

مديح لشتاء قادم
مطر أخضرُ ينزل في الأذن
بلا استئذان
ثم يحيد قليلا
يرمق سيارةَ موت تقعي الاف الأمتار
بعيدا عنه
لا شك تأثر بهشاشتها
لكن ثاب إلى الرشدِ،
فيا هذا الوطن الشاسع
آمنتُ بك اليوم
مع أن الشمس تؤزّ خريفا
في خاصره داليةٌ تطفح شِبَعاً
وقد امتزجت ببراح ذي نوء
يتمطى في كف بلاد
لا دمَ فيها...
ألعبُ
وخريف يعرف ملتحد النخل تطوَّرَ
حتى ضاهى معركة لا مرجعَ يملكه
فارسها النادرُ
فوق معاصمها ثَمةَ هاويةٌ
لجنون منبسطٍ
أنثاه دون سوارٍ تلمعُ
وتعبُّ غوايتها
تذري الزمن الصلْدَ
على كبد العتَمةْ...
نهضتْ لغة في شفتي
فمضيت أحاكي الليلَ
وأنشر بينَ يديَّ
بيارق من حمإٍ
ومحاريث لها صلصلة
هي في العمقِ مديحٌ آخر
لشتاء قادمْ.