السبت ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم
مرايا الزمان
حسبنا أننا مقبلون على أول الموت منذ الولادةولا يشتري صمتنا تبر كل المناجمفالأرض ضاقت بناواحتمينا بخارطة الكون.لا شيء يشبه حنجرة يتصالح فيها الصراخ مع الموتلا شيء يجبرناأن نكون على هيئة الساحراتاللواتي حُرِقنَ على ذروة الانتصاروكنتم شهوداً على المذبحةسيجبركم جيل هذي البلاد التي خلعت مئزراً في الطريقإلى مشهد من عراة بأن تحفروا وجهنا في المراياويجبركم عنفوان الجراح بأن تنزفوا كلما نكأ الصمت صوتا جديداً.يهم الحداد بخلع السوادتهم الجبال بخلع ذراهايهم دمي باقتفاء شرايين كل العراةفلا شيء يجبرني أن أكون سوايفلا تهدروا وقتكم في توقع ما ريق...(اعتراف الفصول)فهذا الخريف يقول...وداعاً لكم ورقاً ساقطاً في مهب الكلاموداعاً لكم عالماً عامراً بالسباتوداعاً لكم حينما تنكرون مقابرنا في الرفاتوحين سيجرؤ سيدكم أن يبيح معابدنا لصلاة الزناة.أنا كائن فادح الانتماء إلى الدهشة الآنلا شمس ترجع في النهارولا يعبأ الموت لو طال بي الاحتضارأنا ورق ذابل في براعم أيلولغصة صوت يقولوأشياء لا تقبل التسميةورق رافض للكلام الرديءوخيل تقيأ معنى الصهيلوأوردة نافرةسمعة لنساء تبرأن من عهدهنخلال الحروب وأروقة رفضت أن تكونببهو القصور وحبر ينزُّ ليدرك ما معدن الأبجدية فوقجدار الكهوف.برابرة أكملوا شرقهم في الحروفوشمع يذوب، يذوب، يخلفأصداءه في الموائد جوعاً بجوع.سأذكركم كلما مر ظلٌ بنافوق ذاك الجدار القديم ببلدتنافي انتصاف النهاروأعرف أن الليالي ستمحوه عند تجاوز آخرة الانتصاروأن زلازل سوف تهدمهكلما وطئ الأرض جيل جديدسأذكركم حين يلمع عند البنادق وهج الحديدويسقط فينا شهيد جديد.لنا أن نصارح أنفسنا بالمجازروأني صرير يؤكد مقدرةالجذر أن يهزم العجلاتومقدرة الثلج أن يتحدى الرفاتإنني عازم أن أكون عصياً على الموتآوي إلى أول الخلقكي أتعرف كيف الحضارةتنشأ من نطفة لقحت كل هذه البيوضوكيف الأجنة تترك رحم مقابرها فيالولادة كي تتنفس زهوَالهواء النظيف....دخان مصانعنا أو رحيق الورودالتي حُصِدَت بمناجل أعدائنا.حسبكم أنكم واقفون على الناصية...بينما نحن نختار... أي طريقسيجعلنا الدرب من غاية في الوصولوحسبي أواصل هذا اللهاثوأني أسوار تسقطفي العرس تحت حذاء عتيقوسيدة أزمعت أن تقول لأطفالهاإنهم نسل هذا الجذاموإن أباهم قضى نحبه في الطريق إلى بيتها.إنني شارع يشتهي أن يدمرأرصفة في الخطى وزوابع لا تستطيعتوقع ما جرفتهمنازل قد أخرجت ساكنيها إلىهجرة ولجوء مهين.مقالع من حجر يتفتت في كف طفل سيرجم دبابةويريد بأن يرجم الآنملح يراوح في الهند حين يخبئ مفتاحه في العيونويأخذ صاحبه نحو بيت صديقيصارحه بوباء قريبغربة تتصيد حزن مواطنة في مساء مريبووجه يروق له أن يبدد عينيه بالحملقة.شعب يقرر أن يتوازعأرضاً ليحيا الجميع بضوء النهار...وإني جموع من الناسقد حرروا حلمهم في السجونوإني شراع سوف يحرم في الركوعمظلة هذا الشتاء الأخيرعلى ظمأ المستحيل.إني لفيف من الناسقد يخرجون عن الجمع في أول الدربلا يعرفون لِمَ السير يستعبد السائرينولا يعرفون لماذا التوقف؟لماذا السنون مضيعة في الزمن؟إنني صحوة من نساءوإني أراجع قافيتي أستدين من الشعر وزناًلأنثر صمتي في المفرداتأحيل إلى لهجة آمرةإنني حبر كل الكراريسأوعية للحليب المبسترتلعقه قطة ستضل عن السربمدفأة أحرقت غابة من مطامح نوحٍمعابر لا تستطيع مصالبة الدرب بالدربأو قبلة ستفرق ثغرين في أول الحب.أمتعة تتهرب أن تحمل الآن كل حمولة ماض سيتركهالغرباء بعيداً بعيداًليصبح هذا الأمام طريداًوإني أودع مصيدة طالما جعلتني طعماً لهذا الأملإنني سأغادر جلديوأحظى بكل تفاصيل موتيأودع جثمان روحي لحشد من الدود كي أتحلل في القبرأرمي عظامي لكل الكلابوأسأل آلهتي أنتؤجل تلك القيامة بعد الحساب.أنا عاهة الوقتإذ أتجلىأعيد السنين إلى الخلف أصنع من أزلي أبد الأمسكي أسترد دوائرهذي الحياة كما العجلات...وأستأنف الهرم المستبيح شباباً يزيِّفه اللهو.إني قناع من الزهوإني الصراع المرير لمصلحة لا تناهض قيمتهاوانتصار الظروفوإني مآثر تلك الرفوفوحشد الأواني إلى سقف ما أستطيع.وإني أقلم كل أظافر هذا العدملأنشبها في ضلوع الندموإني الجنازات أو أخرجتجسداً يافعاً للقبوروإني أم ترتق ثوباً جسوراًوعريّيَ يستر عورته بالبثوروإني تعالي الشوارع عن نزوة الانعطافوإني تشاجر أقنعة في تمثل أردية الكرنفال.أصابع قد تُسقِطُالآن كل مفاتيحها في الرمالوتبحث عن خاتم واحدلتزوج كل الرجال.إني منابع تترك ماءًسيفرغ لجته في الصحارىأو ورع نازف في العذارىتصادم جرحين في النزفأو بركة من مياه تضاهيالبعوض وباءًيفض بكارة منطقة ليصير الوباء مزيجاً من الثرثراتوغانية تتشاجر في الحان.. تفضي لسيدهوتقول أحبكإني أغادر نزلكإني أشاطرك الرأيحين يمزقنا أي حب إلى جسدينوتجمعنا الشائعات حديثاً يروق لجيران بيت العدم.وإني أحبك من حيث أجرتغرفتنا للزمنوإني أُجمِّع كل مفاتيح فندقنا غرفة غرفة.إنني سوف أرحلأترك أمتعتيثم أبدأ من حيث لايستطيع الدواء التنبؤلا يستطيع الرضيع التجشؤ.أحبك مهما بدا في الطريقإليك العديد من القرصناتأقول لهم أن خذوا ما يشاءالحنين، ولا تجعلوا رحلتي صعبةفي الطريق لفينيقأصادق نفسي كثيراًولا أتعرف وجهي القديمولا وجه أمي الجديدوأحدُس أن الوصول بعيدوما بيننا حقبة يتسارع فيها الزمنحين تباطأ أزمنة...إنني أتشاجر مع كل منقد أصادف..أخبرهم أنهم مخطئونوأن حبيبي يظن وصولي قريباًفلا تجعلوا رحلتي صعبة.إنني الآن أكتشف الأمس بين القبورولا تجعلوني أفاضل بين الرجوعوبين الوصول..أنا عالم من حروب تريد السلاموصمت يحاول كل الكلام..فلا تسمعونيفإني أنوء بإرثٍ من البرتقالومن حاضر شائك وخلايا تناسل في غدةسوف تنمو وتفرز ما يستطيعالتكاثر والركض.إني مزيج من الرفضوالقيل والقالوإني أعانق في غربتي البرتقالوإني مُصارحةٌ تقتل السرفلسفة تكشف الفقهأشرعة ستعيد السفائننحو الموانئ كي تستعيد الرحيل وتكسر صارية في الصهيلفكل الشوارع مقبلة في جراح المدن.وأنا لا أقول أحبكحين يحين الوداعلئلا أفرِّط بالحب في الملحوالدمع.إني أريدكفقراً يعرِّي الحياة من الزيفأو ترف الأغنياءومن ألم نافع للكتابةإني أُصِرُّ على جهل معرفة تجعلني عرضة للقبول.إن الحياة فراديس هذي الحياةوإن التطرف يجعلنا تهمة من صهيل الجياد.أحبك لا تدَّعي أنني أشبه الأخرياتولا تستوي في الكراسي تباعاًيؤرِّقني أننا نقترب،يؤرِّقني أن بيني وبينك بعض المسافة والعقباتوأن الغباش سيحيي وضوح اللغاتوأن المراثي تعيد الجنازات نحو الحياةوأن البداءة مترفة في كهوف الحضارة.سأمشي إليك وأعرف أن طريقيوحول ومجزرةوالتفاتة عرافةٍ نحو رملسيخبرها ما مصير الجناةيؤرِّقني حين تجعلناعرضةً للتهكم عند الشجارولا شيء يرجعني نحو ذاتيقبيل لقاء مراكبنا في البحار.أشد يدي فوق كفكأعرف أن اللقاء وشيكوأن الوداع ركيكوأن الذي سيقرر قبلتنا آخر، فاحترسليس بعدك شيءيوازي دمي غير هذا النزيفولا شيء يرجعني نحو تلك النساء اللواتي تزوجن.إني طلاق بغيض ضرير سيبصر بعد قليلولا يعرف الدرب ما شكل زوجته وبنيهوشيئاً فشيئاً سيدرك أن قليلاً من الضوء وهمولا شيء يُرجعه نحو عتمتهوالأمان من الجهل لا شيء يُرجع عكازهنحو كفٍ تغادره.إنني لا أقول أحبكحين يحين الوداع لئلاأصادر في مقبل الوقت فيك النساءولست أريد التقاءك في آخر الحبإني أجازف ثانية بكليناأفرِّق بين احتمال الرجوع وبين احتمال السفروأعرف كيف الشموس تمثل زيف السطوعوكيف الأحبة يفترقون على أمل كاذب باستعادة كل الرسائل والذكرياتوأعرف كم قد يكَلِف معطفنا حين يسرق هذي المدينةمن الرعب والحافلاتوإني أفجِّر ذاكرتي في مجاهل عينيكأُخفي دمي في وريدي كيلا أفرِّط يوماً بنبضيعند احتدام النزيف.وإني مشاعل في بلد آمنٍواستدانة شيء ثمين بلا أمل في السدادولا أرقٍ في السهادتوجُّع قافلة في الطريق إليك، وبوصلةٌأعلنت أنها قد أضاعت بصيرة كل الجهات.أنا لن أقول أحبكإذا ما وصلت إلى باب قلبك بعد النساءأنا لا أقول أحبكلو على كاهلي عبء هذا الوفاءلسوف أغيُّر ذاكرتي بعد نسيانهاثم أجهل كيف الحكايةيروق لها البتر قبل البداية.وإني سأُرخي على كتفيك رداء نشيجي وأمتعتيثم أمضي إلى نول سجادتيلأعيد درباً لهذي الفتاة.أنا أعرف الآن أن وصولي إليك سدىلا يغيِّر فيك الكثير وأن رحيلي أخيرٌ أخيروأن علينا تقبل هذي النهايةوإن توْءَمت كل تلك البداية.ستذكرني كلما أزمع الياسمينبأن يتساقط في الريحستذكرني في اقتراب الفراشاتمن شمعة في الحريقستذكرني في تصدع تلك الجبالبزلزال قافية الانتظار.أنا لا أقول أحبك حين يضيع الكلام من الأبجديةولا أتصنع لهفة هذا اللقاء الوشيكولا أنحني للمزاول تدفنكثبانها جثتي في الرمالوبيني وبينك معجزة يتبادل ممكنها المستحيلوإني أغادر مملكة تتوسف تيجانهاوأغادر مقبرة ستكسر شاهدةواعترافاً يقول لناأننا سنكون ضرورة سر،توقف عن كتم حاضرنا في الأكاذيب.إني مدارس قد أحرقت كتباً درَّست جيل هذي المدينةمحرقة أعلنت أنها لم تمس اليهودوفنجان بن يُعيد البرازيلمملكة في الخرائط حين تعوَّدأطباق كل الموائد.إني أجازف بالارتقاء لأبلغهذا الحضيض الرخيمستصطدم الآن فيَّ السماء بقاع الهباءلأدرك أن النجوم تساقط تحت حذاء الدماءوإني تتبع خيطٍ من الصوف ثانية.ما الجريمة؟ماذا سيحدث لو أن كل العبيداستجابوا لجلب السياط؟وماذا سيحدث لأن وشماً تبرأ من عبدْوأسلم أن تغيُّرَ عالمنا مستحيلفتهنئة للحروب وتهنئة للصروحفعودوا إليكمأعود فلا بيت خارج جلدي.أقول لكم: لا مكان، أنتم الآن مرحلةحررت نفسها كي تواكب مستقبلاً غامضاًلا مكان لكمأو مكان لنا خارج الروحأو شعرنا سوف يملأ منا الصدور.لعلي أعود إلى الذات ثانية لأرمم حب التقصيلعلي أعود إلى الذاترافضةً كل هذا الرفاتومنجلنا ذاهب في السنابلمنجلنا الآن يخذل فصل الحصاد.إنني غابة تتصدع تحت فؤوس من الخشب المازنيوبيني وبينك متحفنا من زجاج التماثيلحين تكسر تحت انبجاس النخيلتوافه عالمنا جوهر فاتن الماسأصداء امرأة في النفاسووجهي يغامر بالابتسامحين سينتحب القلب.لا شيء يرجعني نحو قامة هذا الخنوع لأني انتصبتوأبصرت في الأرض مهزلة السل، منذ ثمود تعود إلى الزحف بعد الوقوفوإني انتصبت ولا وسعللأرض أن تتجاذب أطراف هذا التطور ثانية.إننا عازمون على المشيرغم اتسام التوازن بالصعبما عاد يجدي دمي ظل هذا التوقف في الجرحإني بريد يجرد كل طوابعه من عناوين كل البلادمقاصل ترمي بكل الرؤوس إلى وهدة في الحدادوتعلن مملكة من جثث.هنا سوف أجمع بين الحمام وبين البنادقبين الحجارة والموجبين النقاء وبين الشياطينأجعلهم ألفة تتطاول فوق العداوةفوق احتمال الحروبوفوق سعادة من تاجروا بالبنادق أو تاجروا بالدماء.لن نجعل الحب وقفاً على الحالمينسنعشق في الحافلات... سنعشق في الضوءفي غرفة يتزاحم فيها الأثاثونعشق في منجم الفحم: في أول الخبز أو أول الشعرنعشق عند مغادرة الفعل.سوف نساعد كل اليتامى أنى يجيئونإني أسائل هذا الأمانلماذا يسيطر فينا الهوان؟لماذا تبعثرنا الريح،وتشملنا هجرة في مكان سيحكمه الشهداء؟لماذا لأمي أصابع أكثر منزلة من ضلوعي؟لماذا لوجهي ملامح شرقية ستهدد شرعية الانتماء إلى الكون؟لماذا أظل أنا بعدما صرت في الآخرين،تماهيت فيهم: وأصبحت منهم؟فلا وقت للحب والفن كي يجعل الذات قابلة للغيابفكيف اختلطنا كزيت وماء؟وكيف تجلى لنا الملح في الآخرين؟فيا أيها الخوف لا شيء يرهبناإذ تساورنا شهوة الانتظاموأن علينا التراتب، واللجم.لا شيء يرجعنا الآن نحو تراكب عالمناإننا خارجون عن العرفعذراً من الصمتإن صار فينا الكلام جزافاًوأعرف أني خسرت بلا سبب واضحويرجع فيّ السنونو من الغيب يسأل أعشاشه في الخريف:لِمَ القلب أحنى غصوني لأصنع قوساً سيرمي سهام التوجع صوبك؟فكل العذابات قد أقلعت من جذور التحديوبعدك لا شيء أكثر مغفرةًثم لا شيء يعني لنابعدك العمر لا يستطيع الوثوقبنبضي ولا تستطيع الجذور توقع أرضيولا يجمع الفاتحون على أي مملكة يهجمون.وبعدك كل الخرائط سوف تمزِّقُ عند الحروفولن أتعرف شكل حبيبيولا شبق الماء حين سيخمد بعض حريقيفأين طريقيكفى يا سراط المدىفالدروب تلوتوتأخذنا باتجاه وحيدوقد يُسفِرُ النحو عن صرفه مرتينوقد يتنحى عن الحكم فرعونقد يتفرد خيط النسيجيعري التوابيت من كفن لا يليق بميته.. والعلميجاملني عابر كي ننام معاًثم أصحو لأبصره راحلاً في الصباح.أهم بتصحيح ذاكرتي في الرياحربما سوف أجرحعالم بورخيس (1)بأي كلام رخيص.ربما وأصابع جارة تساقط فوق نهود العذارىأقول بأني مترفة العنفوانوأن بلادي مسيجة الجرح بالقيحيضيقون من حشرهم في الرتابةمن عربات الجنونومن رفع أعلامهم في الرياحإنهم آمرون على شرفات الغناءمقيمون في اللا مكانعظيمون في بيئةٍ عرَّفتهم بأوصافهمإنهم في الأغنيات التي جعلت منهمُ الخالدين.قلت لا ترفعوا الصوت أعلىمن الرعد إن الغيوم تغطي سمائيوترفع عن كاهلي عطش الأرض عند الشتاءوأنت القريب البعيدوأنت أعالي الحضيضْوأنت ثمار النخيل الذي يتحدى الصحارىويكتب فوق الجريد قصائده للسكارىوإني فريدة حزن يضج.أخطأوا فاستقالت حياةفمن سوف يفتح إغماضة العين رغم النعاسورغم ارتحال النحاسكحكمة مملكة تنتهي في انهيار العروقكأني أفاضل بين الذهاب وبين الرجوعكأني خشيت تردد كفيك أن تهتدي لنهودكأني أُحيطك موتاً بهذي الحياة التي تتسرب ثانية من عروقيكأني عرفتك من قبلُلا تجهل الآن بادرة كحضوريوبيني وبينك متسع للخلاف.لنا رأينا وقذارة هذا الذي خلفناولنا ما لناوعليهم تقبل كل مجاهلناعلهم يقبلون تلاقحناوضمانة هذا المزيج من الحب والعنفوان.أريدك أكثر مما يريد الوصولويحملني نزق الرمس أن أحتضروتُحيي الحياة على سقف روحي تفاصيل هذا السأموأحتال ثانية وأردد أن لو تصادف غيبان في حدث واحد... قد يكون القدرْ.وأن التقائي بعينيك في مستهل البصركشمس تفجر في القلب موج الشرروحدنا قادران على الموت كالأنبياءعرساً لحجب الجنازات عن كل تلك الأكاليل.شاعر مارد يخرج الآن لا يقبل التسوياتولا يقبل الآن نصف الحياةومتهم بالقصيدةمنتسب للصراعسيجعل من موته حدثاً عالمي الغيابليستأنف الموت في الآخرةحسبه أنه قد يضحي بمحبرة.. وورقوينزف شعراً تبدى لكمباهتاً حسبه أنه قد نمافي المصانع بين براغي الظروفوبين مطارق غرب وسندان شرقويبدو بقامته الآن أعلى من الناطحات.. وأجمل ظلاً من النخلأكثر من واحة، حسبه أنه يتزنَّرحين يريد مقاومة الموت بالموتيأخذ بعضاً من الأبرياء إلى القبرليتسع القهر واللهويمحو بقايا قصائده في المديحيوسع أغراضه لهجاء عن الذاتقد لا يقود لشيء سوى متعة كالعذابوقد لا يكون جديداً عليهبأن يُخرج الهم من قبحه ويغني لهويحدِّث قوماً عن الجائحاتعن الحب في ألم الهجرعن ثورة تتواطأ في آخر النصرعن كلما ولماذا وكيف ولكنعن كلمات ستأتي في أول السطرْولا يستطيع الكلام تجنبها صفحتينيحدثكم عن صراع القوافيلمعنى أصيلٍ ولا يقبل الانحناءلوزن أصيل ولا يقبل الارتجالوعن صبية يعرفون المعاني وحتمية الاحتمالوعن رجل سيقول وداعاً وداعاً فلا تنتظر.حسبنا أننا مقبلون على الموت منذ الولادةحسبي أنني بادلت بارودكم بالقلادةوأني نسيت تناثر شعريضفرت تواتر هذا النحيبمع السل ثم اهتديت إلى الذاتخائبة الرمح والقوسهذي ربابة أغنية ذبلت في البدايةأو ذبلت في السراب، خرجنا من الموتمن هجرة نزحت كل تلك الجموع وآلت إلى فندقتتفاقم أسعاره بمرور السنين،فلا وسع للساكنينبدفع ضرائب هذا الحنينولا وسع للأرضها نحن أسرى المهاجرو(البرتقال الحزين) (2)فحسبي أني عشقت من النزلسيده واختبأت أرتِّق معطفه في ليالي الشتاءأحنِّي جلود المكانوأدرك أني غريبغريب يجامل غربته باحتمال الرجوع ويعرف أن الحقيقةأكبر من أن تواجهنفسك في كذبة وصديقوأن الحقيقة شيء جديربكل العناء وقد يستحق الكذبوقد يستحق المهابة حين نزوِّر تاريخناوالحقيقة شيء مريعوالحقيقة أصعب من أنتعي قدرة الاحتمالوأصعب من أن تقدر لحظتهاوالحقيقة وحش سيفترسالذكرياتومستقبلاً واضحاًقبل مضغ القليل من القات.إن الحقيقة قد صلبت في القديم مزيداً من الأنبياءوالحقيقة نسبية وتسبب هذي الحروبوتجنح للسلم حين تُزاوجمطْلقها أو تقول كفى للشعوبولا بأس أن تكذبوابينما ستجف الدماءوكي تنثروا قمح أيامكم في مهب الحقول.الحقيقة دوماً تضحي لتجعل أصحابها سعداءبشيء عن الوهم عن قصة الكبرياءالحقيقة قاسية في الحقيقة والحبلا تستطيع اجتراح المزيد من الجنس عند برود العلاقةلا تستطيع تجنب إغراء غانية للزناة.والحقيقة عبء الذين يمرون في الأرضمن غير مقدرة للتناغم في وجهة السرد.إن الحقيقة لا تقبل الناس إن أنكروا سطوة الحبإن الحقيقة همسة صوت سيخترق الصمت.إني أحبك أكثرمما يتاح لقلبيولا شيء يرُجعني نحو نفسيوإن الطريق إليك تغيِّرني وتضيف لأطرافيالآن، حالة تلك الزعانف كي أتخطى البحاروأجنحة وسناماً يضاهي القفارالطريق إليك التباهي بآخر ما تعرف الكائنات عن الكونبحث النزاهة عن أي عهد..وتفرقة الغائبين لأيامهم في الحنينوجرح من الفأس في سروة تتهاوىوإن الطريق إليك يدمِّر شيئاً من الوعيتسدي إلى بمعرفة تتناقل تاريخنا في بداهة حاضرناوتخلِّد ماهية الانتحار.أُحس بعينيك خيطاً رفيع البصرسيدخل من خرم إبرتناويُخِيط المدى كلما نزف الأفق غيمته في شتاء مريبوالحقيقة أكبر من بلدة هجَّرت ساكنيها مراراًبدعوة هذا الوباء ومغفرة التبر والحبولا أحد سوف يعطي الحقيقة قدرتها في اجتناب الكذبلأن الحقيقة قادرة أن تموِّهبعد الشجار العداء بلمسة كفوقادرة بعدُ أن تبتسم.والحقيقة طفل بريء بحجم الشيوخ ووجهتها منذ بدءالخليقة أكثر سمتاً من الخطوإن الحقيقة معضلة وتكلف بعض المناصب والأصدقاءتكلف حباً يغامر بالانحناءوتدلي بكل محابرها في الخطبوالحقيقة طيعةإن أردنا التشبه بالذاتلا تقبل الخائنينوالحقيقة حين تُشيح عن الناسلا يفهمون مراسمهم وإضاءة حاضرهمتستطيع المضي بأسرع منضوئهم وتواتر أصواتهم.فسلاماً لكم في معابد تلك الحقيقة، إني التأمتمع الشائعات وقلت لنفسيوداعاً فلا بأس أن أشبه الآخرينأجرِّب نزعتهمفي اقتفاء التفاصيل حين يغادرني ورع الزيفإني أجرِّب غيري لأني أحادية السمتلا شيء يُرجعني نحو نفسيقبيل تصادم هذا الجدار وظليولا شيء يُرجعني عرضة للسكونحين تناءى الكلامويمضي دمي في تهجّي قافية الأوردة.