الاثنين ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم
سميحُ القاسمْ
من نَبْعةٍ حِسّيّةٍ ولدتكَ أمُّكَ جدولًاغمر الكتابَ الأبيضَ المرهونَ للتّاريخِيُمهلُهُ.. لتُغرِقَهُأيا مَن شعرهُ المكتوبُ لي«دَيَليزةُ» الوطنيِّ للوطنيِّ في الجسد الشّريف.*بانت خُطاكَ كأنّها كَرٌّإلى حيثُ الفِرارُ من الفِرارِ شجاعةٌمن شعرِك المضبوطِ عوّدنا مناعتناعلى الإصرارِ؛ صرنا مَرهمًا للجرحِ حتّى لا يُرىمن ثَقبهِ وجهُ النّزيفْ.*لا شيءَ يجعلني كميلَ الحظّ أكثرَ من خلاياأنتَ زارعُها بظهرِيَ يا سُمُوَّ الحسِّزوّدني!فهذا الحَمضُ في شعري وراثيٌّيفتّشُ عن أصالتهِوعن سببٍ يُسرِّعُ من تدفُّقِهِفَتُشبِعُني حماسةُ فكرةٍ أقوى من المحتلِّأو ولدٌ أُخلِّفُهُ، ويشكرُنيفيبني الملجأَ الحصريَّ لي دارًا..وفي إتيانِهِ هذا الوليدِ تُولَّدُ الطّاقاتُ ياجدَّ السّليلَةِ.. فانتظر؛لترى نصيرَكَ نصرُهُ فزعُ الفجيعةِمِن تعنُّتهِ، يُجابِهُ خوفَهُ ثِقةً على ثقةٍ إلى أنيستحي منه القتالْ.*شللُ القصائدِ في المللْ.ماذا يكونُ لنا؛وأنتَ تُهندسُ الألفاظَ قبلَ خروجِها؟تتأفَّفُ الأشعارُ من لهف الشّعورِ بنا؛لنا نَفَسٌ خرافيٌّ من الصّرَخاتِيكبُرُ، كي يُعزِّرَ صمتَهُ إن جاءهُ في غفلةٍغولُ المللْ.*سَنَدي.. صديقي رُغم فرق العمرِإيّاكَ القلق!درويشُ ماتَ ولم تمت حيفا الّتيبقيت تهاتِفُ أهلَها عن سفحِ كرملهايعوّضُ سفحَه المحروقَ هذا الكرملُ الأزليُّإذ تنمو النّباتاتُ،تأكيدُ الحياةِ على النّجاةِ من الطّغاةِفلا تَخَفْ يا مُلهمي عند الحديثِ عن الرّحيلْفسَواءُ كنّا.. أم رحلنالا فِكاكَ عن الأمل.*ها بُحّتي الإثباتُ أنَّ الحزنَ مسألةٌ مؤقّتةٌكما الأفراحُ جائزتي وأنتَ معي الأدلَّةُ كلُّهاوأكيدُها أنّي أحبُّكَ رحلةً فيها الخطيئةُجاوَزت زَعَلَ النبيِّ بكبوةٍ.. لكنتُبرَّرُ هذه النّزَواتُ فيكَ ولا تُعاب.*أشبعتني يا سُلفَتي سَلفًا وما سأقولُ قيل؛صُبّي عليَّ تفاؤلًا يا نكسةَ الأسلافِ يُسعفُنيطلوعُ الفجر دَوريًّافقد تتأكّدُ الظُّلُماتُ أنَّ الصُّبحَ مرفوعٌ إلىشمسٍ فِلَسطينيّةٍ قد أشرقتشرقًا، لِينتحِرَ الغياب.*قد تستريحُ الطّيرُ، أحيانًا، ولكنَّ العُلى مُغْرٍٍليَبلُجَ فرخُ بيضتها انبلاجًايستميحُ العُشَّ حينَ يودّعُ الشّجرَّ الخفيضَ بجِنحهِويقولُ للأرضِ الّتي ابتعدت: سأرجِعُ لا مُحالَإلى نواحيكِ العفيفةِ مرّةً أخرى.. فلا تبكيأيا تلك الوحيدةُ من ذهابي! إنّما في البُعدِتقتربُ الغريزةُ من حنينيوالإياب.*سميحُ القاسمْ!وطني يعيدُ حياتنا نحو الحياةِ وأنتَ أنتَوإن تعبتَ فلن تكِلّْمن سَيلِكَ الشّعريِّ يولدُ شاعرٌيُثني عليكَ وينتهي عَجَلًا يدورُ كأنّهُهو أنتَ بالأحرى وبالعدوى أنا منهم؛أدورُ، أثورُ، لا يومًا أدوخُ ولا أُساوم.*سميحُ القاسمْ!خذْ من نصائِحكَ النّتيجةَ واتَّبعْ ما قلتَهُ جهرًاتجدْ فوزَ الحقيقةِ ممكنًا أو ممكنٌأن نبتني من شُغلِكَ الفنيِّ "ماكِنَةَ" الصّمودِعلى بساطِ الرّيحْ.*لا الريحُ تقوى أن تطيّرَنا عن الدّنياولا الماضي بعيدٌ كي يُنسّيَنا الأمامُ وراءهُفوراؤنا صارَ الأمامَ كأنّهُ هو مَن يلاحقناونحنُ الحاضِرُ الآتي نهيمُوإن تُرى اعتكفَ الصّحيح.*نحنُ المكيدَةُ للمصيبةِ كيفما شعرت عواطفُنانحسُّ بهافيا شيخَ القصيدةِ إتّزر أرجوكَ فينا؛نمتطي فَرَسَ التّحوُّلِ من تعثّرناإلى لَهَفٍ يعيدُ جليلَنا قممًايُصافحُ سفحُها كفَّ الغيومِ كأنّه يعلو ليسخَرَمن حضيضِ الغيرِ في السّهلِ الكسيح.*لخيبتِنا السكينةُ مسكَنٌ عمّا قليلُولا مناصَ من الحروبِ.. فها بنا نمشيعلى ماءِ المعاركِ دونما غرقٍومن حذرٍسينتصرُ الضّعيفُ على اللّئيمِ وإن تُرىنكثَ الكلامُ وُعودَه فسأكتفي بالقلبِ يلفِظُنبضَهُ قولًا فصيحْ.*سأهدّدُ النّسيانَ بالنّسيانِحينَ أنَزِّلُ الجسدَ الجريحَ عن الصّليبِ فلا تخف؛حُرِقَ الصّليبُ وماتَ صاحبهُ المدمّى مثلنالكنّه في قبضتي "المسمارُ" من آثاره حيٌّبلا صدأِ الحديدِ عليهِ فليخشَ انتقامييا سميحُ عدوُّنا.. ذاك الذيما تابَ مُذ غاظَ القيامةَ في انتفاضتناعلى أثر المسيحِ.. أجبْعلى هذا الكلامِ لأقتدي يا صاحبيدورَ السّميعِ لما تقولُ فأستريحْ