أطيرُ حيثُ أشاء
كنتُ في الطريقِ إلى حياتي
فداهَمَتني فريضةً وأغرتني
هي غازلتني، وربما أغوتني
فُتِنتُ بالصِّبا..واقترنت بها
لا أقولُ هي السبب رافعا للعتب
وإنما أقرُّ أنني المسؤول
في اليوم الأول أمسَكَت بيدي برِقّة
فاجتزنا معاً نهراً عريضاً
وسِرنا كلّ الدروب والأزقة
وكنت سعيداً فَرِحاً
في اليوم الثاني
حامت حولَنا الحمامات
وظلّلنا الغَمَام، وأرعدت وأبرقت
أمطرت
وكنت بقربها ما بين سعيد
وخائف من القادمات
في اليوم الثالث
قَطَعَت عنّي الكهرباء
ولم نستطِع أن نفتحَ الباب
رغم أن المفتاح كان في جيب كلّ منا
أضحيتُ قديمَ السعادة
وأصيلَ النكبةِ
ولم يبقَ لنا في الأيام سانِحة
إذ كان اليوم الثالث
نهاية غوايتها، ويوم إعدامي
هأنذا اليوم أطير، بلا أيام
مع الحمامات وأسراب الطيور
وأحلّقُ ما شئتُ
وكيف شئتُ
وأين شئت
لعلك تشعر بي يوميا
في قطرات الندى
وطين الأرض
أو في ذرات عقلك والغبار
أو في برودة قلبك والنهار
ربما تحُسُّني في نعماء صوت الناي
أو في نغمات شوق العيون
وأرق العشاق وأصيل الشجون
وقد تراني رفيق صدرك
أو صديد جرحك
أونزيف كبريائك
وربما نواح دروبِكَ
وانتحار أحلامك
الحقيقة
أنها لما خرجت هي منّي
امتلكت السماء ومالا يعرفون
وأصبحتُ حيثُ تكون
وحيثُ أشاء، حيث تشاء