الخميس ٤ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤
بقلم سمر شريفة

تشرين يشبه حلمنا

هذي المدينةُ

لا تَمُتُّ بأذرعٍ

إلا إلى غابٍ

وظلٍّ .. في الخيام

للبيتِ فيها جذرُ دهرٍ

والشوارعُ كالغمام

والطفلُ يمسكُ للردى

عُكازتين.. من الفطام

هذي المدينةُ في الجموعِ

تئنُّ من وطء الظلام

والنارُ تروي قصةً

صار اللظى فيها كلام ...

يا غزةَ الجرحِ الذي أدمى صراخُهُ

كل آذانِ النيام

وما استفاقوا .. إنما

ماتوا على باقي الرُّكام

علقتُ إسمكِ يا حبيبةُ

موقداً عند الشتاء

والعِقدُ صارَ مشانقاً

وتأرجحَ الموتُ الرياء

ما أكذبَ الموتَ الذي

يُمليهِ نومٌ في العراء

إن الحياة ستنتهي

إن حلَّ في موتٍ.. شِفاء

وأنا الشهيدُ و رِحلتي

بدأت من القبرِ الذي

لم يسقِهِ أحدٌ.. بماء

عندي لكم كرسيُّ قشٍّ

في المقاهي

أو تذاكرُ لعبةٍ بيعت لآلافِ

الملاهي

فاشتروها.. ربما

تنسيكُمُ .. صوتي .. وآهي

عندي لكم بعضُ الخطاباتِ

الأخيرة..

للخليفةِ والأميرِ

تصُبّ فيكم

كالمياهِ..

إن سقت فيكم بذوراً

فاشتُلوها في الجباهِ

علها يوماً تواري

سوءةً.. أو عورةً

ما أُخفيَت يوماً بجاهِ..

مثل حقلٍ في الملوحةِ

ذابَ.. كُنتُ أراقبُ

كنتُ في كل العيونِ

أرى السرابَ وأكذبُ

وأقولُ لا .. لن تستمرَّ

على الهوانِ مضاربُ

سيقومٌ يوماً معتصم

ويحاربُ..

ورأيتُ في وجهِ الصبيةِ

كحلها.. وبكاءها

وشبابها .. وشقاءها

ولمحتُها بين الجموعِ

قصيدةً .. أضغاثَ عمرٍ

للنجاةِ يُجاذبُ

قمحٌ يقومُ من الصلاةِ

ويعتلي كل المنابر

فوقكم.. ويعاتبُ..

وأتى الصباحُ مصافحا

تشرينُ يشبه حلمنا

يأتي قوياً جامحا

تشرين يعشقُ أرضنا

فهما بنفسِ الرائحة

مثلُ الغزالِ إذا جرى

كانَ انتصاراً سابحا

وتناثرت فوق التلالِ

فتاتُ شعبٍ طيبٍ

عاشَ حلماً فادحا

حتى إذا ذاقَ المنيةَ

من نوافذهِ صحى

صارَ انتقاماً واضحا

صارَ الربيعُ وإذ أتى

في وجه تشرينَ استحى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى