الجمعة ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم
غوغول المعاصر
سوف أمضي لأملأكل شرايين هذي المجرة حبراًولا بأس أن تسرقوا قصتيإنني أتعرىولن يستطيع ارتفاع الحرارة في عالميأن يحيل حضوري إلى شبح جازمفي شوارع تلك الجريمةإني أغيُّر قصتكم وأعيشْ..وأترك حلم التدثر بالصوف والريش.لا بأس أن يأخذناكل هذا الحصاد...سأزرع سنبلة في الرفاتوأجبر منجل أحلامنا الآن أن ينكسر........وغوغول يصحوولا يعرف الآن كيف تتمة قصتهأللأرض في أول القرن معطفهاوالشعوب التي خرجت منبيوت مشققة وخيام تعرِّفنشأتها بازدراء الرجوعوتذعن للانتماء إلى وطن لا يعود.......وتؤمن أن التحققمقتل كل الوعود....فلا شأن للزمن المتبلدفي خثرة الوقت في القرنوالشائعات التي أعلنتفائض القيمة الآنإن البطالة سيدة المرحلة...غوغول يصحو ليدرك أشباحهلا تحرِّك ساكن هذه المدينةولا تستطيع بأن تُرْهِبَ العابرينإلى حانة تتسول فيها النساء......ولا يستطيع القليل من الذعرأن يغيَّر فينا مسار الهباء...وغوغوليعرف أن رهاب المدينة لم يستطع أن يعيد إليه معاطفه في الشتاءولا يستطيع تَتَبع خيط من الصوفكي يعرف الآن قاتلهفاتركوا صوف كل البلاد......وكونوا على الثلج أصبرمن مقتل الحلم.قلت سلاماً لمن يحسبون خرائطهمشرَّدتنا إلى الغيب...إنا نعود إلى الأرضمن حيث لا يعرفون ولا يدركونونشغل قبر سياتل (1)نُكْبر فيه ملامحهشرب نخب الرجوعإلى حيِّه ريثما يرحل الغاصبونونبحث عن معطف من بقايا الجنوننؤرِّخ نزوتنا غايةتتناسل فيها الدياناتلا العرف فرقنا نحنأكبر من قمرة في حطام السفن.......ونحن حقيقة هذا الوجودهو القبر صارحنا بالخلودولا شيء يُرغمنا أن نموتولا شيء يمنعنا أن نعود...فلا تصلحوا ساعة الربلا شأن للحب والترهاتكما الدمع صخر يغصُّ به (2)الانحدار على كف سيزيف- أنت مآثر عشتارعند جفاف القفارتتابع صوتين كي لا يصير الصدى توءماً للصراخوأنت المشاهير إذ أقفلوابابهم دون أن يعلنوا الاعتزال....أنت ملاذ الحقيقة حين يُشرذمها كل هذا الكذبجواب يعيد إلينا السؤالبأكثر من شارة سوفتستنطق الاحتضار...وأنت تُعيد إليِّ وجوديبدون شكوكولا تنتهي حينما يبدأونولا تبدأ الآن من حيث لا ينتهونأريدك مغتصباً للحضارة بالابتسامةمتسعاً للشعوب التي جانَبَت هجرة لا تؤوب.إننا مولعون بخط هزائمناوها هو غوغول يصحو يعلِّمناويعلم كم معطفاً سوف نفقدكي لا يصير الشتاء..... شتاءًيهددنا بالزوال...وغوغول يعرف ماهية الاحتضاروداعاً لتمرك يا عاشقاً خان نخلتنا في ازدحام الرمال....وداعاً لصوف التذكروالشوق والأغنياتوداعاً لصوف الجهاتووحدي أدشِّن هذا الضياع بلا بوصلةووحدي سأدرك أني بحثت عن الدفء في شارع القهرعلي سأعرف من يتسلل نحوالمشاجب كي يسرق الحلموحدي سأدرك أن السنين التي أبعدتْ غايتيثم لا تتوقف في الظلمتلك عدالة من يشرعون بسن قوانينهمأريدك أبقى من الآس والوردأكثر معرفة من علوم تروِّض في الأرض جوهرهاوأريدك شعراً يقي لغتي من مكائد هذاالوضوح الصفيق لنصٍ على نجف الرقإني أريدك زوبعة في مضارب نيرونمختلفاً حول أن النسب جدير بهذا العناءفعبلة عاشقة للسوادأريد لقيس الملوَّح كل خيول الصوابكل هذا الصوابفليلى هراء يوازي السرابولاشيء أثمن من فكرة ستقاومهذا الجنون إذا انتصر الغاصبون.أريدك جرأة حزن خجول...لكي يذرف البحر مكرُمةً للقواربفهذا التشرد في العشقسفر المدى والحضيضتفاقُم أوبئة في الصحيح البعيدومشنقة تتدلى على الصاريةلتشنق بحارة عقدوا هدنةواستماتوا لتغيير وجهةطوف الخليقة نحو الجزر.أريدك مراً لمن يمضغون فجائعناأريدك عرساً يزوِّجنا عنوةفي الحصادلكي نتجاوز هذا الخرابونزرع سنبلة في السراطونرجب منجلنا في السهاد.وداعاً لزَيف منابرناوداعاً لهذا الخطاب الركيك عن الانتصاروداعاً لأي حياة نعيشلنهرب من محنة الاحتضار.....وداعاً لنول سينسج معطفنابانتظار الذين قَضوا في القتال......
الهوامش:
1- اسم زعيم هندي أحمر.
2- شقيق الخنساء.