قراءة نقدية في نص " قلبان " للكاتب أ. د احمد فنديس
يتألق نص " قلبان " بروائع القص في الإمتاع ، وإثارة المشاعر ، ودفع مساراتها الجمالية نحو قلب يتلألأ حبا ويسع الكون برمته ، وتدور في أجوائه الدافئة ، فضاءات جمالية من لغة السرد العذبة ، التي تستجيش الذاكرة ، وتنقش في رسمها القصصي سمات نمو الذات في النص ، من خلال قلبين ، يتدفقان حيوية في فضاءات التحنان ، ويبثا شذى شفافية التذكار ، في لوحة جماليات التعبير الساكن في التركيبات البنائية الإنشائية في النص السلس في السرد ، وسبك محكم قزحي في أطيافه الحزينة التي تصيغ روح النص من بدء استهلالة التهيئة حتى نهاية التذكار الجياش ، الذي يترك بصماته المؤثرة ، فتنطبع في ذاكرة القارئ وتحكم مسارات النص في بنائه المتكامل في العرض وتقنيات القص المعبر في تشكيل الأحداث ونقلها عبر رحلة العبور من الذاكرة إلى النص ، ضمن لوحات بحرية معطاءة عذبة تشرق أمواجها الزرقاء على النص فتزيده ملائكية في الحس و الجمال ، في اطار تشكيل فني هندسي يضم مفردات جمالية ، تجتمع معا في أوراقها المتفرقة عبر مساحات الزمان المنصرم ، فتشكل باقة تذكار وردية عذبة في مشاعر القاري وعوالم الإرهاف في الحس الطاهر.
وتفتح نوافذ التشويق نوافذها مشرعة، في وتيرة تصاعد آليات الجذب النصية المصاغة ببراعة من قبل كاتبنا المبدع ، فتزيد لغة الأختزال دينامية في متابعة حرف الحكاية ، وسبر غواص لعوالم اللاشعور المختبئة بدفئ في قلم الكاتب لكنها لا تلبث أن تنعكس في مفردات الشوق واللهفة وأهات الفراق وحنين التذكار وبالأخص في الستار المسدل في رسم النهاية المترع بفنيات جمالية في التعبير الساحر ، المغلف بخيوط حزينة تنزف دمعات حارة في أتون المشاعر المتدفقة في اللوحات البحرية جمعاء والمتشكل من خلالها قلب التذكار في النص .
ويرصد لنا مبدعنا أ. د احمد فنديس في نصه الجياش نبضات قلب الأمومة الحانية من خلال تواصل تسارعه العذب مع مغناطيسية الجذب في قلب الراوي ( السارد ) فيختصر الزمان والمكان ، وينبعث من قلب الأمومة نورانية أثيرية دافئة فتغدو الذات في المخيلة الذهنية الحانية المترائية بين عينيها ، فيغدو إحساسها المرهف بصيرة الذات في رؤية عروق قلبها وتقصده في المسافات الممتدة في جنبات الزمان والمكان وفضاءات الذاكرة والأن ، إذ أبدع الكاتب في حذف ثنايئة الجسد في كنه القلبين فسبكها في لغة الشعور؛ في أحادية الروح والجسد ، ونبضات روح الراوي وتحنانه الجياش، وذاكرته المحلقة في عوالم ممتدة في متتاليات الزمان والمكان ، وفيما وراء فضاءات الشعور في ألف كونها في النص وياء امتدادها في آهات الذاكرة والألم
إذ تعبر مادة الواقع في عمر المشاعر المرهفة ، وترتسم قلبا قصصيا نابضا بألق التذكار ، وعبق التحنان ، محركا مشاعر القارئ في ظل تراقص سيمفونية نبض جياشة تشدو على الأغصان العاشقة ، وتشرق على صفحات البحر الذي يحتضن القلوب في نبضاته الراقصة بتحنان ، ويستجيش الذكريات في حمرة أشواقها المخملية في صفحة بدر الزمان ، المنعكس نورانية على مملكة قلب الأمومة الحاني الرقراق .
تحايا التقدير الألق لمبدعنا لـ أ . د. احمد فنديس على ما أبدعت يمينه لنا من جماليات قص في العرض وتركيب نكهة الحرف في البناء وسيمفونية الرسالة المستوحاة من متتاليات الذاكرة ، النص
كل دعوات التوفيق والتميز في سماءات الأدب العليّة
وإلى تواصل مستجد مع ابداعات كاتبنا : أ . د . احمد فنديس القصصية في قراءات نقدية قادمة بإذنه تعالى