الأحد ١٤ أيار (مايو) ٢٠٢٣
بقلم حاتم جوعية

لقاء مع الأستاذ خالد عوض

مقدمة وتعريف (البطاقة الشخصيَّة): الباحث والمؤرخ السيد خالد عوض مدير جمعية السباط للحفاظ على الثقافة والتراث الفلسطيني من سكان مدينة الناصرة ومن مواليد عام (1964)، متزوج وله خمسة أولاد. أنهى دراسته الثانوية في المدرسة الثانوية البلدية الناصرة، ودرس بعد ذلك موضوع علم الإجتماع في جامعة بير زيت وحصل هناك على اللقب الأول (. a b) في هذا موضوع.. وتابع دراسته الأكاديمية العليا في جامعة النجاح الوطنية - نابلس. وهو كاتب وباحث ومؤرخ أصدر العديد من الكتب في مجال الأبحاث والدراسات في التاريخ والتراث... وقد زرته في مركز الجمعية (السباط لإحياء الثقافة والتراث الفلسطيني) في مدينة الناصرة وأجريتُ معه هذا اللقاء المطول.

*سؤال 1) متى تأسست جمعية السباط لإحياء الثقافة والتراث الفلسطيني وما هو الهدف من تأسيسها وإقامتها، ومن الذين بادروا وعملوا على تأسيسها.. وما هي أهم النشاطات والفعاليات التي تقوم بها الجمعية؟؟

 جواب 1 - تأسَّست جمعية السباط عام 1999 وحصلت على شهادة مسجل الجمعيات لتأسيس المتحف والأرشيف الفلسطيني في مدينة الناصرة وأنا كنتُ المبادرَ الأول على تأسيسها بعدعودتي من جامعة بير زيت إلى مدينة الناصرة، وبناء على قرار المجلس الأعلى للفلكلوريين الفلسطينيين والأصدقاء، وخصوصا الدكتور شريف كناعنة - محاضر في علم الإجتماع في جامة بير زيت. وساهم معي في تأسيس الجمعية الشاعرة منى ظاهر والسيد جمال طه والسيد جمال علوش والباحث محمد أمين بشر صفوري وكان رئيس الجمعية لمدة معينة... والسيد فوزي شليان الذي تبوأ أيضا منصب رئاسة الجمعية لفترة معينة. ومن المؤسِّسين الأوائل أيضا: سهى صفدي وآخرون. والهدف من تأسيس وإقامة هذه الجمعية هو الحفاظ على الموروث التراثي والفلكلوري والتاريخ الشفوي لشعبنا الفلسطيني في جميع أماكن وجوده.

*سؤال 2) هل هذه الجمعية تأخذ دعما ماديًّا من جهات معينة أم انَّ أعمالها ونشاطاتها تبقى مجانا ومن أجل خدمة شعبنا؟؟

 حواب 2 - الحقيقةُ هذه الجمعيّة لقد اعتمدتْ في الأساس في مجال عملها ونشاطاتها على مدار سنوات طويلة على الجولات والزيارات التثقيفيَّة لطلاب المدارس في الناصرة والقضاء من خلال زيارة متحف التراث.. وفي السنوات الأخيرة كان هنالك دعم وتمويل من مؤسسة التعاون من أجل إصدار كتاب بئر السبع سجل وصور(هو كتاب موسوعي توثيقي تمَّ كتابته وتأليفه ردًّا على مخطط برافر الصهيوني).
وفي الآونة الاخيرة أصبح التمويلُ محدودا من بعض المؤسسات المحلية.

*سؤال 3) كيف هي ردودُ الفعل والإقبال والحضورإلى نشاطات وفعاليَّات ومشاريع هذه الجمعيّة؟؟

 جواب 3 - جمعية السباط منذ البداية أخذت لها خطا واضحا وهو تعزيز الإنتماء والهوية الفلسطينية من خلال رفع المستوى الثقافي للأجيال الناشئة التي لم تتعايش مع واقعنا الثقافي والتراثي، وهي بعيدة كل البعد عن تراث الآباء والاجداد، لذلك كان لجمعية السباط هذا الدور الهام والرائد في رفع مستوى الوعي والحسِّ الوطني والوعي الإنساني.. خصوصا أننا أصبحنا في مرحلة من المراحل بعد قيام دولة إسرائيل وتهجير القسم الكبير من الشعب الفلسطيني خارج الوطن كالأيتام على موائد اللئام. وقد لاحظنا هذا من خلال مناهج التدريس التي يشرف عليها وزارة المعارف الإسرائيلية، ومفادها هو التجاهل بل طمس كل ما يتعلق في هويتنا الفلسطينية وتراثنا وتاريخنا وحضارتنا المشرقة.

*سؤال 4) هنالك العديد من الجمعيات والمؤسسات والاطر الثقافية المحلية والتي تحملُ أسماء مختلفة...ما رأيُكَ في هذه الجمعيات والمؤسسات؟؟..هل جميعها تخدمُ الثقافة والأدب والفن والإبداع وتخدم شعبنا أم أنَّ هنالك مؤسسات وجمعيات الهدف منها هو الربح والمكسب المادي لا اكثر؟؟

 جواب 4 - من المؤسف ان نقول: إن هنالك عددا من الجمعيات هي أشبه بدكاكين وحوانيت تجارية هدفها الأساسي هو المكسب والربح المادي، خصوصا أنه عندها القدرات والإمكانيات لجلب الدعم والأموال وإقامة المشاريع التجارية والثقافية، والمفروض أن تكرس هذه الميزانيات لخدمة ثقافتنا الهادفة - أدبنا وفننا وإبداعنا المحلي - وخدمة وتثقيف أجيالنا الناشئة على جميع الأصعد وإدخال الوعي الثقافي والإجتماعي والوطني والسياسي والإنساني لجميع شرائح المجتمع الفلسطيني في الداخل، وخاصة للأجيال الناشئة... ولكن وللأسف هي تعمل على عكس ذلك تماما، وتحت مظلة وغطاء خدمة الثقافة تسير دائما في مستنقع التطبيع ولاجل تعزيز ثقافة والأسرلة وكل ما هو يمسُّ بقضايا شعبنا المصيرية على جميع الأصعدة: الثقافية والسياسية والإجتماعية..ولكن هنالك القليل من المؤسسات والجمعيات التي تخدم شعبنا وثقافة شعبنا بشكل صادق وجدي وحقيقي.

*سؤال 5) الأستاذ خالد عوض أديبٌ وكاتبٌ ومؤرخ معروف ومشهور منذ عقود له الكثير من النشاطات على الساحة الادبية والثقافية وأصدر العديد من الكتب..كم كتاب أصدرت حتى الآن؟؟

 جواب 5 - أصدرتُ العديد من الكتب التي وصلت إلى 15 كتابا في مجال الأبحاث والدراسات في التراث الفلسطيني والتاريخ.. وجزء من هذه الأبحاث هوعبارة عن موسوعةٍ مصورة لمدن فلسطين التاريخية التي وقعت تحت ما يُسمَّى الإحتلال أو الحكم الإسرائيلي... وهي عشرة مدن، وصدر من هذه المجموعة ثلاثة أجزاء، وهي تشمل: القدس، بئر السبع، الناصرة..ونعملُ اليوم على مدينة يافا. لقد صدر ثلاثةُ أجزاء والآن نعمل على إصدار الكتاب الرابع عن يافا سجل وصور من أواخرالعهد العثماني حتى نهاية الإنتداب البريطاني.

