الخميس ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم
فوق الخارطة سربُ غيوم
كنتُأظنُ أني قد أضعتُكَكما يضيعُ الحلمُبين استفاقةِ جفنينأو كما تضيعُ الذكرىبينَ اغماضة أجفاني والذاكرةكنتُأدخلُ غرفةَ الصفِأُطعِمُ أحلامي نوماً فتنموداخلَ غرفةٍ مغلقة الأبوابأدخلُ المدرسةَ فأفقدُ خطوتينتأسرني تلكً الحدودُ الملونةوالخطوطُ المتقطعةوصوتُ معلمِ الجغرافيايعرفُ كيف يكشفُ سرَّ خارطةِ الطريقوكيفَ يَشرحُ لغةَ الحدودصوتُه قادرٌأن يهدينا فضاءً و وطناًكان يعرفُ كيف يوقظ في داخلنااحساسَ المسافةكناصغاراًتشتعلُ شموعُ الضحكِ فيناوكانت خارطةُ الوطن معلقةً على الحائطدَقَقتُ فيها النظرخرجَ من الحائطِ سيفٌفصلَ شطريّ الرغيفخرجَ من الخارطة جرحٌفصلَ شطريّ الوطنعلى الحائطجبلٌ نائميخافُ عند مرورِ الدباباتعلى الحائطِ مدنٌ اصطفت في عناءتنتُظر قدومَ الحقولوصوتُ معلم الجغرافيا يعلوليكشفَ سرَّ الطريقوفوق الخارطة يتململُ الهواءيضطرب ..... يتقلبيتطايرُ أكثريُحَرِكُ الترابيلتقطُ أوراقاً صفراءثم يثوربقعٌ زرقاء كبيرةجاءَت بالماء إلى الحدودبحثَت عن أرضٍ ترويهاوكان الحقدُ قد ابتلعَ كل الأشياءفعادت المياهُ حزينةوكان صوتُ معلمٍ الجغرافيايعلو قليلاً ثم يغيبحقولُ النفط فوقَ الخارطةجاثية على حصيرةجالسة على حافةِ زبدِ المياهتمضي عبرَ الدروبإلى أن تعثرَ عليها يدٌ حاقدةترسمُ حدودها من جديدوأوطانُنا كانت منازلَ مسكونةبإخلاصِ أشواقِنا من بعيدفوق الخارطة شريانُنا جرحٌ مسفوكفوقَ أحلامنا الثلاثةحلم الرغبة، حلم الشهوةوحلم حور العينكنا صغاراًوكانت أحلامنا تختصر المسافةبين الأرض والسماءنعبر الحدود بهدوءنغادر الخارطة بصخبوصوت معلم الجغرافيايعلو قليلاً ثم يعودبريق اللذة رغبة قادتناوالظهور منحنية تحتَ شهواتهم الغريبةتعبت عيونُهم من سؤال الأنوثةوبحر الدماء أغرقَ سريرَ شهوتهمفلم يعد لهم وجودٌ على خارطة الوطنينثورةٌ تُشعل رمادَ الجسدِ الباردوالخارطةُ تلتصقُ بلونِ الحائطخوفاً من أن يوقظ أحدٌ وحدَتهاوطنُنا يستأنفُ سقوطَهيسقطُ بين خطوطٍ واهية متقطعةبين أنفاق مظلمةيسقط بين أحضانِ اللذة المتمردةثم يسيرُ وحيداًيستعيدُ وثائقَ ترحيلهولا شيء على سواحل وحدتنا الداخليةلا شيء صوبَ حقولِ التراب اليابسةوصوتُ معلم الجغرافيايعلو قليلاً ثم يغيبغيومٌ هناكذهبت لتسقي الصورغيومٌ رحلت عن الشتاءخوفاً من برد الانقسامتاهت أمطارُها بين عالمينوبدأ الهواءُ يتكسرُعلى لونِ جدارِ الفصل الاسمنتيوآهاتُ غربتنا أغصانُ ياسمينتتعربشُ جدار الخارطةتحتاجُ عطراً كي تستفيقوساسَتُنا إما خناجر وإما طبولأنا لوّنتُ تشرينَ نصفينالنصفُ الأول أضاءَ الشمسوالنصفُ الثاني تسربلَ بالمطروفي ليلِ تشرين انقسم القمرُ نصفيننصفٌ جاء مع السوادونصفٌ لا يشبه ليل الوطنوكان صوتُ معلم الجغرافيايعلو قليلاً ثم يغيبفوق الخارطة سربُ حماموفوق الخارطة سربُ غيومترتاح قليلاً من مطرتسيل كثيراً من دموعحلمُ الرغبة مصابٌ بالموتوحلم الشهوة مصابٌ بالذبولوحلمُ حورِ العينينتظرُ أخباراً عاجلةعن انفجار دموي جديدوأنا تركت فوق الخارطةنقطة ضوءتعبر طيف الأمكنةثم تعود