صباح الورد و ستار أكاديمي..

كثيرون هم من عابوا على شعراء خلوا بكائهم على الأطلال.. وكثير من المحدثين رأى في ذلك غلوا لا طائلة منه بـل و منهم من عــده عبـثا وهــدرا للوقت والجهد معا، عملا بالمثل المغربي: "لبكى مور الميت خسارة" (البكاء بعد الميت خسارة).. لكن، قلائل هم من وقفــوا على المغــزى الحقيقـــي من الوقــوف والبكاء على الأطلال.. إنه الوقوف الرمز، الذي يسجل من خلاله عدم الرضا عن واقع معاش، ظاهره الحداثة والرقي وباطنــه المجــون والانحطاط الحضـارييــن.. مع احترامـي وتقديري التامين لكل فن راق وهادف يروم سموا بالــروح والجسد معا، نحو عوالم الذوق والتذوق الرفيع، ويسعى إلى تهذيب النفس والترويح عنها من وطـأة و زخم الحياة اليومية..

قرأت جرائد الصباح، وككل صباح تملكني الابتسام بمرارة كلما انتهيت من القراءة على ما أمسينا عليه من "رقي و حضارة"...،... تقام الدنيا وتقعد لمشاركة شابة مغربية في برنامج "ستار أكاديمي".. في بداية الأمر بغض النظر عن عناوين المقالات المخصصة لهذا الموضوع، يعتقد القارئ أن الأمر يتعلق بنتائج انتخابات رئاسية، بل أكثر من ذلك، هناك من فقد وعيه على إثر الإعلان عن النتائج النهائية "المفاجئة" (حسب البعض)- سبحان الله-.. ناهيك عن حالات الاستنكار والطعن في مصداقية التصويت.. سبحان الله.. (بدون تعليق).

ومن المفارقات العجيبة أن أم "النجمة المغربية" افترضت كحد أدنى أن ربع المغاربة صوتوا لفائدة ابنتها "النجمة"، و بعملية حسابية بسيطة يعني ذلك أن قيمة التصويت تعد بملايين الدراهم المغربية.. وأترك لكم حق التعقيب والاستنتاج...،...

وأخيرا و ليس آخرا: ما هي القيمة المضافة التي يجنيها أي بلد فاز مرشحه في "ستار أكاديمي"...؟؟؟؟

أما كان من باب أولى استثمار مثل هذه المبالغ الكبيرة في ترميم دور الشباب مثلا..؟؟؟؟

.......................؟؟

........................؟؟

وكما بدأت الحديث بالبكاء على الأطلال أنهيه كذلك.. إن برامجا مثل "الوقت الثالث" أو "مواهب" (برامج فنية تلفزيونية مغربية في زمن كان لا يعرف هذه الطفرة من الإمكانات التقنية المتطورة الحديثة) كانت وستظل متميزة وأكثر حضورا في الذاكرة المغربية من النسخة العربية لبرنامج "ستار أكاديمي" الذي أعتبره شخصيا "مسخ أكاديمي" و"هلس" يستهدف بالأساس هويتنا العربية وأشياء أخرى يمكن الوقوف عليها بالقياس.. وحتى لا أنسـى.. أو أتهم أنني أجهل أصول "الإيتيكيت":