حنين حيفا إلى حيفا
حيفا
لم تنزلْ للبحرِ
لم تلبسْ ثوبَ الشمس ِ
منذ غيابِ الطنطورةِ ، في بحرِ الغدر ِ
عينُ غزال ترمحُ مع غزلان ِ الوديانْ
تبحثُ عَنْ إحسان العباسْ
حيفا لا تنزل للبحرِ
بل تتصومع في معبدِ "مار الياسْ"
تحلم أحلام الخضر العباس
والكرمل ما إنفك يعاتبها
وادي النسناس
ينزف من حقد " الهادار"
يندب إبراهيم النواح
حيفا أُم النور وام النار
لا ترحم شجع الغربان
وحجارتها أبّدَ الصُّبار
حيفا نبض الأعماق
حيفا جذعِ الصَّبار
ماذا تعني أوراقُ التوت
في هذا الزمن المأفون
شمشون الأعمى المفتون
دك المعبد
ودليلة في بطن الحوت
نكَّبها القرصان
عذَّبها
غاب في طي الظلماتِ
لم يرحمْ أَنَّاتِ دمعتِها
وابتعدَتْ همساتُ اللمسِ
غَرقتْ في رائحةِ الوجعِ
نادتْ من عمقِ الخفقِ
عودوا يا أهلَ الوجدِ
فالبعدُ جراحُ الأحباب
والمنفى سجنُ الغرباء
يتظللُ في فيئ العهد
رقدَ العشق مع الفرجِ
سنعيدُ السَّعْدَ مع الافراحِ
وعطاياهُ انفعلت مِنْ
لونِ الغسقِ
وطني
يا وطن الأسرى الأَطفال
حيفا ما زالت حيفا
لا تتركها في ساحات الإِعدام
أَبْعِدها عن طرقاتِ الأصفادْ
أسماك القرشِ
تتقدمُ نحو المشفى
مشفى حمزةْ
تأخذها الظّلمةَ
نحو رماد الجمرةْ
وتحاصرها في زمن النشوةْ
وطني
يا وطنَ الملِّ
طهرها بالمسكِ وبالفلِّ
دعها تتزين بالأحمرْ
بالأسودِ والأبيضِ والأخضرْ
وطني
يا وطن الأحزان
حيفا ما زالت حيفا
ترثي إبراهيم النواح
شاعرها الفواح
يردُ البحرَ الموارَ الى حيفا
فتعودَ الريحُ الى الأرواح
فتعودَ الريحُ الى الأرواح
فتعودَ الريحُ الى الأرواح