الأربعاء ١١ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم منال درويش

مصر تتغير، حرية..... عدالة

سألنى بعض الاصدقاء، مالنا نراكِ تتكلمين عن الاخوان دائماً وتأخذين جانبهم في كل حوار؟ هل صرتى أخوانية أم ماذا؟ وقد كانت اجابتى المطولة كالاتى: انا لست اخوانية ولكننى احبهم في الله واحترم دعوتهم وتفكيرهم وانحاز الى ترتيبهم وتنظيمهم وانساق وراء اخبارهم انسياقاً، كأننى اتابع اخبار الساعة أو الجديد في عالم السياسة والدعوة. أرى انهم في حالة تطور دائم ويبحثون دائما على كل ما هو افضِل لخير مجتمعهم ولا يرضون بغير رضى الله بديلا هكذا احسبهم ولا ازكيهم على الله.

وعلى الرغم من وجود بعض الاخطاء أو العيوب (التى ليس مجال الحديث عنها الآن) - وهذا شيء طبيعي ووارد تماماً، لاننى اتكلم هنا على بشر ولا اتكلم على زمرة من الملائكة!، لذلك أرى أن اراءهم تحتمل الخطأ والصواب ويمكن مناقشتها معهم ، اضافة الى انهم دائما يسعون الى الوصول الى لغة للحوار مع الآخر دون كبر او تعالٍ .

واعتقد أن لديهم قناعات شبوا عليها ورسخت في اذهانهم منذ نعومة اظفارهم وهى انهم خلقوا ليكونوا سبيل لتربية المجتمع وتهيئة النشيء ليكونوا من طليعة اعلاء كلمة الله على الارض بالحكمة والموعظة الحسنة ولا مانع من ممارسة السياسة ! فالاسلام دين دولة والدليل على ذلك نزولهم الدائم الى الشارع البسيط والاحتكاك به ميعيشياً وانسانياً ومحاولة حل مشكلاته بقدر استطاعتهم وفي اطار التقييد الذي مورس ضدهم قبل ثورة 25 يناير بسنوات كثيرة عجاف.

واذا بالانفراجة التى فتحها الله عليهم في الثورة وما اظهروه من ابداع منذ بدايتها وحتى توفيق الله لها وتكليله للجميع بخروج النظام البائد وتنحيه، نعم ابداع ! فقد آثروا على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، انصهروا وسط الجموع ولم يكتشف أحد ان كان هذا أخوانى أو ذاك مسيحي أو الاخر ليبرالي نعم، لم يركبوا الموجة ولم اسمع احد منهم يقول نحن الاخوان من صنعنا النصر بل كان كل حديثهم شعب مصر هو من صنع هذا الانتصار .

نعم لا تتأملنى هكذا، الحديث للصديق: نعم لم يكن قبل 25 يناير اي اخوانى يستطيع ان يصرح ويقول او يلمح انه من الاخوان واعرف الكثيرين ليس خوفاً لا سمح الله ولكن حتى يستطيع ان يكمل مسيرته في سلام وأمن دون منغصات الى ان يقضى الله أمراً كان مفعولا، بل ان اكثرهم قضى نحبه في السجون والمعتقلات لانه كان يقول لا قبل ان يقولها احدٌ من الجوقة التى تتحدث الان وتعقد المؤتمرات بعد أن قاموا من جهورهم كخفافيش الظلام واجد ان ظهورهم لن يطول لان امثال هؤلاء لا يحب ضوء الشمس ولا يسعى لان يبقى جزء من النهار!
نعود الى الاخوان، وفرحتى بخروجهم للنور بعد طول ظلمة استخدمها النظام البائد كفزاعة للمجتمع واعتقد انه كان يخيف نفسه لان الشارع دائما كان معهم ان لم يكن قالبا فبقلبه.
والآن بعد مرور ثلاثة شهور ونصف على الثورة ارى البشرى الاخوانية في الشارع المصري، حقيقة ابهجتنى وشعرت ان مصر الآن تغيرت ، شعار الاخوان منتشر في كل الطرقات والشوارع بهمة ونشاط وكلماتهم النبيلة التى تدغدغ القلب وتصل بالنفس الى اعلى مراتبها من السمو والامل في غدٍ اكثر اشراقاً. فرحت لأننى ادركت ان القيود كسرت والاصوات الصادقة علت بكلمة الحرية واضحة وصريحة.( نصر من الله وفتح قريب)

وعلى دعاة ان الاخوان سيركبون الشارع وهم أكثر استعداداً و..و..و..و الي آخره من العبارات الفاشلة التى لن تعبر الا عن مدى فشل الآخر وعدم احتواءه للشارع المصري في احلك ظروفه فلا يلومن الا نفسه ولا يبكى الا على الوقت الذي اهدره في عمل مؤتمرات خائبة لا تتحدث عن الشارع ولا عن احلامه واماله ، واذا ارادوا ان يصلوا فعليهم ان يبدأوا من الصفر كما بدأ الاخوان المسلمون في مصر وليذوقوا من التنكيل والتعذيب والتقييد مثلما ذاقوا حتى يصبحوا كما اصبح الاخوان.

كلمة آخيرة للاخوان:

* انحزت لكم كما قلت واحببتكم في الله وقد قلت، وهي فقط كلمة في آذانكم: استمروا – اثبتوا، لا تتفرقوا، واحرصوا دائما على ترتيب البيت واستقراره ولا تسمحوا لاعداءكم الدخول بينكم فالحزمة لا تنكسر اعوادها وهي معاً ولا يقدر عليها أحد.

* لا تخوضوا معركة الا اذا تأكدتم انكم ستنجحون فيها بعون الله بعد دراسة كافية وواعية لها، الفرص سانحة امامكم لمزيد من التطور والانتصارات وان شاء الله لا عودة الى الانكسارات طالما تمسكتم بعقدكم الذي لن ينفرط ان شاء الله...

والله ولي التوفيق....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى