

شطحات الفؤاد
كم حبة أسبرين سأعطي القصيدةَ المريضةَ بداء النهر والغموض؟تعبتُ من التجوال معها في منتزهاتِ السرِّ والنسيانكل مرة كانت تفرُّ من جرحي، كلما اقتربنا من أشجارفقدت دمها وأوراقها في معركة بحريةٍ غادرةغير متكافئة مع الرأسمال المنضب وفؤوس القهر الغازيمن أشعلَ النار في تلك الأغصان الساهرة على شكي؟لقد كسرَ السؤالُ ظهري وما انكسرتُ وأنا أبعث من جهاتي أقمار المياه الساخطةأمطرتْ صورها لتباغتني وأنا عند جرف ِالانفجاروتحسستْ رأسها،ماسحة شعرها الحروفي من آثار البلاهةقلتُ لها.. وأنا أقصُّ نبتةَ البلاغةِ بحواف الذهولِسأفقدُ الغابةَ المهرولةوأمدُّ لكِ يداً أخرى من أجل تمردكِ العابثلكني لن أغيبَ طويلا في زنازين البَرَدفلدي ما يشغلني..ما يشعل الساعات آفاقا للتلاقي الحرعلى ضفاف ِالحواسولي أبناء عم يقترضون الغيمَ من ضلوعي ولهاثيولي مع الفرات جداول من وهج ونخيلولي من اللغات ثلاث بحيراتجفَّت واحدة منذ قليلفاتركيني أتفصد للغزارةلعلي أصل أعالي المصبات في رحلتي!قالت: لن أتحول عنك حتى تأتيني بقميص الحكاية من أول النسج واللجوء؟فشردتني أقوالي...كما شردتني القبائل والجيوش فصحتُ من قعر منفاي:علبتي فارغة من الهدوء والأسبرين..هل أردُّ عليك بأن أصف نفسي للزلازلمثل صديق قديم قادر ٍ على العبث بمحتوياتِ الوعد الفصيح؟جدران الجواب عالية، والضوء ينسحبُ مع الجنودمؤكداً دحره للمرايا وقتله للعقارب وأسره لطائفة من الطحالب القدريةكلُّ قادرٍ على الصمت والقراءة الثالثة سيفهم حاجة القصيدةلمزيد من السيوف والأحصنة...كل غاضب سينفر من مساهمات الراقصينوالمطربين الجدد وكتبة الألوان المارقة والرهط الرغالي المثقف بالدروع الخارجة.. وشعراء التقمص العنكبوتي وأدباء التجمعات الرملية الشاحبةهي لم تفعل في نفسها أي شيء لأنسى..في التسمية شيء من الصفح والتبرير... إذن لا تسميات أكثروالحصارات نازلةالأذية كانت في الاستعارات المندغمة مع واجب التمرير..هي لم تتعدى على حق الفراشات في كتابة الأرض على صفحة كاملةعلى صفحةٍ كاملةٍ في فضاء تودُّ كتابة الأرضفلماذا لم تترك طليقة الشحن..في غرس مواعيدهاكما تغرس الرماح في صدر عدوقاهر!أنا أدركتُ سري وسرها...في سيري نحوالمعنىوجلستُ تحت قدميها محاولاً تحليل الغيابوتقديم الأصول على الفصول الخائفةمن خضرة للروح بلا ريب آتية..كما أنني لم أبخل عليها في البوح المناسبساعة طلبتني للشعر ونفرة الرجوعلأغرس زيتونة متفائلة مكان قلبي..وأنا أريدها من كلِّ ناري...أريدهاأن تطفىء حزنها بشيء يتركُ أثراً في خدِّ التعبيرتسألني المزيد من الأسبيرينوأنا علبتي فارغة..فارغة تماما..سوى من هذه الشطحات وحلمييودُّ أن يحفظ الثرى مورق الهاماتفي تمام أوبته إلى ذاكرة عائدة من جباه وأزمنة ..