أطلقَ من خاصرة ِ أحزانه شجرا
أطلقَ العهدُ نسرا..صاحَ النسرُ :
رجعتي لا قول فيها..
من فوَّضَ الشحوب ينطق عن اللوز كفرا..
و أنا الثابتُ النابتُ في أرضي صحبة زيتون
قلعتي في دمي
شهداء الله و البرتقال من دمي
و هذا النخيل اسمي في النجوم
و النزف الملائكي من سلالة الأقمار
دمي و باقات التلاقي و الحنين
هو الخريفُ إذن!
انكسار الجهاتِ في ذيل ِعباءة
اعتذار الصفات عن أصل الصفات
في موسم يطرحُ عارا للقراءة..
-هو الذي يمشي مختالا..لا يستحي..يا للبذاءة-
كلُّ البلاد قامت من نبضها المطعون تنادي
كلُّ الصيحات ِ اجتمعت كالصقور
من ماءه إلى ماءه...
هو الخريف إذن
خريفٌ آخر للتداعي و الشحوب
مرت على جرحنا في الهبوب
و أدركنا التفسير في ألف قراءة..
لا تنتظروا راية بيضاء من دم
قد تعلق في جسم الديار علامة فخر
و احتضن حكاية جدته في براءة
أن الذي في جوفه كل البراكين تداعت للنفور
-أنابوليس و بئس المصير-
سيسمع النصر نداءه.
خريفٌ أخر للغروب الأخير!
فاقتربْ من جرحك كي تراه..
تتبعْ خطاه مع غضب الفرسان
خذه بين يديك و النايات..
معجزة في أقاصي الوثوب
إن أنتَ فرَّطت بسنديان الأماني
من يبقيكَ عصيا
بما تبقي في الشريان
من أصل البذرة و النشيد ؟
خريفٌ آخر تهزمهُ وردة الشعوب
و أنتَ في حزنكَ ذاك الصقر
من جنوب القرنفل و الرفض الغجري
إلى قلب الجنوب
دافقة..دافئة..هادرة..ساهرة
هذه انتسابات الفتى العربي
هذا نزفه و الندى أحضان
قد حانت من هذا النزف
ألف عاصفة من لهيب
فتبارك..أنتَ لها..
من رباط الفجر و القدس
حتى العراق الحبيب.