السبت ٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم سهير فضل عيد

خرجتُ منك

خرجتُ منكِ فاخرجي مني
خرجتُ منكِ و أنتِ بداخلي و تأبَيْنَ إلا البقاء
يا فلسطينُ
أناديك بأعلى صوتي المرتد
و أنت إن همستُ لذاتي تسمعيني
يا فلسطينُ اخرجي مني
دعيني لشتاتي ، لضياعي
لحدودٍ أحفظها و تُنْكِرُني كلما أطلتُ فيها البقاء
خرجتُ منك فلماذا تنغرسين بداخلي
مخالِبُكِ تجولُ في الأحشاء
تجرحني ، تؤلمني ، تبكيني
ذكرياتي من ذكرياتِ جدتي
صوتُها الشجي في يوم الحصاد
موالُها العذب
أنشودةُ الأرض
قصتُها صديقةُ الناي الحزين
أفراحُها، أتراحُها ، أشياؤها
كلُها هناك، لا شيء لها هنا إلا جسداً
يتهادى بين الحدود
رحلتْ جدتي يا فلسطين
و أنتِ لم تعودي
فمن أينَ لي بالذكريات
خرجتُ منك، فلم تصرين على البقاء
خرجتُ منك فيا ليتَ حبَكِ يخرج مني
على أجنحة اللا لقاء
أقمتك يا فلسطينُ
من عَبَقِ أشعاري دون أن أراك
ومن حروفي، كلماتي، اشتياقي
بنيتُ جدرانَك، عبدتُ شوارعَك
لونتُ بالأخضر مدنَك و قراك
من أوراقي أقمتُ منازلَ آبائي و أجدادي
أحطتُكِ بالأسوار و الجدران القديمة
و رحت أهيم في شوارعَ ، قدماي لم تدسْها
أفتشُ عن نقوشٍ على الجدران لم أحفرْها
أبحثُ بين الأزقة عن طفولة لم أعشْها
أسترق السمع لأغان تنفذ من بين النوافذ لم أسمعها
رحتُ أفتشُ عن الأجداد و الذكريات
طرقتُ الأبوابَ بابا بابا
فانهارَ الوطن و صار خرابا
و ما عدتُ أعرفُ أحقيقةٌ أنت يا فلسطين أم سراب
استخرجُك من بين أنقاض أشعاري
لتبقَيْ هنا ،بداخلي
تستقري و تنامي
خرجت منك يا فلسطين
فبداخلي تشبثي، و ثوري و نامي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى