

كأنَّ الوردَ يهذي
قصيدة في مخاطبةِ السديم
من بُحَّةِ النايِ احتضنتُ كشهريارَ غيابها وسرابَهاودفاترَ المحكومِ بالوجَعِ السماويِّ. احتضنتُ بيارقَ الجسدِ الرهيفِجديلتينِ من انصياعِ الماءِ للذكرى، هناكَ وراءَ هذا الليلِهذا الأخضرِ الشفَّافِ، بحرِ اللانهايةِ. لعنةِ الصفصافِهذا اللازورديِّ الرقيقِ، اللانهائيِّ السحيقِتُمسِّدانِ ضبابَها وترابَهاولممتُها شفتينِ من شمعٍ ومن دمعٍ نبيذيٍّ وبلَّورٍ لهُ طعمٌ شتائيٌّ بلا معنى.....كأنَّ الوعدَ ليسَ يفيقُ من جريانها المجنونِ في شريانِ أغنيتي..كأنَّ الوردَ يهذي باسمِ من قتلوهُ باسمِ الوُدِّ , أسفلَ باحةِ الكونكوردِثُمَّ رموهُ في جُبِّ الذئابِ السودِ..... آهِكأنَّ أمنيةً بلا قدمينِ تُسندني على قلبي.....كأنَّ يدينِ عاريتينِ تلتمعانِ في الكلماتِثُمَّ تجفِّفانِ عذابها النبويَّ بالقبلاتِ..كنتُ كلهفةِ الصوفيِّ مرتعشاً ومحموماً ومطوِّياً على شَغفيلظى كُلِّ القيانِ , وكُلِّ محظيَّاتِ مُلكِ الرومِينزفُ فيَّ كالنوَّارِ في آذارِ....كلُّ عواصفي الملغاةِكلُّ عواطفِ الثلجِ الغريبةِ فيَّكالعنقاءِ تخفقُ بعدَ هذا اليومِ في شفتيَّراعشةً إلى ما شاءَ حبرُ القلبِ من لُغةٍ أطاوعُها وتَعصينيكغصنٍ من ضلوعي واجفٍ في الريحِأو كحمامةٍ بيضاءَ تحملني لقرطبةَ العصِّيةِ مثل زهرِ النارِ..تنعفني إلى غيرِ انتهاءْ.......... أحياناً أفكِّرُ كُلَّ خمسِ دقائقٍ بي ثمَّ أهجسُ بالزنابقِوانكسارِ الآخرينَ, هشاشةِ الشعراءِ تنبعُ من مكانٍ ما عميقِ الجرحِ والنوستالجيابعذابِ ملعونينَ أهجسُ.. آهِ لكنِّي بلا فهمٍ لسورياليَّةِ الضوءِ الخفيِّ النبضِسوفَ أغيبُ, سوفَ أذوبُ دونَ دمٍ هنالكَ, كانَ يلمعُ في حناياهمْكلعنةِ ليزرٍ حمقاءَ , يغسلني كما الوهجِ الخفيفِ الإشتهاءِ من العبارةِ...بعدَ هذا اليومِ يا قلبي سأغفرُ للَّذينَ بلحظةٍ عمياءَأنهوا نزهةَ الشغفِ القصيرةَ, في حدائقَ ليسَ ترحمُ أو تُجاملُبسمةً لوجوهِ قتلاها........حدائقَ غاصَ طحلُبُها إلى قاعِ الكوميديا في الجحيمِوفي حشا المُدنِ الكبيرةِ....... والنساءْيا أنتَ يا قَمرَ البُكاءِ الصرفِ يا شفةً تُقلِّمُ لي اشتهائييا أنتَ يا حجراً يُؤرِّخُ لابتداءاتِ السديمِلكُلِّ أنهارِ الغناءِ على فضائيويُنصِّبُ المخلوعَ من شدوي على أغصانِ ناطحةِ الغيابِيصوغني محواً يُشكِّلُني , وسرَّ ندى عميقِ الروحِ......أحياناً أصيخُ السمعَ للنغمِ الرتيبِ لوقعِ أجنحةِ الفراشِعلى اللهيبِ الرطبِ فيَّ.....كأننَّي في غفلةٍ منِّي أشيلُ صليبَ هذا العالمِ المنكوبِ, عنوانَ الغريبِ...كأننَّي عرشُ الفراغِ وإرثهُ المنسيُّ , حكمتُهُ ولعنتُهُوطعنةُ ذلكَ الحمصيِّ - ديكِ الجنِّ – زهرتَهُوراءَ الليلِ.........جمري تائهٌ في منتهى جسدييخيطُ بلا اختيارٍ مُبتدى روميو إلى جولييتَ..وحيُ قصيدتي يلتاعُسوفَ يجئُ بعدي من يقولُ بأننِّي أهذيكوردِ الجسمِ بالمجَّانِ فيكِ. بدونما عطرٍوأنِّي صُغتُ من صدفِ الكلامِ لجيدكِ الممهورِ بالأمواجِعقداً لاذعَ الرملِ المُخفَّفِ والمُضبَّبِ......ذاتَ حُبٍّ سوفَ تفتكرينَ بي كظنونِ ذاكرةٍيشُفُّ بها اليقينُ. وتغفرينَ حماقتي وبراءتيووضوحَ أسئلتي عن الأشياءِ حدَّ تفاهةٍ نثريةٍ....وأقولُ سوفَ أظلُّ أهذي حاملاً حرِّيتي بيدٍ وروحي باليدِ الأخرىعلى مرأى الذنوبِ أصوغُ فكرتيَ الأخيرةَ عن بلادٍ لم أزرهافي الشذى المرئيِّ تقبعُ... ثَمَّ في اللوحاتِ....وليرجُمْ خُطايَ الراجمونْ
قصيدة في مخاطبةِ السديم