منازل الشهداء
وأعدُّ للشهداء موطنهم ،
وأبصر شارعين بلا شجرْ
أو أرصفةْ
وأُعدُّ نافذتي وأخشى ،
من قدوم العاصفةْ
وأظلُّ أرشفُ قهوتي
في الصبح ، لكن لا خبرْ
يأتي من الزمن الجديدِ ،
ولا أراه يَردُّني
نحو البدايةِ ،
حين أسرقُ دمعتين بلا نظرْ
يحتلني صدفٌ ،
وأركضُ عارياً من كل أوردتي ،
وأشهر أضلعي خوفاً ،
ومرتبكاً أضيءُ نوافذي
كي لا أظلَّ على سفرْ
وأشدُّ قافلةً ،
وأسرق من طريق النار برد أحبتي
ويشدُّني النسيانُ ،
لا أنسى ،
وأحتملُ الخرافةَ ،
كيف يرجع سندباد من السفرْ ؟
لا نجمة للصبحِ ،
لا معشوقةٌ تزدان قامتها ،
لتخضرَّ الرمالُ ، ولا قمرْ
يأتي من السفر البعيد على جناح مجنـزرةْ
وأعدُّ للشهداء موطنهم ،
وأبصرُ شارعين ومجـزرةْ
وحنينَ أغنيةٍ تذودُ ،
بلا يدين تدقُّ ناقوس الخطرْ
سقط الذين تعلموا لغة الرصاصِ ،
ولا منازل تحت هذا القصف تصمدُ ،
كيف تبحثُ عن مكانٍ ،
يفهم اللغة القبيحة لاقتراب القصفِ ،
تركضُ ، لا مفرْ
سقط الذين تراكضوا
بين القذائفِ ، يحملون نشيدهمْ
دمهم تناثرَ ، خبَّأَتهُ الأرصفةْ
لما أتته العاصفةْ
عبثاً تعدُّ أحبة تحت القذائفِ ،
والمنازل تحت زخّات الرصاصِ ،
تعد للشهداء موطنهم
وتبصر شارعين ومجزرة
ودمار نافذة تظلُّ على دويِّ مجنـزرةْ
وحنينَ أغنيةٍ تذودُ ،
بلا يدين ،
تدقُّ ناقوس الخطرْ
جنين ـ فلسطين