ملامح ثقافية تلامس الهم الأدبي والإبداعي
جاء العدد السابع عشر لشهري فبراير ومارس 2008 من جريدة ملامح ثقافية التي تصدر من الحمامة البيضاء "تطوان" بالمغرب مؤقتا كل شهرين، مرصعا بمواد ثقافية متنوعة حاولت أن تغطي كافة مجالات وفنون الثقافة والأدب والإبداع، وإن كانت الجريدة لا تدعي الإحاطة بكل شيء، فإنه كما يقال "يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق".
وتوزعت مواد ومشاغل جريدة ملامح ثقافية على محاور عدة تلامس ما هو أدبي وفني وإبداعي وأكاديمي وفقهي أيضا، فالدكتور عبد الواحد بنصبيح ما يزال مستمرا في الغوص في أعماق البيداغوجيا وعلوم التربية حيث يقارب في هذا العدد مسألة التدريس بالكفايات (مادة الإنشاء نموذجا). وفي باب " أصول الفقه الميسر" يبحر الدكتور قطب الريسوني أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي في معايير وضوابط إعمال فقه الموازنات. أما الدكتور ادريس بن محمد العلمي السجلماسي فيكتب عن سنة " سوء التصرف في استعمال الخير يأتي بالشر"، مبرزا في مقاله المطول أن سنة الله تعالى جرت بأن الخير قد يعرض له ما يجعله يقضي إلى الشر وذلك إذا أسيء استعماله ووقع الإسراف فيه ومجاوزة الحد.
وتقدم بدورها الدكتورة لطيفة الوارتي تحليلا لجهود العالم النحوي أحمد بن أندغ محمد السوداني في خدمة النحو العربي مع دراسة لكتابه "الفتوحات القيومية في شرح المقدمة الآجرومية".
ويتحدث محمد شهيد في فضاء التشكيل عن صباغة الفنان محمد قنيبو وتجاربه التي قسمها إلى ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى تنتمي إلى المذهب الانطباعي، والمرحلة الثانية تصب في خانة "الأيقونة" أو فن التصاوير الإسلامية، ثم المرحلة الثالثة التي تتجزأ بين التجريد الشكلي في فضاء اللوحة والتجريد المجسماتي في ما يشبع الأقنعة".
وتوالى الفيض في "ملامح ثقافية" المغربية لتخط لنا حوارا مع الأستاذ عبد السلام المهماه حول مدينة أصيلة وتاريخها التليد ومؤهلاتها الطبيعية والتنموية والثقافية أيضا، مع التركيز على مشاكل المدينة ومعوقات تنمية حركيتها الثقافية والسياحية.
وتدعو الكاتبة والقاصة المغربية فاطمة بوزيان ـ في حوار أجرته معها الجريدة ـ كل قارئ كسول يريد أن يقرأ حكاية للتسلية بأن يبتعد عن قصصها، معتبرة أن قصصها غير موجهة لعموم القراء، بل فقط لعشاق القصة القصيرة الذين لديهم اطلاع على تقنياتها والذين لديهم استعداد لتتبع خيوط السرد وحل ألغازه".
وفي مقال مفيد ، يمحص الباحث المغربي الدكتور جميل حمداوي الرؤية في الكتاب الإبداعي بالمنطقة الشرقية من المغرب، ميرزا واقع
هذا الكتاب الإبداعي وأسباب كساده وركوده، ووضعيته وخصائصه في المنطقة الشرقية من البلاد. في حين كتب محمد العناز عن دراسة باللغة الفرنسية صدرت للباحث المغربي عبد الله المدغري العلوي بعنوان " تجليات الرواية المغربية من 1950 إلى 2003، مقاربة تاريخية موضوعاتية وجمالية".
وفي دراسة أدبية، دبجت الدكتورة ربيعة بنويس من كلية الآداب بالقنيطرة موضوعا حول المكانة العلمية لمدينة تازة من خلال كتاب " علماء تازة ومجالسهم العلمية" لمحمد العلوي الباهي، مبرزة ما خلفه هؤلاء من إنتاج في مختلف الميادين العلمية والحضارية والثقافية.
وفي محور "شخصيات فاعلة"، تكلف الأستاذ عبد الغفور الفتوح بالحديث عن نورس الزجل ورجل الأدب الذي عشق "الحمامة البيضاء" فأحبها وأحبته الراحل حسني الوزاني. وتخبرنا الأستاذة سلمى ابن يسف من روتردام بهولندا عن واقع جامعة روتردام الإسلامية وجهودها لإبراز صورة الإسلام الحقيقي وتكوين أجيال من المتعلمين المثقفين..".
وكعادتها، أفردت جريدة "ملامح ثقافية" حيزا لائقا بالإبداعات الأدبية من قصة قصيرة وشعر وزجل أيضا، تميز فيها كل من: الدكتور حسن الأمراني و جوهرة أشيبان وجمال علوش ورشيد سوسان و حسن برطال ومحمد جباري ومصطفى مشبال وآخرون.
جدير بالذكر أن جريدة ملامح ثقافية يديرها عبد الهادي بن يسف وترأس تحريرها الأديبة الدكتورة سعاد الناصر أستاذة التعليم العالي في جامعة تطوان المغربية.