنية،ليثي ما نزلت، فأتممت معك الصعود.كنت أحلم بلقاء يتجدد فيطول،أغيب زمنا ثم أهفو إليك.نلتقي..نفترق كعادتنا عند رصيف المحطة.يودعني منديلكقد بلله دمع شوق يسابق الفراق.قدري يا أمي..أن أسوقك إلى القبرفي آخر لقاء.ليثني أخلفت الموعد كعادتيوعشت معك في لقاءات الأحلام.أكان لابد أن يستوي البصر و العمركي يخفيك عن عيني ثرى هذا القبر؟؟؟اكتمل اليتم برحليك،فمن تكون أمي..و أنا الطفل الذي شاخ قبل الأوان؟؟؟كان عليك أن تتحملي الجرح...هيهات أن تتحملي...وهن الجسم الذي أثخنته الجراح.كيف لقلب مثل قلبك،أن يتحمل نبضه؟؟؟كانت فرحة النور قاسية..لم تكتمل.آبت الروح إلى ربها،و أبت إلى يتمي و ضياعي.فمن تبحث عني في غرف الظلامبقلبها المرعوب؟؟من تطهر قلبي بدمعها من خوفه؟؟لو كنت أعلم أن موعدك قد حان؟كنت منحتك عيني...إني قد ألفت الظلام.لكنني أخلفت الموعدو بصيص النور الذي انتظرته زمناأخلف الموعد و خان.ويحي!!..ما صدقت بعدأننا قد صعدنا الدرج معاو ضحكنا كطفلين...!!لكن الأصابع ارتعش في كفيأكانت رعشتك خوفا أم فرحاخانه قلب قد أتعبه الخفقان؟؟لا أملك منك الآن خير حفنةسرقتها خلسة من تراب القبرو قبلة على الرأس قد جلله المشيبوأخرى على جبين بارد جلل السكون.و حين قبلت اليد...لم تكن أصابعك ترتعش..أمت يا أمي..أم هو الجسد الآن يستريح؟؟؟أأبكيك أم أبكي نفسي؟؟ما عاد المنديل يلوح لي عند المحطةفمتى يستريح قطاري؟؟؟نامي يا أمي،في سويداء قلبي... نامي،ستفيض بذكرك الثرقصائدي و أشعاري.
يوم الجمعة 02 شباط (فبراير) 2007