فزاعة تتمرد
نَظَرِتِ الفَزَّاعَةُ حَوْلَهَا. رَأَتْ كُلَّ الأَطْفَالِ يَخَافُونَ مِنْهَا لِذَلِكَ يَهْرُبُونَ لِلَّعِبِ بِعِيدًا عَنْهَا. أَحَسَّتْ بِالْوِحْدَة. رَأَتْ كُلَّ الطُّيُورِ، أيْضًا، تَهْرُبُ بَعِيدًا عَنْهَا!
أَحَسَّتْ أَنَّهَا كَئِيبَة. "مَنْ قَالَ أَنَّنِي يَجِبُ أَنْ أُرْعِبَ الفَرَاشَاتِ وَالأَطْفَالَ وَالطُّيُورَ"؟! تَسَاءَلَتِ الفَزَّاعَةُ الصَّغِيرَة. "أنَا عُمْري مِنْ عُمْرِ هَؤُلاءِ الأَطْفَالِ! لا أُريدُ أَنْ أَتَسَمَّرَ هُنَا لِأُرْعِبَ المَارَة فِي الحَقْلِ وَأَنَا مَهْزُومَة مِنْ عُمْقِ أَعْمَاقِي! أُريدُ أَنْ أَنْطَلِقَ... أَطَيرَ.. أَرْكُضَ. أَرْقُصَ. أَحْيَا بِكَرَامَة...!".
قَرَّرَتِ الفَزَّاعَةُ الصَّغِيرَة أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ ثَوْبِهَا الأَسْوِد المُرْعِبِ. نَادَتْ عَلَى أَحَدِ الأَطْفَالِ الذي اختبأ قَريبًا مِنْهَا:
– فَارسْ. فَارسْ...
=مَاذَا تُريدِين؟
– حَرِّرْنِي مِنْ ثَوْبِي المَقِيتِ هَذَا.!
= لكِنَّ صَاحِبَ البُسْتَانِ سَوْفَ يَغْضَبُ مِنْكِ وَرُبَّمَا يَسْتَبْدِلُكِ بِفَزَّاعَةٍ أُخْرَى، وَرُبَّمَا يَقْتُلُكِ .
– حَسَنًا، سَوفَ يُقَالُ إنَّنِي رَفَضْتُ الخُنُوعَ لِلْقَرَارِ المُتَعَسِّفِ لِلْسَيِّدِ وَإنَّنِي أَخَذْتُ مَصِيري بِيْنَ يَدَيَّ. مَنْ قَرَّرَ لِي أَنْ أَكُونَ فَزَّاعَة!
أنَا نَفْسِي فَزِعْتُ مِنْ شَكْلِي المُرْعِبِ حِينَ نَظَرْتُ فِي مِرْآةِ أَحَدِ الأَطْفَالِ. أَنَا أَرْفُضُ هَذَا المَصِيرَ المَقيتَ!".
مَدَّ فَارسٌ يَدَهُ وَحَرَّر َالفَزَّاعَةَ الصَّغِيرَةَ مِنْ قُيُودِهَا. أَمْسَكَ بِيَدِهَا وَبَدَءَا يَرْكُضَانِ فِي حَقْلِ عَبَّادِ الشَّمْسِ وَأَصْوَاتُ قَهْقَهَاتٍ
مَدَّ فَارسٌ يَدَهُ وَحَرَّر َالفَزَّاعَةَ الصَّغِيرَةَ مِنْ قُيُودِهَا.
أَمْسَكَ بِيَدِهَا وَبَدَءَا يَرْكُضَانِ فِي حَقْلِ عَبَّادِ الشَّمْسِ وَأَصْوَاتُ قَهْقَهَاتٍ تَمْلَأُ الأُفُقَ وَتَصْبِغَهُ بِأَلْوَانِ الطَّيْفْ.
انتهت