قوة الفيلم من قوة موسيقاه
هو ثاني أفلام السينمائي الشهير كاران جوهر كمخرج، مليودراما طويلة مدتها أكثر من 3 ساعات، مطعمة بالكثير من التوابل البوليودية المعروفة والثابتة في الأفلام الهندية، لكن بذكاء شديد، استخدمها كاران جوهر ليجعل من فيلمه الثاني واحدا من أفضل كلاسيكيات بوليود الرومانسية، ووصل صدى نجاحه حتى الولايات المتحدة الأمريكية.
تم إنتاج هذا الفيلم سنة 2001 من طرف ياش جوهر والد كاران، و عائلة جوهر هي واحدة من بين العائلات المسيطرة على الوسط الفني في بوليود، مثل عائلة كابور، و شوبرا .......
الفيلم من بطولة شاروخان و كاجول، الثنائي الأشهر في الهند وربما في العالم، و أميتاب باتشان وزوجته جايا باتشان، إضافة إلى كارينا كابور و هيريتشك روشان اللذان كانا في بدايتهما الفنية، خاصة كارينا التي كانت تبدو مثل الدمية الجميلة المليئة بالدلع والغنج كما يقال بالعامية، و كادت تتحول في بدايتها إلى قنبلة إغراء لولا أنها من آل كابور، و بالفيلم مشاركة متميزة للممثلة راني موخرجي التي تظهر في أول الفيلم كضيفة شرف، و هو ثاني أفلامها، و بعدها سارت إلى النجومية لتصبح من أهم نجمات الهند فيما بعد.
هذا الفيلم، إضافة لقصته المؤثرة و المثيرة للمشاعر، مميز باستعراضاته الغنائية الراقصة المنجزة باحترافية بوليودية عالية، وبموسيقاه الرئيسية المستخدمة كلحن لأغنية الفيلم التي تحمل نفس عنوانه، والتي تستعمل تقريبا طيلة الفيلم كخلفية موسيقية للكثير من أحداث القصة التي كتبها كاران جوهر نفسه، الأمر الذي يؤكد مدى قوة وأهمية الموسيقى في أي فيلم، وضرورة استعمالها بالمكان المناسب لها، والفيلم الذي نتحدث عنه أراه مليودراما متكاملة من جميع جوانبها، القصة والحبكة وتطور الأحداث الحزينة، والتي تتخللها بعض الكوميديا والكثير من الاستعراض والغناء والرقص التقليدي و العصري في البلاتوهات الضيقة، و كذلك في البلاتوهات الكبيرة و الواسعة مثل أغنية: Bole Chudiyan و Say Shava Shava إضافة للأغنية الرئيسية Kabhi Khushi Kabhie Gham، و هو ما تتقن بوليود إنجازه أفضل من أي سينما أخرى في العالم.
أغلب الألحان كانت من تأليف الثنائي الموسيقي المعروف الأخوين Jatin–Lalit و الكلمات أغلبها من تأليف سمير، الشاعر المعروف في الأفلام الهندية.
أما أداء الأغاني فكانت بأصوات نخبة من أحسن مطربي البلاي باك في الهند، مثل الأسطورة الهندية Lata Mangeshkar التي تميزت في هذا الفيلم بأداء الأغنية الرئيسية، بينما تم أداء بقية الأغاني بأصوات: Sonu Nigam، Kavita Krishnamurthy، Alka Yagnik، Udit Narayan .........
الفيلم يحكي قصة راهول (شاروخان) المتبنى من طرف عائلة غنية و يقرر الزواج من فتاة فقيرة و ليس من نفس الطبقة و الطائفة، فيرفض والده (أميتاب باتشان) و بشدة هذا الزواج و يطرده من المنزل بعد معايرته، فيهاجر إلى لندن مع زوجته (كاجول ) و أختها (كارينا كابور) و مربيته (فريدة جلال)، يسافر تاركا وراءه المرأة التي ربته كإبنها الحقيقي (جايا باتشان) و أخوه بالتبني (هيريتك روشان).
و لما يكبر هذا الأخير، يسافر إلى لندن للبحث عنه، و يجده ولكن يتقمص شخصية إنسان آخر لكي لا يتعرف عليه و يدخل بيته ويعيش معه، ويقع في حب كارينا كابور (أخت زوجة اخيه) ويحاول معها جاهدا لم شمل العائلة من جديد، الأب الغاضب و المتعصب (أميتاب باتشان)، و الأم التي اكتوت بنار فراق ابنها (جايا باتشان)، و ينجح في الأخير من إنجاز مهمته التي سافر من أجلها بعد الكثير من الأحداث التي لم تفارقها الموسيقى التصويرية و الخلفيات الموسيقية التي زادت من قوة و نجاح الفيلم.