صلاةٌ لوجه غزّة
تَباركَ حينَ أعرجَ ثمَّ أسْرى
وصلّى وجهَ غزّةَ وهْيَ بُشرى
ليصنعَ مِنْ حياةِ الناسِ فيها
ومِنْ عدمِ الحياةِ هناكَ ذكرى
وقالَ ستسقطُ المأساةُ حتمًا
وإنْ قالوا: سنبدلُها بأخرى
ولو جلستْ على الانقاضِ بنتٌ
وأنهرُ دمعِها ما زِلْنَ حرّى
فبيتُ الوردِ بالصلوات يُبنى
ووجهُ يتيمةِ الأنفاسِ يُدرى
ولو فينا تساقطْنا نُسوراً
فظُفراً بعدَ ظُفْرٍ سوف نُبرى
أضعْنا في فلسطينَ الأماني
ولكنّا بمعنى الوَرْدِ أدْرى
على الجدرانِ عالقةٌ مُنانا
لتُعلنَ صارَ دمعُ الأرضِ مجرى
وَعَيْنُ قضيةِ الموتِ استتبَّتْ
وأنَّ لنا النهايةَ وهْيَ كُبرى
وعيدُ القدسِ أمنيةٌ ستدنو
وأنَّ حقيقةً أجْدى وأجْرى
مَلَكْنا أذرعَ التاريخِ حتّى
ليُمنى مَنْ تصافُحنا ويسرى
فلسطينُ الفتاةُ جَرَتْ حقولاً
على ضَفَةِ الزمانِ وكانَ يُغرى
تسرِّحُ شعرَها الحُلُميُّ غُنْجًا
ولكنَّ البنادقَ صِرْنَ مِدرى
سنجتاز الشَّتاتَ ولا نُبالي
وإنْ قستِ النوائبُ فهيَ تترى
وإنْ زيتونةٌ سقطتْ وحلمٌ
على أطرافِ ليلِ القدسِ يَعرى
حجارتُنا وأطفالٌ صغارٌ
يَرَوْنَ بوارجَ العدوانِ صُغرى
نساءُ القدسِ مثلُ القدسِ أغنى
ومِنْ عدِّ الثَّرى الأطفالُ أثرى
تَنادى الثائرونَ فكلُّ قلبٍ
غيورٍ ضمَّ في جنبيهِ غيرى
وكلُّ مجاهدٍ تَضْرى سيوفٌ
حواليهِ المزيدُ لظىً ويضْرى
فكمْ قلبٍ تحسَّرَ وهْوَ يرنو
فلسطينًا وكمْ كبِدٍ تفرّى
يَشيدُ على الجحيمِ له مكانًا
ومِنْ لهبِ الجحيمِ يقومُ أوْرى
وغزَّةُ دربُ معراجٍ ستغدو
وتصبحُ عن قريبٍ دربَ مسرى
هناكَ سيشهدُ الشهداءُ بيتًا
يعودُ إليهِمُ ويَسَّرُ أسرى
فلا وطنٌ يُباعُ ولا مَنافٍ
بجمرِ مدامعِ الأطفالِ تُشْرى