الخميس ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم
غزة المتطايرة كغبار الطرقات!
أقاموا على جثتها الصيوان والزينة والأفراح، وعبث المكان، ودعوا للحفلة كل شتات الأرض، فعبثوا ولعبوا وطرب الرُكبان، كانت السماعات تصدح، والشتات يصرخ، والرغاء يسود والأعوران!
فسمعوا صرخة من البعيد تقول:
غزة ليست لنا، غزة ليست لكم!أتكتبون التاريخ بالدم على جسدهاوجلودكم ناعمة ؟أم تزفّون أنفسكم لهاوهي بكم وبغيركم زاهدة ؟سقطت غزة مضرجة بدمائهممضمّخة بآمالهموغارت عيونها الكبيرةودمعت منها المحاجروتشقق قلبها قِطعاً صغيرةوتوقف في صدرها الزمنفبكت وشجت وانتحبتوتملكتها الحيرة!غزة ليست لنا غزة ليست لكم.صرختم في وجه العالمغزة صامدة ونحن أنصارهاوكبلتم يديها وطعنتهم شرفهاوسُقتموها للنار، وانتم سجّانوهاوطلبتم منهاوحيدة، شريدة، طريدة، شهيدةأن تحارب العالم ولا تتألموما انتظرتم حتى أن تتكلمأو تتأوه أو تبكيوحقّ لها أن تتعلم!وما قبلتم أن تروا قلبَها المكسورولاعينيها الدامعتينوما شفتم آمالاها المتطايرةكغبار الطرقات!مع كل قذيفة هزت أركانهاغزة ليست لكم غزة ليست لهم.احتفلتم وفرحتم وتكلمتم وتقبلتم التهانيوكتبت الأقلامونشرت الصُحُفاحتفلتم بموت غزةوبدفن الآف الملاحظاتوالدفاتر والكراريسووأد آلاف الآميال من الأحلامواحتفلتم بطعن آلاف القلوبوذبح الأطفالوأماني الشبابوذكريات الشيوخوماضي الأحوال.غزة ليست لكم غزة ليست لناكرهتم أن تسمعوا شكواهاأو نجواهاأو صراخهاوغشيَكم الكِبروالهوىوالنزقفانفجرتم تُعربدون!لم تحتملكم غزةفركبتم حصان الفضاءوزعقتم، وكبّرتم وهلّلتموهددتم وتوعدتموتبجحتم وكذبتمودلستم وما خجلتم ...لقد انتصرنا ، ولطمت غزة ..غزة ليست لكم غزة ليست لنا .غزة لله.يا أيها الساقطونمن نجم السُهى البعيدمن أقصى المجرّةالساهون اللاهونالسادرونترقصون مع الثرياأما آن لكم أن تخجلوا!أو تزعلوا!أو تنزلوا من شُرفاتكم العاليةوتنظروا تحت سمائكم!ففي المدينة ملايين العيونوالبسماتوالقسمات الحائرةوملاعب الأطفالوالنكباتإن هاهنا الحقيقةومعنى الذات .غزة ليست لكم غزة ليست لنا .غزة لله.غزة لأطفالهاغزة للعيون الباكية، وتلك الساهرةغزة لحجرها وشجرها وبحرهاغزة لفلسطين