جنون غير مستحيل
لا شيء غريب في العلوم.. كل الأشياء (اللاواقعية) تحمل ردجة ولو ضئيلة من الواقعية بالنسبة للعلماء، أفهم بأن كل الأشياء ممكنة حتى المستحيلة منها!
ما الممكن، وما المستحيل؟ أمور نسبية ككل المفاهيم، وكأي شيء في الحياة.. إلا أننا في النهاية لن نحقق أي شيء يذكر من نقاش الممكن والمستحيل، كوننا لسنا شركاء في صنع هذا المستحيل!
من يتصور أن عالماً يمتلك عقلاً سليماً ومن ثم يقول بأنهُ يعمل على جاهز للنقل الآني؟ والنقل الآني هذا رغم عدم أمكانيته في الوقت المنظور، إلا أنهُ عبارة عن جهاز لنقل جسم ما، من مكان إلى آخر، دون اعتبار للجدران، والعوائق.. ذلك الغريب ليس ممكناً إلا أنهُ ليس مستحيلاً بالمطلق!
الخلود هو الآخر فكرة قرأناها في ملحمة جلجامش، وصراعاتهُ الطويلة لنيل هذا الأمل الكامنُ في زوايا رؤوسنا؛ فكرة أن نعود بعد الموت. أشبعتها العقائد تصوراً، إلا أن أحداً لن يصف عاقلاً بصفةٍ عقلانية وهو يدفع المال لتجميد جسده، أو رأسه بعتباره مركز التحكم "العقل" أملاً في أن يصل العلم يوماً لوسيلة ما، يستطيع من خلالها أن يبعث هذهِ الجثة الميتة منذُ سنين إلى الحياة! هذا المستحيل برأينا يتعامل معهُ البعض ومنهم علماء على أنهُ ممكن ذات يوم، قريباً أو بعيد!
العلوم أمر مشابه للجنون؛ في الاثنين ليست هنالك رزانة. بستطاعتك الشك في كلمة "مستحيل" ما دم الإنسان يمتلك عقلاً!
من غرائب الإنسان عقله، وهو يتساءل ماذا لو منح هذه الغرائبية للحيوان؟ هنالك من الكائنات من يمتلك نسبة من الذكاء، وهنالك من يتفق مع الإنسان وراثياً؛ الشمبانزي في بناءه الوراثي يتفق معنا بنسبة 96%.. ذلك لا يتناسب وكبريائنا نحنُ البشر، إلا أن علماء الوراثة يقولون ذلك! ثم أن الأختلاف لا يتجاوز 4%، إلا أن هذه النسبة الضئيلة هي كل شيء يعنيه الأختلاف فيما بيننا. والذكاء ضمن هذه النسبة، فماذا لو منحت بعض الكائنات -العبقرية نسبياً (كشمبانزي، والغراب، والدلفين.. إلخ)- ماذا لو منحت ذكاءً؟ في عالمٍ لم يعد فيه التدخل الوراثي، والعبث –أحياناً- شيءٍ مستحيل.. تبقى تلك الفرضيات ممكنة كما يتصور بعض علماء الوراثة!
القضايا (اللاممكنة) أو المستحيلة بالنسبة لنا كثيرة، بعضنا يؤمن بقضايا علمية في الطب، والعلاجات، إلا أنهُ يقفُ ثابتةً في رفضه للقضايا التي تصطدم مع المسلمات بالنسبة له، حتى وإن كانت هذه القضايا مسؤولة عن تطور جوانب عديدة يستفيد منها بعلمه أو دون علم!