الثلاثاء ٢٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم
رُؤى اللَّـيــــالي البَـارِدَة
اِنتَصفَ اللَّيلُوَضاعَ كلُّ شيءٍ في رَوائِحِ الكَرى والعَرَقِتَفسَّخَت نُقودُنا كَذِكرَياتِنابينَ نِفاياتِ المَصانِع الكَبيرَةِ التِّي سَدَّت طَريقَ الأُفُقِوَكُنتُ ذابِلاً كَكلِّ النَّاسِمَهمُومًا بِشيءٍ أَو بِلا شَيءٍأَسيرُ في دُروبِ رِحلَتي التّي جَعَلتُها بِلا مُنطَلَقِتُطِلُّ مِن أَحزانِها للنَّاسِتَستَهزِئُ مِن مَسيرَةٍ في قَفَصٍ مِن قَلَقِاِنتَصفَ اللَّيلُوَها أَنِّي وَحيدٌ واقِفٌبِرحلَةِ النَّهارِ في المُفتَرقِوَوِحدَتي تَشتُمُنيتَطلُبُ مِنِّي هَرَبًا مِن صَمتِها للوَرَقِكي تُسمِعَ شِعرَها البَذيءَ للصَّدى المُختَنِقِوَانقَشعَ الحُزنُ وَلم أَجِد رُؤًى لامرَأَةٍتَزرَعُني في سَكَراتِ الجَسَدِ المُحتَرٍقِتَنزَعُني مِن غَفلَةِ التَّاريخِ تُلقينيإِلى بُحيرةِ الوَجدِ التّي تَعِدُني بالغَرقِوَلم أَجِدْ لِيَ انتِماءًا في فَضاءِ الوَطَنِ المُختَرَقِوَلم أجِدْ لِيَ مِن مَكانٍ في هُمومُ الشِّعْرِما بينَ مُغنٍّ ساذَجٍ وَشاعِرٍ مُرتَزِقِمُنتصَفُ الحِكمَةِ أو مُنتصَف المَوتِوَأحلامُ اكتِشافِ وَجهِ حَسناءٍ بَدتْفي آخرِ الشَّارِع مِن تَحت النِّقابْأَحلامُ تَوزيعِ احتِمالاتِ الصِّباأَحلامُ انتِزاعِ الغَدِ المَسحورِ مِن قَلبِ الضَّبابأَحلامُ تبريرِ الخَطايا بانقِلابأحلامُ قَلبٍ ظامئٍ يُغويهِ صَمتٌ في السَّرابانتَصفَ الوَهْمُوَلَمْ يَبقَ سِوى تَرديدِ أَحلامٍ قَضتْوَانتَصفَ العُهرُ وَأنباءُ الخَراباِنتَصفَ اللَّيلُ وَها تَكتَمِلُ الأحزانُ في قَلبيبُدورًا سَكنتْ خَلف السَّحابأَيَّتُها اللَّعنَةُ في بَطنِ البِلادِ أَيقِظينالِلغَدِ الآتي مِن الجُنونِ من خُطى الآلامِوالصَّبرِ على الأذى سُدًى وَالحَنقِاِنتَصفَ اللَّيلُوَلم يَبقَ سِوايَ عالِقًا في الوَرقِوَخيَّمتْ كَتائِبُ الرَّدى في الطُرقِحَاملةً ضَوضاءَها. حاملةً أضوائَهاوَجهلَها للنَّاسِتَعوي بَينهُم كَخيمَةٍ مِن خِرَقِاِنتَصفَ اللَّيلُ وَتاهتْ لُغةُ النّاسِ بأَنصافِ الحُلولْحينَ اشتَهى قَلبي القَتيلتَقبيلَ هذا القَمَرِ الطّافح بالأسرارِوَالخَمرَةِ والمَوتِ النَّبيلوَالنُّورُ مَخنوقُ وَتاريخُ طَويليَغفو عَلى كَتِفِ صُعلوكٍ جَميلثُمَّ إِذا ما انفَلتَ النُّور وَجَدتُ مَنطِقًا للمَوتِتَعبيرًا مُناسِبًا لِهذا الوَعدِ قَبل المُستَحيلوَجدتُ بابًا سَوف يُفضي لطَريقِ الأُفُقِوَنِمْتُ في صَدري غَدٌ عَارٍ مِن خُرافَةومن جَهلِ الصَّدى المُختَنِقِخَلتْ إِذنْ شَوارِعُ المَدينَة الحَزينَةِ..إلاّ مِنَ الحُرَّاسِ يَشكُونَ الفَراغَوالخَطايا مَرَّةً لِبعضِهم وَمرَّةً للطُّرُِقنِمْنا فَطاحَتْ دَولَة الأنفاقِ في بِطالَةٍ جَبرِيَّةٍفَدمْدِمي بِعُنفِكِ الخاوي وَتيهي في مَجالِ المُنتَهى المُنغَلِقِلَيْسَ هَناكَ في الطَّريقِ البُورِ مِن بَريءٍ وَاحدٍآنَ لَكِ اللَّيلَةَ يا رُوما بِأنْ تَحتَرِقي