ظاهرة «التسليك»!
لقد أوجدنا الخالق عز وجل في الدنيا بعزٍ وكرامة، وعزز فينا الخصال الحميدة والمعاني الرشيدة.
ولأهمية هذا، أرسل إلينا سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء بالآيات المُحكمات، والقصص التي تُنمي فينا روح الصدق والمحبة والسلام والاحترام..
فالحكمة سيدة الموقف؛ لكل سلوكٍ نفعله أو نقابله، ولأجل ذلك أعد الله الجنة والنار (حمانا الله وإياكم منها)..
نعم، أفي السلوك عنوان التربية؛ أم للوجود معنىً تكبل له الأغلال، وتُشمر به الأفعال، "ويا الله حُسن الخاتمة"، كما يقولون!
دعونا نضع عين المُجهر على ظاهرة "التسليك" المُتفشية، أو بالمعنى الدارج "عطه جوه"؛ والتي تُعتصر منها المآرب، وتشكل لأجلها القوالب، وتُستجدى فيها الحُفن، وتُرتجى منها المؤن، وتُغني لنحوها الأطلال!
أحقاً، إذا توحدت المصالح تتابعت الخُطى، وكثرت حولها الأعذار والمبررات؛ أو كلما أوجسنا الوقت بالتنصل قلنا: الترفع عن الجاهل خير وسيلةٍ للرد عليه؟!
وأيُّ جهلٍ هذا حتى يُطرق بابه؛ ويُأجج سرابه بالبسيط والمركب والكامل؟!
حدثني أحد الأحبة عن تذمره ساعة سهره مع صديقٍ له بالمقهى، لقول الواضح، والسهم الناصح أثناء تواصله بجهازه النقال مع آخرْ: "كما تفعل يُفعل بك، وحبل الكذب قصيرْ"!
فأوجز صاحبه رده، وتنطع بمده: "سلك له، وتمشي الأمور"؛ لتنطلق سهام التعجب من كنانة صاحبنا، وتتوالى أقواس الاستفهام فوق حنصال رفيقنا!
حتى أنه أوجد من نصل حسامه بالرد: كيف لك النوم؛ ألضميرك صاية؛ أو لتدليسك دراية؟!
فقال بذات اللهجة والضحك: "مشها اليوم، وبكرة نزيد الخميرة في العجين"!
لتكون دهشة الختام:
قوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)..
وكيف لنا الوقوف هنا؛ وعلى سلوكنا بين (النفس المطمئنة)، (والنفس اللوامة)، (والنفس الأمارة بالسوء)؟!