الثلاثاء ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
رَحَلَ فؤاد
سماؤُنا ما عادتْ صافيةً كما كانَتْ في البدءِرحلتَ وأنتَ تبتسمُ، رحلتَ وستبقى فينا..ومعنا.. ولنا ملاكًا بنا حبَّ العطاءِ..حبَّ الوطنِ.. ومودّةَ الصّغارِ!لماذا كانَ عليكَ أن ترحلَ الآن بالذّاتِ؟لماذا، ونحن بأمسِّ الحاجةٍ لأمثالِكَ يا أشرفَ الشّرفاءِ؟أأعترفُ الآنَ أنّ ثقتي بالسّماءِ تزعزعت! أم أنّ إيماني تلاشى؟لا، لكنّي ظننتُكَ أقوى من الموتِ يا رفيقهكذا أردتُ أن أومنَ أنّ لكَ خططًا رائعةً..لتردَّ الحقَّ لأصحابِهِ.. لتقف بوجه الطغيانبتحَدٍّ وثقةٍ وإيمانٍ كما عرفتُكَلكنّ اللهَ اختارَكَ بالفردوس قبل أيِّ شيءٍفالملائكةُ لا تعيشُ طويلاً على أرضِنا البلهاءَيُتعبُها الظّلمُ ويكويها!قلبُكَ النقيُّ الطّاهرُ غادرَنا يا رفيقيفمنْ منّا لم يبكِ فَراقَكَ رغمَ أنّكَ تفيضُ فينا باستمرار؟ستبقى لنا شفيعًا بالسّماءِ في كلِّ حينٍومشهدٌ لك باقٍ بذاكرَتي يومَ اعتقلوكَ وكمالَ وآخرينَكنتَ تضحكُ منَ الطّغاةِ وقد زادَ إصرارُكَ على النّضالِ أكثرَ وأكثر!فؤادُ! ستبقى حيًّا فينا اليومَ وغدًا وبعدَ غدٍ وللأبدِفذِكرُكَ سيبقى مؤبّدًا