

طرطشات برموده
أدخل (غرفة الحزن) فيكشف التوجع جهات الفقدان في ضلوعي، وأستل ذاكرة المحبة من خاصرة الألم، وأنا أكتب أشجاني، وأستقبل بريد الصدمات في رحيلك المبكر الممض، يا صديقي، وأخي الشاعر المتميز والناشر الجريء المُدرك، محمد الحسيني.
يا رثاء الأحبة، ما أصعبك، كيف تختلط المفردات بما يصدر عن القلب من أنين الخسران، وهديل الوداع، وصوت الحيرة والدهشة، وأنت غير مصدق لما تسمع وتعرف عن هذا الرحيل، لشاعر حبيب، صاحب دار (نفروللنشر) والتوزيع، محمد الحسيني ناشر مجموعتي القصصية (لينا والبرتقال) قامة من كبرياء وسنديان، أبن”الفيوم”المولود فيها عام ١٩٥٧
المتجول في حقول إبداعية، متعددة ومختلفة، من دوايينه الشعرية، منجزه النثري (غرفة السر). الراحل المبدع،محمد عاشق القاهرة، العارف فيها، العاشق لها، المستولي على قلبها، عشقا، رقة، وعذوبة،
هوصاحبي، أنا مدين له بالكثير، هومن أخذ أحلامي، وطاف بها وبي في شوراع وأحياء ومعالم القاهرة، عرفني على نبضاتها، قربني من سكناتها، حركاتها، أطلعني على أسرار النيل، فطفت معه في أمكنة للضياء الفرح كثيرة، جمعتنا جلسات ولقاءات وسهرات، مفيدة، رائقة رائعة، فتعرفت من خلاله على رموز ثقافية فكرية وفنيه في من أدباء وشعراء وفنانين مصر المحروسة.
هذا العاشق الساحر الساخر، صاحبي (الحسيني) أصحبه ودهشتي..إلى (اتيليه القاهرة)، يرافقني إلى معرض الكتاب في القاهرة، نجلس في (زهرة البستان) ..في (الجوريون) إلى مقهى (الفيشاوي) إلى (النادي اليوناني) وغيرها..
يا رثاء الأحبه، ما أقساه.. وما من فائزين على الموت..لكن نصوصك وأعمالك الإبداعية باقية، خالدة، سيبقى (الونس)
. قبل الموت وبعده.
ستبقى المسرحيات التي كتبتها، وسائر الكتب الجميلة.
الآن، تتماوج الأحزان في صدري، غير مصدق خبر فقدك، وأننا لن نلتقي ثانيه،
وسيأمل صديقي الصحفي القدير (أشرف شهاب) في لقاء قريب، لكن، مع الأسى، دون شخصك الرائع، وأشارك أخي أشرف الأمل..لكننا،وحتما سنفتقدك وبشدة.
الآن أيضا، أفتح (ألبوم) الصور.. التي جمعتنا وسائر الأصدقاء والكتاب والشعراء، خلال وجودي في (أم الدنيا) عام ٢٠٠٥
تلك جلستنا، معا مع الشاعرين الكبيرين (المتوكل طه) و(عبد الناصر صالح) وتلك الصوره مع المبدعين الكبيرين (د. فاروق مواسي) و(محمد علي طه) وتلك الصورة مع الصديق الناقد والكاتب الكبير(د. صلاح السروي) وتلك الصور مع العديد من الشعراء والكتاب..بعضها من مسابقة القصة”لديوان العرب”والصديق المبدع"عادل سالم”والصديق الرائع (جورج قندلفت).. وبعضها في معرض الكتاب، بعضها في مقاه قاهرية عديدة..
خسارتنا في رحيلك المفاجىء المبكر فادحة، فهل هومقدر على الشعراء هذا الغياب الصادم الأليم الباكر؟
رحم الله شاعرنا وناشرنا المعروف (محمد الحسيني) وتغمده، في فسيح جناته.
مقطع من قصيدة (طرطشات برموده) للشاعر الصديق الراحل محمد الحسيني
من ديوانه الأخير (مس الكلام) وهى تتناول فلسفته للموت.
(١)سكتين فى طريق وهمىوعالمين من غنى نداهةاتولد الصمت من قبليوأنا صمتى لسه.. فى متاهة(٢)ميتبيتحرك م الوجعوحيبيوجعه الموتفيا فرد فى الملكوتحرك سكون الأرضاصرخ عليهاودخلها جوا السكوت.(٣)الشال أناللشنشنةوالشلشلةأنا الدموع قبل البكاوالحكى وقت اللقاقابلنى فى البكاأقابلك فى الفرحوارمينى بالغناأرميك بالمرحفلوسرحعقلك بعيد ما برحالمرحنصه سرحغامت الدنياورجع الفرح(٤)هميمسك بإيده الزمنكما عيلبيجرى ورا القمرارجع عجوزبلا تمنلعبت براسه الخمرا.(٥)الشايل قلبه على كفهمن غير باترينهريح نفسهشكل طير من دمهخطفهحود على أقرب شجرةطبعهعاود على بال ما افتكرهكان قلبه أصبح فرجهبص عليهمالاقاهكان عمره ساعتها ف زمنهتعبهقام خطاهريحعلى أقرب تنهيدهبتستناه.(٦)كتبوامع بعض معاهدةواتفقواإن الصبح ما يدخلش مشاعرهوإنه ينساهرجع الصبح وخطفهمن آخر طرف الحلموحدفه.. جواهفرت حتة عتمةباقية ف إيدهكان متشعبط بيهافى آخر حلم بيتمناه.