

فتى الدهر
فتى الدهر لا تحزن على عاصف الدهر | |
فذا الدهر من عسر ٍ تراه ومن يسر | |
تحملت ما يمضى فكن للذى أتى | |
صبورا ولا تشمت حقودا على الصبر | |
ستمضى الليالى حلوها ومريـرها | |
فمن حلوها خذ ما يعينك فى المـُرّ | |
تداينت من دهرى ديون شقاوتى | |
وأقسى ديون المرء من دائن الدهر | |
وآلـيـتُ لا أقضى بدين ٍ جريرة ٍ | |
وما عيشتى رغد، ولا كنت ذا غدر | |
وأفنيت أيــامى ولست بنادم | |
على آجل ٍ قاس ٍ ولا عاجل ٍ يغرى | |
ومن يذكر الأمس القريب يجد لنا | |
ليالى لا تُنسى من الجدّ والفخر | |
وكنت قديما لا ألين فها أنا | |
أميرٌ على قلبى شديد ٌ على أمرى | |
وقد كنت ذا ستر، أسيَر َ مهابةٍ | |
فهذا فؤادى قد قددت ُ من الصخر | |
وذا البدر لويشكوالظلام بجنبه | |
فإن ضيائى ظالم شكوة الـبــدر | |
وذا الورد لوينمومن الطين زهره | |
فإن سمائى لا ترى طينة الزهر | |
وليس بضار الشمس حجب سحابة | |
فليس لشمس أن تضار بذى الضر | |
أنا الشاعر القاضى وشعرى حاكم | |
وفى الشعر ما يقضى على حادث الدهر |