الأربعاء ٢٤ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم
حِجَازُ... لِقَلْبي بالحِجازِ هُيامُ
حِجَازُ... لِقَلْبي بالحِجازِ هُيامُووَجْدٌ لَهُ طَيَّ الضُّلوعِ ضِرامُبَعُدْتَ ولم تَبْعُدْ فَأَنْتَ بِخاطريمقيمٌ، فلا ملَّ النَّزيلَ مقامُحلَلْتَ فُؤادي مُذْ تفتَّحَ لِلْهوىولجَّ بهِ شَوقٌ وأجَّ هُيامُوما بدَّلَ الحُبَّ الزَّمانُ فإنَّناتُصانُ عُهودٌ عِنْدَنا وَذِمامُلقدْ لامَني فيكَ الْعَذولُ سَفاهةًومَنْ يَعْشَقِ الأَوْطانَ كيفَ يُلامُيقولُ أَتَهْوى مَنْزِلاً ما عرَفْتَهُفقلْتُ أَمَا الأجدادُ فيهِا أَقاموافما أنْكَرَ الآباءَ إلاَّ مُهَجَّنٌولا الدَّارَ إلاَّ مارِقونَ لِئَامُ* * *لَئِنْ لََمْ أَكُنْ بالْعَصْرِ هذا مُتيَّماًفلي بالْعصورِ السَّالفاتِ غَرَامُغَرامِيَ نَجدٌ والحجازُ و أَهْلُهاوجَرْعَاؤها [1] وِدْيانها وإكامُونوقٌ على الكُثْبانِ تَحْدو رُعاتُهايَلُوْحُ دُخانٌ خَلْفَها وخِيَامُوَنَخْلٌ عَلَى الوَاحَاتِ مَدَّ رُوَاقَهُتُداعِبُهُ رِيْحُ الصَّبا وَنِسامُ* * *أَصَاحِ أَدِرْ طَرْفَ الْخَيَالِ لِمَا مَضَىفما يَحْجِبُ الفِكْرَ المُنيرَ ظَلامُتُشاهِدْ عِتاقاً قَدْ تعشَّقَتِ الوَغَىإِذا ثوَّبَ الدَّاعي فَهُنَّ غَمامُتُغِيْرُ فَمَا يَوْماً أَلَمَّ بِها الوَنَىوَلا صَدَّها عِنْدَ اللقاءِ لِجامُعَلَيْهَا مِنَ الفُرْسَانِ عُرْبٌ أَشَاوسٌإِذَا اهْتَزَّ خَطِّيٌّ [2] وسُلَّ حُسَامُعَلَيْها بَنُوْ عَدْنَانَ فَاضَتْ جُمُوْعُهُمجَبَابرُ لبُّوا دَعْوَةً عُلْوِيَّةًفَغَابَتْ نِصَالٌ جُرِّدتْ وسِهَامُدَعَاهُمْ إِلَى الإِيْمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُرَسوْلٌ شَرِيْفُ النَّبْعَتَينِ هُمَامُمُحَمَّدُ خَيْرُ الخَلقِ مِنْ آلِ هَاشِمٍنَبِيٌّ كَرِيْمٌ وَالجُدودُ كِرَامُلَقَدْ شَرَّفَ اللهُ الوجودَ بِبِعْثِهِوَتَمَّ لَهُ فَوْقَ الأَنَامِ مَقَامُمُذِ اخْتَارَهُ الرَّحْمنُ لِلْجَهْلِ آسياًتَوَارَتْ جَهَالاتٌ وَ زَالَ سِقَامُأَنَارَ عُقُوْلاً أَوْغَلَتْ فِيْ ضَلالِهَاوَأَزْرَىْ بِنُوْرِ البَدْرِ وَهْوَ تَمَامُتَقِيٌّ نَقِيٌّ زَاهِدٌ مُتَهَجِّدٌعَزِيْزٌ أَبِيٌّ لَيْسَ فِيْهِ مَلامُشُجَاعٌ كَرِيْمٌ لا يُخَيِّبُ سَائِلاًوَلا عَنْ غِيَاثِ الْمُسْتَجِيْرِ يَنَامُقَدِيْرٌ حَلِيْمٌ سَيِّدٌ مُتَوَاضِعٌحَكِيْمٌ بِتَصْرِيْفِ الأُمُوْرِ هُمَامُعَفِيْفٌ يَفِيْضُ الطُّهْرُ مِنْ نُوْرِ وَجْهِهِحَبِيْبٌ مَهِيْبٌ مُنْذَ كَانَ فِطَامُفَضَائِلُهُ حِيْنَ اسْتَبَانَتْ لِقَوْمِهِدَعُوْهُ أَمِيْناً وَهْوَ بَعْدُ غُلامُسَجَايَاُه أَعْيَا وَصْفُهَا كُلَّ حَاذِقٍفَقَصَّرَ مَدَّاحٌ وَضَاقَ كَلامُوَلَسْتُ أُجِيْدُ القَوْلَ لكِنَّ مِدْحَتَيْمَنَاقِبُهُ أَمْلَتْ بِهَا وَغَرَامُيَقُوْلُوْنَ مَا آيَاتُهُ، ضَلَّ سَعْيُهُمْوَآيَاتُهُ مِلءَ الزَّمَانِ عِظَامُكَفَى الْمُعْجِزُ الفُرْقَانُ للنَّاسِ آيةًتَسَامَى سُمُوَّ الشَّمْسِ لَيْسَ يُرَامُفَكُلُّ بَلِيْغٍ عِنْدُهُ ظَلَّ صَامِتاًكَأَنَّ عَلَى الأَفْوَاهِ صُرَّ كِمَاُمكَفَى نَصْرُهُ فَرْداً تُعَادِيْهُ أُمَّةٌوَمَنْ يَنْصِرِ الرَّحْمنَ كَيْفَ يُضَامُتُدَافِعُ عَنْهُ العَنْكُبُوْتُ بِخَيْطِهَاوَيَدْفَعُ كَيْدَ الْمُشْرِكِيْنَ حَمَامُلَقَدْ كَانَ عَصْرُ البَعْثِ عَصْرُ جَهَالَةٍوَقَدْ سَادَ كُلَّ العَالَمِيْنَ ظَلامُوَأَمَّا خِيَارُ النَّاسِ أُمَّةُ يَعْرُبٍفَكَانُوا كِرَاماً كَهْلُهُمْ وَالغُلامُسَمُوْا شَرَفاً فِي النَّاسِ مُذْ جَاءَ مِنْهُمْلِكُلِّ البَرَايَا مُرْشِدٌ وَإِمَامُوَفِيْهُمْ إِبَاءٌ، نَخْوَةٌ وَشَجَاعَةٌسَخَاءٌ، وَفَاءٌ عِزَّةٌ وَذِمَامُوَحِلْمٌ وَإِنْصَافٌ وَحَزْمٌ وَسُؤْدُدٌوَصَفْحٌ وَنُبْلٌ لَمْ يُشْبِهُ مَلامُوَقَدْ حَفِظُوا جَاراً وَأَدُّوا أَمَانَةًفَقُلْ مَادِحاً مَا شِئْتَ لَسْتَ تُلامُوَلكِنَّهُمْ قَدْ أَشْرَكُوا لِجَهَالَةٍوَصَلُّوا لِنَصْبٍ سَاجِدِيْنَ وَصَامُواوَفِيْهُمْ خِصَالٌ لا تُحَبُّ فَبَعْضُهَامُضِرٌّ وَبَعْضٌ مَأْثَمٌ وَحَرَامُفَسَلْبٌ وَنَهْبٌ دَأْبُهُمْ وَخُصُوْمَةٌوَحِيْنَ صَفَاءٍ مَيْسِرٌ وَمُدَامُوَوَأْدٌ وَلَمَّا يَأْتِهِ غَيْرُ عَاجِزٍوَغَيْرُ فَقِيْرٍ مَا لَدَيْهِ طَعَامٌوَغَبْنٌ وَتَطْفِيْفُ الْمَكَايِيْلِ وَالرِّبَاوَلَيْسَ لِتَجْرٍ [5] وَازِعٌ وَحِجَامُقَبَائُِل فَوْضَى فَرَّقَتْهَا ضَغَائِنٌوَمَا قَادَهَا نَحْوَ الفَلاحِ نِظَامُوَشَاءَ إِلهُ العَرْشِ بِالنَّاسِ رَحْمَةًوَأَنْ يَتَلاشَى حِقْدُهُمْ وِخَصَامُفَفَرَّقَ مَا بَيْنَ الضَّلالَةِ وَالْهُدَىبِفُرْقَانِ نُوْرٍ لَمْ يُشْبِهُ قَتَامُأَتَاهُمْ بِقُرْآنِ السَّلامِ رَسُوْلُهُفَطَافَ بِأَرْجَاءِ البِلادِ سَلامُكِتَابُ هُدًى لا رَيْبَ فِيْهِ مُشَرِّعٌوَللسِّلْمِ وَالْعُمْرَانِ فِيْهِ دِعَامُمُفَصَّلَةٌ آيَاتُهُ عَرَبِيَّةٌفَصَاحَ بِهَا عِزُّ البَيَانِ عِظَامُتَلا كُتَبَ التَّنْزِيْلِ لكِنْ مُكَمِّلاًفَذِي أَوَّلُ التَّشْرِيْعِ وَهُوْ خِتَامُفَصِيْحٌ بَلِيْغٌ نُطْقُهُ وَبَيَانُهُقَرِيْبٌ بَعِيْدٌ فَهْمُهُ وَمُرَامُتَنَّزَهَ عَنْ هُجْرٍ [6] فَمَا اللَّفْظُ فَاحِشٌوَلا فِيْهِ بُهْتَانُ وَلَيْسَ يُذَامُ [7]تَجَاوَبَ أَصْدَاءُ التِّلاوَةِ فِي قِبَا [8]فَشُقَّ لَهَا فِي الْمَشْرِقَيْنِ إِمَامُ [9]فَآمَنَ أَبْنَاءُ العُرَوْبَةِ وَاهْتَدُواوَضَمَّ قُلَوْبَ الْمُؤْمِنِيْنَ وِئَامُوَثَارُوا عَلَى الأَصْنَامِ ثَوْرَةَ وَاحِدٍفَإِذْ بِالَّذِي قَدْ ألَّهُوْهُ حُطَامُهُمْ نَشَرُوا الإِسْلامَ شَرْقاً وَمَغْرِباًوَقَامُوا بِنَشْرِ العَدْلِ حَيْثُ أَقَامُوا* * *لَقَدْ حَبَّبَ الأَوْطَانَ وَالأَهْلَ وَالِدٌو َإِنْكَارُ فَضْلِ الوَالِدَيْنِ حَرَامٌفَقَدَّسْتُ أَوْطَانِي وَأَكْبَرْتُ أُمَّتِيْأَأُعْذَلُ إِنْ أَحْبَبْتُهُمْ وَأُلامُإِذَا ذَكِرَ الأَوْطَانُ أَذْكُرُ رَامَةً [10]وَأَهْلاً وَصَحْباً وَالدُّمُوْعُ سِجَامُتَبَدَّلَتِ الأَحْيَاءُ أَهْلاً بِأَهْلِهَاوَنَابَ عَنِ الزَّهْرِ الذَّكِيِّ ثُمَامُ [11]وَنَابَ عَنِ الفَرْشِ الوَثِيْرِ حَصِيْرَةًوَنَابَتْ عَنِ الدُّوْرِ الرِّحِابِ خِيَامُ* * *فَيَا سَيِّداً مَا دَانَ قَطُّ لِسَيِّدٍوَأَكْرَمَ مَبْعُوْثٍ أَظَلَّ غَمَامُسَأَلْتُكَ يَا عَوْنَ الشَّرِيْدِ إِغَاثَةًلِمَنْ شُرِّدُوا بَيْنَ البِلادِ وَهَامُواوُجُوْهٌ عَلاهَا السُّقْمُ بَعْدَ نَضَارَةٍفَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ جِلْدَةٌ وَعِظَامُوَكُلٌّ يُرَّجِي مِنْكَ نَصْراً وَعَوْدَةًفَإِنَّكَ مِغْوَاثُ الضَّعِيْفِ هُمَامُوَإِنِّي غَرِيْبُ الدَّارُ مَالِيْ نَاصِرٌوَحَوْلِيَ طَافَ الْمُبْغِضُوْنَ وَحَامُواوَكَمْ أَرْجَفَ الوَاشُوْنَ زُوْراً وَإنَّمابِمَنِّكِ طَاشَتْ نُبْلُهُمْ وَسِهَامُأَتَيْتُكَ يَا حِصْنَ الضَّعِيْفِ مَؤَمِّلاًرِضَاكَ فَإِنْ تَمْنُنْ فَلَسْتُ أُضَامُدِيَارِي غَدَتْ لِلغَاصِبِيْنَ سَبِيَّةًوَحَلَّ بِهَا بَعْدَ الْكِرَامِ لِئَامُفُخُذْ يَا نَبِيَّ الله بِاليَدِ مِثْلَمَاأَخَذْتَ بِها يَوْماً فَأَنْتَ كُرَامُ [12]وَقُدْ عُرْبَكَ الأَبْطَالِ لِلنَّصْرِ إِنَّهُمْإِذَا حَان يَوْمٌ لِلِّقَاءِ كِرَامُأَجِرْنِي وَفَرِّجْ كُرْبَتِيْ [13] وَظَلامَتِيْفَفَضْلُكَ مَوْفُوْرٌ وَأَنْتَ هُمَامُ
الشاعر نقولا حنا شاعر وباحث فلسطيني، عشق فلسطين عشاق رُبَّما يفوق الوصف بدا في شعره هنا وإن لم يذكر فلسطين أبداً
لم ينشر شعره، ورُبَّما كان شاعراً مقلاً، وكل ما أعرف من شعره هو قصائد ثلاث أَو أربع سأنشرها تباعاً عند تصلني
وللشاعر بحث أو أكثر، ولكنَّهُ على أي حال لم ينشر شيئاً من إنتاجه
والشاعر من أسرة موسومة بالأدب بمعنييه؛ فشقيقته الأديبة هدى حنا وهو ابن عم الأب عطاالله حنا