*سؤال 6) أنت في البداية كنتَ شاعرا ومتفرغا للشعر وَمُكرِّسًا جلَّ وقتكَ له..ولكنك في الآونة الاخيرة لم تعد تكتب وتنشر أشعارك الوطنيّة وغيرها في وسائل الإعلام.. لماذا!!؟؟

 جواب 6 - هنالك سببان، أوَّلًا: كثرة الشعراء اليوم وأصبح الشاعرُ في ظروفنا الحالية، وخاصة (شاعر الفيسبوك) هو الطاغي والمهيمن على الساحة الأدبية.. وأصبح كلُّ من هبَّ ودبّ وكل من لا يعرف قواعد اللغة العربية وحتى كتابة الإملاء شاعرا...وهذا ناتج عن عدم وجود رقابة وحركة نقدية حقيقية ومستقلة تعمل على تهذيب وترتيب وتنظيم الحركة والساحة الأدبية والثقافية المحلية بشكل موضوعي ونزيه وعقلاني وتغربل القمح من الزؤان والغث من السمين... وأيضا الإعلام اليوم يعمل معظمه بشكل سلبي وللأسف ويروج للأدب والفن الهابط. وثانيا: أنا في الفترة الأخيرة أصبح تركيزي وتفرغي الكامل للمجال والجانب الآخر... إلى التاريخ والتراث والفلكلور الفلسطيني (الأبحاث والدراسات الفلسطينية).. وحصريا في كل ما يتعلق بتاريخ فلسطين من الفترة العثمانية حتى انتهاء فترة الإنتداب البريطاني - عام 1948)... بالإضافة إلى الإهتمام بالتراث الشعبي الفلكلوري الفلسطيني والتاريخ الشفوي والمحكي (غير المُدَوَّن والمُؤرَّخ).

*سؤال 7) حظكم من الصحافة والإعلام وتغطية أخبار ونشاطات جمعية السباط؟؟

 جواب 7 - إعلاميا يوجدُ تغطيةٌ لا بأس بها من قبل العديد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والحمد لله...والهدف الرئيسي الذي نريدهُ من خلال الإعلام هو توثيق روايتنا الفلسطينية الحقيقية وليس الرواية الصهيونية التي تحاول طمس كل شيىء فلسطيني والتي اعتمدها وواكبها عددٌ لا بأس به من الباحثين والمؤرخين والكتاب الذين أعطوا وقدموا صورةً معاكسة ومزيفة للواقع والتاريخ، وانطلت مزاعمهم على الكثيرين من أبناء الشعوب الأخرى.

*سؤال 8) شعراؤكَ وكتابُكَ المفضلون محليا؟؟

- جواب 8 - الشعراء المفضلون: هم شعراء المقاومة وابتداء بالرعيل الأول، مثل: سميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وراشد حسين وفدوى طوقان ومحمود الدسوقي وهارون هاشم رشيد ومعين بسيسو وحنا إبراهيم..والشعراء الذين جاءوا بعدهم من الرعيل الثاني والثالث، مثل: الشاعر شفيق حبيب والشاعر سليمان والشاعر حاتم جوعيه وغيرهم. وأما الكتاب والأدباء، مثل: غسان كنفاني وسميرة عزام وسحر خليفة.

*سؤال 9) طموحاتُكَ ومشاريعُكَ للمستقبل؟؟

 جواب 9 - نحن نصبو إلى إقامة إرشيف فلسطيني في مناطق ال48 (الخط الاخضر)..وقد بادرنا وسعينا في تجهيز الإمكانيات واختيار كل الوثائق والكتب القديمة في جمعية السباط، لكن هذا المشروع لم نستطع إتمامه بسبب شح الميزانيات وعدم الدعم الكافي من المؤسسات الفلسطينية - منطقة السلطة الفلسطينية والمؤسسات المحلية في الداخل.

*سؤال 10) كلمة أخيرة تحب أن تقولها في نهايةِ اللقاء؟؟

 جواب 10 - أودُّ أن أقول: من سار على الدرب وصل.. ومع كل
الاوضاع الصعبة والإمكانيات المحدودة إلا ان طموحاتنا ما زات في أوجها، وعلينا أن نكمل مشوارنا والمشروع الكبير وهو إقامة المتحف والإرشيف الفلسطيني في مدينة الناصرة عاصمة الجليل..بل عاصمة الجماهير العربية في فلسطين التاريخية.

 وأخيرا وليس آخرا: شكرا جزيلا لك صديقي وأخي العزيز الشاعر والإعلامي القدير دكتور حاتم جوعيه على هذا اللقاء الجميل والشائق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى