

راهب النزق
إلى الماغوط القائل: بدأت وحدي وانتهيت وحد
سيزورنيبعد دفنيالأهل والأحباب والأصدقاء.يزورني المبدعون والشعراء.ويقرأون الفاتحةسبع مرات!يذرفون القصائد الدامعة!على العطاء والبقاء!ويخطّون الكلمات المحجبةعن الحياة والممات والفراق!ويعودون إلى البيوتبأثقال من الإحزانيلتزمون الصمت،رهبة من الحدث.فينادي الصدى:.........”.........أيها الخطباء والهتافون في المواكب الرسميةأيها المشفطون بسياراتهم صباح مساءأخفضوا أصواتكموأصوات صفاراتكم وأبواقكم ومطارقكمتخاطبوا همسًاوسيروا على رؤوس أقدامكمفالوطن يُحتضر!!"وفي المرة الثانيةسيزورنيالأهل والأحباب والشعراء.يقرأون الفاتحة خمس مرات.يعودون لترتيل القصائدوبعض الكلمات.يجتمعون بغرفة لها"ملايين الجدران"!.ويحلمون بِـ"شرق عدن غرب الله.."!ولا "يخونون" الوطن!.يقدمون "التقرير" عن "حدود"الأوطان الشبعانة.!يتأرجحون على "أرجوحة" "الغربة"!.يحزنون في "ضوء القمر".يطلقون الشتائمعلى الذي "خرج عن السرب"،يتابعون "المهرج"ويصطادون "العصفور الأحدب"مع "سياف الزهور"!.يعودون إلى البيوت،يهمسون أشياء،عن الجنازة والوفاء،وعن "شقائق النعمان"،في "ضيعة تشرين"!.يسألون عن "الغلط"،وعن "حكايا الليل"،في "وادي المسك".في الثالثةسيزورني الأهل وحدهم،يقرأون الفاتحةثلاث مرات.يعودون إلى طاولة الطعاميثرثرون قليلا،عن الكوابيس والأحلام،وعن مسارات السلام!!.في الرابعةسيقرأون الفاتحةمرة أو مرتين.ويعودون إلى طاولة الطعام الشهية.يثرثرون سياسة ومعلومات طبية.وأشياء عن"أسعار العملات الأجنبية"!.في الزيارة الخامسةيعودون إليّبقليل من التمر والحناء.يثرثرون عن آخر الأخبار،وعن صحة رئيس الوزراءوابن الرئيس،وطبعًا عن"أسعار العملات الأجنبية"!.في نهاية الأسبوع،سينظفون البيت منالغبار والعزاء.وينامون بعد حضورالمسلسل التلفزيوني"الحبيب الذي ما مات".بعد انتهاء الختمة،وبعد تناول الطعامعن روحي التي ترفرفداخل الشهيق.سيبحث البعض منهم،عن عاشق جديد،لحبيبة قلبي.ولان "الفرح ليس مهنتي"،سأظل وحدي،سأظل وحدي،مع...الطين"وكأس الوطن"!.وأنت يا راهب النزقستظل وحدكستظل وحدكفي الشاممع مرارة الوطن!.
إلى الماغوط القائل: بدأت وحدي وانتهيت وحد