لك الشعر من حيث لا يعرفونلك النثركيف تناهى لمقتلهم كل هذا الوباءأقول بأن الطريق إليك تجذِّر في مهجتي وطناًوالطريق إليك تعلمني غاية السير من غير أن نجعل الأفق أهدافنا والأمللعل الوصول سيرجعني نحو أول ذاتيلكي أتهجى جرح الوجودوكيف يكون الصديد بعيداً عن الجرحكيف تدور الكواكب من غير أن تتصادمإني تساءلت كيف الزناة سيرمون في برهة حبهم في الغرائزكيف أغيِّر ألبستي كلما غيَّر الكرنفال مظاهرهواختفت في المعابر جدوى الطريقستجعلني بعد هذا أكاشف نفسي بأن الرحيل إليكيكلفني هجرة في التقاليد كي أتمرد ثانيةوأطابق ما بين معرفة العزف والخبرة الأولية في العرف.. والذكريات.لا شك أني قد دفنت متاهتي بلقاء خارطة من الصلصال في عينيهلا زمن يشير إليك في مخطوطة التعريفهو أنت ثانية فكيف تعود مرتدياً رداء الناسكيف من إلحاد هذا الماستجبرني بأن أجثو على الماضيوأن أختار مثل نبيكيف من ظلمات غاباتيفتقتلني... وترفع راية في الحبمختلفاً مع التاريخ كيف الآن سوف تعود متشحاً بصرح الخوفكيف أقول مختلَق بغير إرادة القبطانكيف أعود من ماضيك نحو الآن،حين تساوت الأنواء بالأحزانوكل الموت لا يكفي بأن تنهار شاهدتي؟وعيتُ وجودك الحاني مساء الدفنكنتَ مثار أسئلتيوكنتَ جواب هذا الغيب محتملاًوكنتَ النخبكنت غضاضة التاريخشُحَّ الماس والتبريح.سوف أقول ثانيةً بأني لم أعد طفلاًولا تختال دالية بأنخابي.يسوع الآن لا يدري لماذا الصلبقد يحتاج أخشاباً بحجم الطوف!كيف الناس يعتادون أوثاناًوما حلموا بأي نبيكي يجلوا ملامحهم؟يقول الآنهل للناس مقدرةلكي يتقاسم الأعداء كل الأرض؟هل في الحب مقدرة لكي يقبلمزاج الجنس في الحانات؟هل غوغول قد يختار غير نهاية الأشرار،هل في المعطف المسروق بعض المالْ،وهل نعني بأن نختار؟قلت: أكاتب التابوت كيف أموت كيف أخون؟قد أحتاج بعض سلاطة (الماغوط) (3).وداعاً يا رثاء العمرإني قد بلغت القهر والتاريخالآن تشملنا مقاهينا الرخيمةخلف أقنعة النحيب.الآن في الوجه المسافر في الغريبرأيت كيف توجِّه الجندي للحرب البذيئةخبر على صدر الجرائد ـ ودم على طرق الطرائدخوف ظبي من مهانتهوسيرة عالِمٍ يحتاج أنبوباًليعترف المركَّب بالتفاعلواجتهاد فقيه عصرهفي الشرائع وانتحار قصيدة في الوزنحرب النثر مجتاحاً سماء الشعرغربة منبر في القهرأقنية مشرَّعة تُتيح العهر.لا أدريأحبك مثلما شاءت مقابرناأحبك ما مآل العشق في رجل من التأليهوالتشويه لا يحتاجكل الناس كي يقتات شهرته.لا أدري لماذا أنتلماذا قد يشيخ الغيبفالعربات قد وصلت.أحبك ما مصير الرعب في الغارات،ما تأثير هذي الفأس في الغابات،ماذا قد يُتيح العمر لو غابت سمات الصوت في الآهات؟أحبك لم يعد وجهي بلون القهوة السمراءإني الآن جندي بلا عثراتوحتى النصر لا يأتي بأوسمة بلا قتلىكأني لم أعد ثكلىكأن الوشم فوق جلود أمكنتي رماديٌوإبرة خيطك المعتادسوف تخيط أمتعتي.أحاول أن أجوع الآنفلا خبز يبيح مآثر السرقةوعُشر الموت لا يكفيبأن أدنو من القرآن.تراوح في دمي الشطآنأنا أبكي أنا أحكيولا أحد سينصت ليولا أحد سيجني من صلاة الشمسما عادوا من الطرقاتإن القات لا يحتاط حين يفرِّج الكرباتوإن الحزن زنديق بحجم الكونإن العيش مقصلة تقوض ما يريد الفتية الماضون بالصدقات.إني الآن نازفةفلا الحتمية العمياء قد تُغنيعن العرضية الخرقاءسوف يزول من قدريلزوم الحيث والـ لكنولن ألوي على الكلماتفسوف أحرر المعنى من التأويلسوف أحرر الأوزان من عبثية التدوير.أنا القاموسلن أحتاج أن تتفسر الأحزان بالصدماتلن أحتاج أعياداًلمضغ القاتلن أحتاج أزواجاًلصنع خليقة أخرى.أنا التابوت حين يحيل هذا الموت ميلاداًولا يختار غير القبر كي يغتال هيكلهأنا من شئت حين تشاءأنا عبثية الأصداءحين تلامس اللا شيءلا وطن يقارب بين منفانا وحزن القلب.سئمت الآن من وجهيومن كفي ومن جسديسئمت الآن من فرحي ومن حزنيبودي أن أكون الرحم حين يُشكِّل الأبناءولا يبقى سوى دمهمشيمة مارد راياته اللاءات.بودي لو أكون الآن قنبلة ستفتح في الجدار الباببودي لو خرجت الآنوقلت بأنني حرةوأن الحب لا يحتاج خاتمه ليبقى القلب.بودي الآن لو أسريلعاصمة تؤلِّهني وتجعل من صلاتي سنة للكونبودي لو أصير بطاقة تدعو بريد الموت للرقص.بودي لو أبوح لنسياني بذاكرتيبودي لو بعيداً كنتلو عشتار نامت في صباح الخصب.بودي لو يشاء الوقت أن أبكي وأن تنهال مزولتي على النخل.بودي لو يجيء الصبحولو يحتضن كفي سوى مفتاح فردوسي.بودي لو يشاء القلب أن أختار ثانية.بودي أن الناس في القداس محتفلين كي يبكوا بُعيد الرقص.بودي لو يكون الآس جورياً بلون الورد،لو وجهي تقلِّمه صفات الرفض.بودي لو عرفت الآن كيف أُجدد الأحلام.بودي لو تُريق حقيقتي العصماء هذا الوهم.هل بالغت إذ أعلنتيكون القادم المرجوُّفينيقاً كوهج البحر... كنعاناً.. وكنعانية الأحزانوفي زردي فضاء حديدك المسنونقد يتجابه الآتونولا يبقى سوى الإنسان.أحبك يا صفات الشعر واللاءاتفلا أحد يُعيد إليَّ تابوتاً بحجم الموتكنت تريد أن أُقصيمداراتي ليرفع كوكب الميراث غبار هذا الكونكنت الأمس نورياًوقيل بأنني غاليت حين رقصت فوق الحبلكنت عصاي والمطاط في شجر من الغاباتكنت الوجه في نزوات أقنعة ملفقةفلا طاغور سوف يقول إني لم أعد طفلاً.خذوا مائي وأمتعتيوشدوا من جلودي كل أشرعتي على الصاريوقولوا بعد هذا البحر سوف يشرِّد القرصانونحن لا نحتاج مرساة وأسئلةكفانا كل بوصلة تعُيد لنا جهات الوقتونحن الآن محتدمون مرتبطونبامرأة من مداد الدم.وصلت وبعضي هناكوبعضك متسع في القبوروصلت وبيني وبينك شيء يترجم فينا الصراعوصلت ووجهي الأخير يحدِّث أمي بأني سأرجع حين تصدِّق أني أجيءوسوف أقول بأن الذي تغربت فيهم حين جئت إليكتغيَّرت ما عدت نفسيوحين وصلت وجدت الحضارة في رجل واحدوالحياة افتراس وما قد تبقى من الناس ينتظرون الزلازل والحب.فلا غجر عاشروا شكل هذا الرحيلسأعزف أغنية غررتنيلا أحد سوف يلجأ من خوفهسوف يلجأ للحبلا أحد قادر أن يقول انتميتإلى جهة تتخطى مدار البحارقد أشارت علي َّ ثم لا جهة ستشير عليَّبتركي السفينة طوفاً أخيراً يؤرَّخنيفالخليقة لا تبدأ الآن من ضلع امرأة قاصرة.وإني أصارع كيما أفر وفرعون خلفي وروما أماميوأمشي على الماءإني أسير على قشرة الحب والانتقاءأخف من الريشلا أستطيع التوقف إني أغب الخطى في الشوارع قبل الشروقفللشمس قدرتها كي تجابه هذا الجليد وإني أخاف الغرقأخاف الذهاب أخاف الإيابوأخشى بأن الطريق إلى الأمس كانت مشققة كالجليدولا وقت للحب، لا وقت للشائعاتولا وقت للقيل والقاللا وقت كي نتجرع في الليل كأساً من البرتقالولا وقت كي أتجاوز هذا الحنين إلى البيت.إني مزيج من الصخر والارتجالوإني الأوابد متروكة في الرمالولا أعرف الآن كيف سأسدل أشرعتيوأقول لريح المقالعلا تشتهي حجراً واحداًفلا أحد سوف يلتفت الآن للذكرياتوحدنا القادرون على الانتظارعلى السلم في زمن الانتصارووحدي أُقبِّل وجهك في سر هذا المكانوتجهلني كلما عبرت خطوتيأو تجاوزت ظلي على الأرضرافقتُ هذا البنفسج عند انبجاس الصقيعفكيف أُعيد تركيب نفسي؟اندثرت ولا شأن للعدم الآنإني وُجدتولا شأن للغرباء بأني غاية هذا الوجودولا شأن للموت أني أُطيل زفيري لأُخرج كل الغضبوأُطفأ شعلة هذا اللهبولا شأن للقمح أن الحصاد يوزع غلته للصوصولا شأن لي بمزيد من الحب.أنت وصلت وبعدي ستندثر الأغنياتوأمشي على وتر واحد في الحياةوأحمل من قصب النهرتلك العصاة تشق الجبالوأمشي إليك على خيط تلك الحبالوتُبصرني في اتزان العصورتقول بأني خرجت وأني تجاوزت جيلي بطفرةوأن جنيني بلا والدوالعذارى انتشرنعلى كل صلب ولا أستطيعتوقُع ماذا سيصبح هذا الدم المستفيض إذا ما توجس!قلبي شرايين خارطةأورثت سفني كل هذا الضياعرحلت وبيتي يُقلِّم أشياءه يتناسل في شقق الغرباءأقول لأهلي بأني خرجتولا وطن بعد هذا سيكفي هويتنا كي تُباعخرجت وظلت عواصم قافيتي يا بلاديمعلقة فوق كعبة هذا العراءخرجت وجارية جرَّبت قصة، ثم لم تستطع أن تُطيل البقاءحملت بنفسجة وقلت بأن الفقير يجرب كل مكانولا يستطيع تَحَمُلَ صاريةٍدون أشرعة دون معنى.أحبك من حيث ما عاد للقلب صمامه فالنزيف يؤرِّخ فيناأواخر ما عرف الحب قبل الغيابوإني أحبك في زمنٍ غامضٍوالحقيقة لا تزدري كذبة آثرت أن تخفف عن ساكني الوهم هذا الشقاءوالحقيقة يا رجلي تستعيد التقصي ترتب في الناسغاياتهم وتريد لنا أن نعيشقليلا بلا وجهةٍ ريثما تستطيع الرياحتَقبل أشرعةٍ غضةٍ.والحقيقة تُرغمنا أن نقولوترغمنا أن نقامر أو أن نغادر مائدة والكثير من المالفكن شاهدي في دمي أو فك آس هذا المكان الجليدي.إني أخبئ نفسيَ فيكحيث تصير الكهوف بدائية.. والآس يا صديقيهو الحزن يرسم فوق الجدار خرابيش كالاحتضارفكن كاهن الاعتراف الأخير لسيدة أخطأت وزنتهل يكون البغاء لها مهنة في انهيار البلادفكن لا يبوح بِنسلي من الغرباءولا تخبر الناس أنيأتاجر بالوهم كيما أبيع الجياد لتصهل في أفق ماجنٍلا تقل للنساء بأني أخبئ ثدياً لكل عشيقوأني أهيل المعابد فوق رؤوس قريشوأني أحب المدينةلن أرجع الآنلن أتدبَّر آخرتي في مكانْسأبقى أهاجرإني تركت الرسالة والوحيلن أهدي الناسلا تخبر الأنبياء أن السماء الوحيدة لم تنقذ الأرض عند الوباءوكن كاهني في الزفير الأخير وهذا هو الموت محكمتي.إنني أعترفهنا الآن بيني وبينك نافذة تحجب الدمعوأحتاج أن أخبر الآن ذنباً صغيراًوأدرك أن الحقيقة أكبر من أن تخبأ في القبر.لا أستطيع الرحيلبدون التعري ولو مرة في حضوركعدني بألا تشي بخرائط هذا الجسدولا أن تقول بأني ممزقة تحت جلديوأني سأخلع معطف هذا الوقار الرخيموألقي بثوب الحداد على جسدي في الجحيموخبِّئ تفاصيل صدري ذاكرة للذنوبولا تخبر العابرين بأن السياط تُخدد ظهري الذي ما انحنى.أنا سأبوح أجرد نفسي أمامكفي برهة كي أموت وأغدو أخف من النعشلا أستطيع احتمال الجنازةمن غير أن يعرف الحب أني عشقتُولا أستطيع الذهاب إلى الموتمن قبل أن يعرف الحزن أني بكيتفخذ سر كائنة جرَّبت طرق الانمحاءوماتت بلا رغبة في الحضورأمامك متسع أن تُعيد أهمية الاعتراف الأخيرفلا أحد يُنصت الآن.إني أُفجر كل غرابة مجتمعيوأُهيل التراب على صفحة من دميإني أخاف من الدودأعرف أني وُجدت على الأرض عشت وأخبرتقصة هذا الوجود الغريبقُبيل الرحيلوأرَّخت أني أمروأترك ملء الصحارى الفسيحة سر النخيلوأني ند لتلك الحضارة رغم بدائية العمر.كن كاهني فوق قبريشاهدةً أرَّخت في تقاطع دربينوكن كاهناً للقلوب التي نبضت فجأة في الضلوعوأغلق بكفيك عيني عند نشيد الرجوعوبدل ثيابي بأعلام تلك البلادوقل بأني شهيدة هذا العذابوإني برغم تنحي دمي عن دميأستحق وسام صهيل الجيادوقد أستحق من القوم عبء الصلاةوإني شهيدة حرب ولا تستحق اهتمام الصحافة.لا تشبه الروم والفرس في الحرب بينهماولا تستطيع تَوَقُعَ ماهية الموتإني قُتلت وإن لم يكن في إهابي المشظى رصاص.وضع جسدي في قماش العلموقل لأبي إنني لم أحاربولا في يدي بندقية جديوأستشهد الآنفكن واثقاً أنني رغم هذاأواصل في داخلي سيرة البرتقالوقل أستحق من القوم يوماً وساماًضريحاً يليق بسيدة أوقفت عمرها للصراعلست أدري إذا ما انتصرت وماذا هزمتولا أعرف الآن كيف هربتوأين وصلت ولكنني أستحق الرثاء!أستحق من الناس بعضاً من الآسولا أشبه الآن قُواد تلك الجيوشولا فاتحاً حاسماً في الفتوحكنتُ البنادق والعشرات من الفرق المستنيرةحاربتُ كل الطواحينوإني انتصرت كطوفان مأرب.لا تتركوا جسدي يُدفن الآن ميتاًأقول أنصتوا لاعترافياِقرؤوا آية بعد موتياُذكروني إذا ما أقمتم عكاظ دميواذكروا شاعراًمات من كثرة الصمت والحبر والانزواءولا تأخذوا شِعر هذا الرثاء إلى غرض واحدأو لغة واحدة.أقول لكم ضاع عمريوضِعت على شرفات القواميسأبحث في عبث الترجماتوأبحث عن معجم واحد شامل للغاتولم أترك الأبجديةيوماً بلا كلماتأنا أستحق قليلاً من الصمتفلا تهمسوا في الرواق الأخير من النثرإن الكلام إذا لم يجد منصتاًوالبداية لا تستطيع البداية قبل الختامحاولت أن أتخطى المعاني البليدة والابتذال.وداعاً لكل المعاني البريئةوحسبيَ أني رأيت الصواعق تحرق حقلاً من الصمتحسبي الحريق الذي قد أحال دفاترنا كومة من رماد.أحبك عند احتراق العصافير بالعشقعند توَّجع جرح الغزال.. على مذبح الصيدأعرف أني تجاوزت حد الخيال بمعجزة الحبولا شيء يجعل من كوكب الأرضأكثر كونية من حضورك في كوكبيآه أنت تزداد في كل حزن دموعاً وملحاً وأرصفة ونبيذاًونخباً يُلِّح على الأمنيات لكي تتحقق على الغيب كي يتقدمغير دعاء المصلين إذ آمنوا بالقدروها أنت حيث تُريدوقبعة غادرت رأس هذا الصبيإذا الريح شاءت بأن تحرق الذكرياتفماذا يقول الخريف لأوراقه كلما مر فصل على شجر يابس في الربيع؟هل يقول اذكروا زهر أمتكم في الربيع،أو وداعاً لكم في الزوابع،لا تحزنوا فالبراعم تولد في كل عام؟أو يقول ارحلوا في الترابوعودوا إلى الأرض مثل السمادكيف أن الفؤوس ستحصدفي برهة غابةأو خذوا سمتكم هادئين إذاًتحت وقع البساطير والمجزرة.هنا قطة في زوايا المطاعمتأكل لحم القطيعوجروٌ يقود ضريراً إلى الهاويةأقول استريحوا إلى حب من يُؤخذون إلى الرجم في قبلة داعرةومن أيقظ العمر يا وطني في المنافيمن أجاز لنا أن نموتوكيف يعيشون من غير أن يدفعوا جزية؟فكفى وكفى كل ماض غداًوكأني وصلتبثور على جبهتي من وباء قديموأمتعة فظة....... من ملابسولا شيء يجعلني أتراجع عن فهم أنك ترحل عني بعيداًوتجهل ما أوصل الشعر نحو مديحكتجهل كلفة قوليوتجهل أني نضجتوجمعت في المفردات الكثيرمن الذل والصبواتولا شيء أبعد من وطني وملامة منفاي.