رفرفة أجنحة خالدات
طويت صفحات الزمان وأصغيت لنداء الفجر خلف بيارق اللحظات ، في الذكريات العتيقة الناعسة أبحرت، وقد امتدد رمشها الجميل ليداعب قوارب مخيلتي ويرسم لها اجمل شدو في حراك الأغصان وتغاريد العصافير الفتية المصفقة بأجنحتها، السائحة في عنان السماء
تلامس اكتافي بنعومة ساحرة وتطوي معها برفرفة أجنحتها صفحات خالدة وذكريات نازكة ، في بريق ليلة ساحرة تجلت ، لاتسمع فيها إلا دوي أخاذ لحناجر مؤمنة تردد آي الذكر الحكيم ، في أجواء مدينة السلام ، قد عانقت قلوبهم سيد المرسلين ـ صلوات الله عليه وسلامه عدد ما اظلم الليل واشرق النهارـ
وحفظت صدورهم منهج إسلام قلوبهم لرب السماء والأرض في ظل حراك أي الذكر الحكيم قرانا ناطقا عاملا في سلوكهم الثلجي الطاهر ، المشرق نورا ماسياً في الإيمان
هاهي قلوبهم تصافح قلبي وتعلمني جمال تناغم العلم مع العمل ، وارسم معها متتالية متعاقبة عاشقة لاقتران حفظ القرآن في الصدور مع حراك الجوارح بربانية منهج السلوك ..انقش في قلبي رسم هذه المتتالية التي لا تنتهي في القلوب … السلوك ..متتاليات عوالم الأشياء في كوننا العامر بآدمية البشر المجردة وملائكية منهج السلوك في آدمية التراب المحضة
يالجمال تلك الليالي الساحرات وهي تتلو كتاب الكون المسطور ،وتنشره نوراً وضاءا في السماء وعلى محيا العباد ….
هاهي مزامير داود الندية تبث أثيرها العذب من قلوبهم الرقراقة النقية وتملأ كوني بعذوبة جمال تحليق الروح في عوالم وضاءة ، خالدة ..تسافر عبر سماءاتنا وتهدينا سحاباتها الثلجية فتمطر فكرا عبقا في ديار ذاكرتنا ..وصفحات زماننا الخالد ..وتمنحني من جديد نبضا جديدا في ميلاد أنفاسي القادمة من ديار سير نبلاء الأرض وعطر السماء فأطير معها بمعية نورس سماء الإصغاء لأجوائها الوردية .. فارتشف هناك رحيق ندى جمالها الخالد حيث تختزل اللحظات والعمر ..والماضي والذاكرة في أعذب سفر في اجمل عمر في أبهى حقيقة ..أشرقت شمسا وضاءة في عوالم البحث عن الحقيقة.