السبت ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
بغدادُ يا جُرح الجُروح
في القلعة اليمنى هباءٌينْشرُ الأنّات يُرسِلُها دماًونشيدَ إِذْلالٍلِفتْحِ الغابرينْ...وعلى يساري قَلْعةٌ قُصْوىتفيضُ عراقةً وغرابةًفي حِصْنها الأشباهُوالأشْباحُ يا بلدي...في حضْنِها الأشْلاءُيا وطني...وأنا أتيهُ كطائرٍدون الجناحْوأهيمُ لا أدري إلىأيْن السّبيلْ؟أهفو وأنثر مسمعي،أدعو خطايَ إلىتقصّي النّازلات الحالكاتِبمضْجعي...وأرى هناك... هنا:فُصولاً منْ تَولِّيزاحفٍ عصفتْ به الرّيحُ السّمومُ،ومزّقتْه جحافلُ التّاريخِ جهْراً...كان طفلاً... كان شيْخاً...كان أُمّاً... كان زهْراً...لا يبالي ذا الزّمانُبما يخُطّه مدْلجُ الويْلاتِفي وطني...وبما يرتِّقهُ العِدا دوْماً:منَ الألْغام في بدنِي...من الأورامِ في كبِدي...كمْ راحلٍ... كم ساكنٍ...كمْ مُقبلٍ... كم غائبٍ...سحَقتْهُ نارُ المُرجِفينَ بأرضنا.سُفِكوا تِباعاً...سُحِقوا جميعاً...دونما خجلٍ ولا رهبِ...وعلا النّشيدُ مُدوّياًفي مُلْتقى الأنهارِفي صببِ...بغدادُ... يا بغدادُ...يا جرحَ السّنينِويا منارَ العابرينْ...