

رؤى يوحنَّا الجَليلي
أحد عشرَ التماعاً
(1)أرفو الزنابقَ من جسمي وتجلدُنيدنيايَ ظلماً بلعناتِ الثعابينِكأنمَّا نشوةُ الخيَّامِ تملؤنيحتى تحفَّ دمي نيرانُ بايرونِآهٍ لو أنَّ جميعَ الأمنياتِ لهاجسماً وحيداً أوافيهِ فيشفينيأو كنتُ أسبحُ من معنايَ في أبدٍثانٍ يوزِّعُ أشيائي ويُلقينيراءٍ أنا من زماني حلمَهُ بغَديولي مكاني هنا. صوتٌ يناديني(2)ذاتَ ليلٍ ستخرجُ منِّي الأناشيدُ عُريانةًتلبسُ الماءَ والنورَ......وحدي الذي سوفَ يعرفُ أنَّ القصيدةَتجسيدُ لحظةِ ما نشتهي ونحُبُّ.....القصيدةُ مفتاحُ لا وعينا والغدُ المستحيلُ....سأصرخُ في ذاتِ ليلٍ : وجدتُ القصيدةَ فيَّ فلامستُها..انتثرتْ في عراءِ دمائي وضيَّعتها...(3)بشواطئٍ بيضاءَ أحلمُ. ملءَ هذا الكونِأحلمُ بالفراشاتِ الخضيلةِ من شذى النيرانِأحلمُ بالسماءِ, بهالةٍ شفَّافةٍ زرقاءَراحَ يمُسُّها شبقُ الضياءِ.......ومسَّني الطوفانُ في أطرافِ أزهاريصحوتُ. ركضتُ مذعوراً. بلا قلبٍ يدُقُّوراحَ يخرجُ من منامي أفعوانْ(4)من رمادِ الخساراتِ ينبتُ أبطالنا القادمونَ إلى عرسنامثلَ زهرِ الأناجيلِ. والذاهبونَ إلى شمسنامن رمادٍ يوحِّدُ أصواتنا في نشيدِ الحياةِيُجدِّدُ أشواقنا المنتقاةَيُعمِّدنا أوَّلاً بالحنينْمن رمادِ الخساراتِ....لا من خيامِ النساءِ ولا من بيوتِ سحابٍ وطينْسوفَ ينبتُ أبطالنا القادمونْ(5)أصنعُ من نثارِ وقتي قُبلةً ثلجيةً, ناريةًأدفنُ فيها القلبَ ريثما يُبرعمُ الصدى الصوتيُّ في رسائليوتنهضُ الجهاتُ واللغاتُ من نومِ مجازِ الشعرِ في قصيدتيالحُبلى بأحلامِ لوتريامونَ أو رمبو.....ويخطو آخري المسكونُ مثلي بالبحيراتِ....إلى براءةِ الأشياءْ(6)وحدي ألمُّ خطايَ في وطنٍ حياديٍّأرى الأشياءَ تزهرُ في رؤايَ رذاذَ أجنحةٍوورداً فاضَ عن حَدِّي...وُلدتُ من القصاصاتِ الأخيرةِ للسنا عِنديأنا سفرُ الندى المكتوبُ في سِرِّي بماءِ الغيبِوحدي شاهدٌ وشهيدُ ما سأخطُّ من حُرِّيتي فوقَ الفراغِوحينَ أُبعثُ من ظلامِ الحُبِّ حيَّا(7)أُحاولُ ايجادَ معنىً لنصفِ الكلامِ الذي في الحروبِ احترَقْونصفِ الغرامِ الذي دشَّنتهُ الغوايةُ. ملءَ الغروبِ انعتَقْأحاولُ أن أبدأ الشعرَ. إذْ تنتهي الطائراتُ غداًمن سمائي التي أشتهي أن أراهافتسكنني ألفُ طائرةٍ من ورَقْ(8)ذهبتُ أبحثُ عن معناكِ فافترَستْعينيَّ رؤيا سالومي. واحتوتكِ يديلكنَّ عينيكِ كالعنقاءِ تُفلتُ منألحانِ روحي وتحشوهنَّ بالرمدِحتى بحيراتكِ الصغرى مُجللَّةٌبوردةٍ من دموعِ الطائرِ الغَرِدِحتى رمادُ مساءاتي يُبعثرُنيأوراقَ حورٍ أتتْ من لوعةِ الأبدِلُمِّي نصاعةَ هذا الليلِ. واجترحيجسراً إلى صبحكِ الوسنانِ في خَلَديهناكَ فوضى جمالٍ لا تُؤلِّفنيإلاَّ كما ألَّفَتْ عشتارَ بالزبدِهناكَ لم أنتبهْ.. حتى إذا احترَقتْفيَّ الشواطىءُ أجراساً على الأحَدِرأيتُ نفسَكِ في نفسي ولمْ أعُدِحيَّا من البئرِ يا من عُدتِ من جسَديمن ماءِ مرآةِ روحي. حينَ أسكُبهُعلى ترابِ الثُرَّيا...... من حنينِ غديإلى تفلُّتِ نهرٍ منكِ يُرعشُنيعلى ضلوعي, على جنبي, على أوَدييكونُ مثلَ عمادِ النارِ يبدؤنيأو اقترافَ خطيئاتي على عَمَدِ(9)لا حكمةً لي في انكِسارِ معارجِ البلُّورِتنبتُ حكمتي كالعَوسجِ البريِّ والنبويِّفي قلبي وتُشعلني بلا وَهجٍليأتي الغيرُ يقبسُ من أنايَويستضيءُ بليلِ من وهَبوا الغيابَ دماءَهم......(10)في الجليلِ طيورٌ سماوِّيةٌ من وصايا الغمامِترِفُّ على عطشي كيْ ينامَبلا لهفةٍ تتسلَّلُ من خللِ الماءِ مثلَ بروقِ المدىفي الجليلِ سأصنعُ لاسميَ معناهُأحملُ رأسي بنفسي على طرفِ السيفِ عشقاً...وكيما أصيرَ جديراً بحَلِّ سيورِ حذاءِ المسيحِوكيما أُحرِّرَ بعضَ صفاتِ الزهورِوبعضَ صفاتِ الندىفي جليلِ هيروديا من الليلِمن سُمِّ أفعى التآويلِلا بُدَّ لي أن يضيءَ احتراقي ظلامَ الوجودِوأخصبَ جدبَ الحياةِبدمعي ودمِّي سُدى(11)ستمُرِّينَ بي في أقاصي الرياحِكوردٍ عصيٍّ على الفهمِمن غيرِ تلويحةٍ لمراياكِ.....أنهضُ من قاعِ حُلمٍ قليلٍ, ضليلِ البُروقِيُطاردهُ شبقُ العنكبوتِبعدوِ السُلَّيكِ أو الشنفرى.... وتماهيكِ بييا انعقادَ التويجاتِ في شفقيوانسكابِ أجنَّتها في دمييا احتفاءً شهيَّاً ببحرٍ تغلغلَ في معصَميكِ وفي عُنُقيثمَّ تاهَ بهِ قلقي......تاهَ حتى الوصولِ إلى وردةِ الظَلموتْ.
أحد عشرَ التماعاً