كيف خذلت ملامحنا في قناعيروِّجه الكرنفال؟فكيف إذاً سوف نمتلك الغجر الطيبين وكيف سيمضي كماني إذاً في النحيبليعرف جمهور هذا المخيمأني معذَّبة أنني وتر في الشجروأمتد من خشب السنديان وأني أصيح من السرووأني حزين كما الزيزفون؟فكيف أخبئ عيني حين ستندم كل العيون؟أحبك قبل التقاويمكن واثقاً من رجوعي إليك برغم توقف نبضيإذا راقني للزوايا البعيدة في الذاكرةها إنني أتزوج نحبيفهذا زواج أخيرلخيل رمت بالفوارس في المعركةبعد هذا يقولون إن الحروب تُبدِّل أعلامها بعد كل انتصاروإن الملوك يمرونفوق العروش وقد يسقطونوقد ينقضي عهد هذي السجونوتبقى مموهة الرعد تلك الشتاءات تكشف عريَ القرنفلوإن الذين يصيرون في برهة خدماً للفؤوسستأكلكم نار هذي المجاعةمثلما تأكل النار حطابها في اللهيبفلا تُكثروا لغوكم في الخطبفهي لا تجعل الناس يبتلعون الأكاذيب.إن الحقيقة فاتنةوالمزيد من البوح يلزمنا كي نحذر من أدعياء البطولات والكبرياءوالحقيقة يا ولدي أم لهذا المخاضوأجر الذي مضوا في اكتشاف البحارأيقنوا أن كولومبس الغرب آخر من يكتشفوأن خرائط كوكبنا اكتملت... بالوطنوعيشوا بما يتبقى لكم من زمن.هي الأرض مكتظة فانهضوافانهضوا نحو غابتكم واصنعوا من قرار الربيع السفنأو فعيشوا على طوف أوهامكممجيئاً ذهاباً إياباً على الموج بين الجزروقولوا بأن براعتكم في انتشال الكنوز ستكسبكممتعة الارتحالأو فلا تعقدوا صفقة فقراصنة الحلم لا يقبلون الحقيقة أو نصفهاوقولوا لهم سوف لن نلتقي.أُحبك عند اختناق الرحيل المبكربين الشهيق وعند الزفيروفي كبوة الحلم قبل الصهيلأحبك لا أستطيع الرجوع إلى جرح ذاتي القديمةفوق جدار المُحرَّمباشرت إيقاع روحيتذكَّرت منبت صاريتي بعد موت الشراعوهل عدت نحوك أنت بلا جهةوالعناوين مفقودة والزواجل مكسورة الأجنحةوتلك الرسائل ضاعتوَضيَّعت وجهي في الكرنفال،كما ضاع موتي..يكلفني ورد باقتك الآن كل الربيع الذي قد تبقى لناوغيِّر فينا مسار الحوادث... مارس فينا قليلاً من الخبثعلّ الحياة ستصبح أسهل من غرفة في الغبار.أنا لا أقول أحبكحين يحين الوداعلئلا أمزق فيَّ شغاف الكرامة والكبرياءفعزلة عينيك فينق أزمنة مرةيضيق عليها الفضاءحين تحين القيامةولا أُخبر الله أن النهاية مبتورة بالحسابولا أخبر الحب هاجسي بالخيانة عند الغيابوأعرف أن حنيني إليك تجاوز فرقتنا والمسافةبين وجودين ما أبصرا فاصلاً بين حدينلا شكل للكائنات التي اتحدتفي فضاء من الغاز والضوء والصوتوالحرب والحب.لا زمن سيمر على زمن خالدٍوالحقيقة أكثر وهماً من الوهمإني أُهيل التراب على مرحلةوأخرج من جسدي هيكلاً فادح الشكلإني أِعد ضلوعي وأجبر جمجمتي كي يساورها الابتسامأُزيل عن القبر صلصال أحلامنا وأُقرر أني أعيشبرغم تغيُّر خارطة الأرض حوليوأني برغم تهدم أمسيلا زلت ذاكرة تتوهج في البوحلا زلت أعقد هدنتنا في شوارع عكاولا زلت أرخي ضفائر شعريوأحلم أن يتسلق فارسنا شرفة القبرولا زلت أصنع من وجهتي قمراً ساطعاً في الظلاموالحقيقة يا ولدي نزوة كاللياليإذا باغتت عاشقاً في الفراش.المتاهة متسع للتأمل متسع للضياعفكن كاهني يا صديق الشراعوغيِّر مصير المراكبلأن القراصنة القادمين من البحرلا يأبهون لموتي ولا لبصيرة بوصلتيإنما سأعيشعلى الخوف من غرق باكر في المياهفخذ وجهي نحو آخر ما اجترح الزبد السرمديوخذني إليك أنا ثملة بالذي بينناوالذي كان طوفان هذي البلاد.سأبدأ خلق المدادعلى شكل قافية ودَّعت لعكاظ استعاراتهالأقول لعنترة العربي انتظرنيوكن سيد الرقودِّع حبيبتك الآنلا وقت للشعر.. والكبرياء ولا شأن للقوم لو حاكموالون جلدكأو لون هذي السماءوكن خجلاً من أبيك الذي أنكر العمرأمك لا تقبل النسب المستهين بزنج قضوا في الصلاةوكن مثل مجنون ليلى.. بلا جهةإننا مقبلون على غزو مصطلحات الغناءنكبة عرَّفت شعبنا.ضُمني، ضمني علني أستريح على صدر وهمكأكتب فوق النسيج الأخير من القنب العربي القصيدةهرمتُ فلا شبق العمر يكفي لكي أشرع الآن بالموتخلِّ الوصاياوكن واثقاً من رجوعي إليكرغم تصدي دمي للتخثر.. في صورتيوكن حاملاً نصب تذكارنا في الرحيل القديملئلا يرى غيرنا نكهة الازدراءوحمِّل بقايا الدم المتجمد في الخيل عند الجراح.
الهوامش:
1- بورخيس: (جورجي لويس بورخيس) شاعر أرجنتيني وقاص وكاتب، توفي عام 1986.
2- رواية لغسان كنفاني.
3- الكاتب والشاعر السوري المعروف محمد الماغوط.