بعيونهن
لقاء جديد نظمه ملتقى الفيلم الفلسطيني بمقره في غزة مساء الأربعاء 28/7/2010، عرض خلاله الفيلم الوثائقي "بعيونهن" إخراج حنين كلاب ونهيل أبو سلطان، ومدته عشرون دقيقة، ويتناول تجربة صحفيتين من قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع وهما ريهام عبد الكريم مراسلة قناة أم بي سي والمصورة الحرة إيمان محمد.
افتتح اللقاء المخرج السينمائي سعود مهنا رئيس الملتقى بكلمة أشاد فيها بموضوع الفيلم، وهو التضحية الصامتة للصحفيات الفلسطينيات أثناء عملهن وخاصة وقت الحرب مقدماً الشكر لمركز شؤون المرأة الذي أنتج وأشرف على هذا الفيلم المميز، وأثنى على مخرجتي الفيلم اللتين تمكنتا من تقديم عمل فني راق فكرة وتنفيذاً. واعتبر مهنا الحراك الذي يشهده قطاع غزة على صعيد النشاط الفني في الفترة الحالية ظاهرة إيجابية تدعو إلى ضرورة الاهتمام بها ورعايتها وتقديم كافة أشكال الدعم لها.
بعد عرض الفيلم دار –كالعادة- نقاش غني شاركت فيه نخبة من المثقفين والفنانين والكتاب وتطرق للعديد من القضايا الهامة.
الكاتب المعروف يحيى رباح وصف العمل بأنه جميل ويطرح قضية قديمة متجددة حيث كان السؤال دائماً منذ بدايات الثورة الفلسطينية هو كيف نظهر ما وراء التقارير، فالتقارير لا تقول كل شئ.
المخرج سعيد البيطار قال أن الفيلم كامل المقومات. وطرح إشكاليتين الأولى اختفاء المبدعات عن الساحة بعد عمل أو عملين أو أكثر لأسباب عديدة وهو ما يعني عدم التواصل في العمل، والمشكلة الثانية تتمثل في عدم اهتمام الأعمال الفنية الفلسطينية بإقناع المتلقي الغربي.
الإعلامي محمود روقة أثنى على المخرجتين وطالب القطاعين العام والخاص بدعم الأعمال الفنية من سينما ومسرح وتشكيل.
الفنان التشكيلي فايز السرساوي تناول الفيلم من الزاوية التشكيلية معتبراً أن الفيلم وُفق من هذه الناحية كما وُفق في النواحي الأخرى التي تم التطرق إليها من المتحدثين.
القاص والروائي محمد نصار تحدث عن وضوح الرؤية والفكرة والسيطرة عليها لدى المخرجتين وهو ما ميز عملهما عن كثير من الأعمال التي أنتجت في الآونة الأخيرة.
الكاتب يسري درويش أشاد بالعمل وأكد على ضرورة إبراز الجانب الإنساني في الأعمال الثقافية والفنية، مشيراً إلى نجاح الفيلم في تجسيد هذا البعد.
حنين كلاب، إحدى مخرجتي "بعيونهن" تحدثت عن تجربتها وزميلتها في هذا الفيلم وهو العمل الأول لهما، بعد حصولهن على دورة تدريبية متخصصة في الإخراج من مركز شؤون المرأة بغزة. وعبرت عن سعادتها بالاستماع إلى الآراء والملاحظات على العمل، شاكرة ملتقى الفيلم على إتاحة هذه الفرصة وهي الأولى من نوعها رغم أن الفيلم عرض ثلاث مرات ونال إعجاب الحاضرين. وأعلنت أنها الآن بصدد الإعداد لإخراج فيلم روائي قصير.
جدير بالذكر أن ملتقى الفيلم الفلسطيني دأب على تنظيم لقاءات منتظمة لعرض ومناقشة أعمال فنية وخاصة لمخرجين شبان من قطاع غزة الذين تركز أعمالهم على آثار وتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة. ويتميز هذا الفيلم بأنه عمل نسائي بامتياز بدء من عنوانه ومروراً بموضوعه ومخرجتيه وبطلتيه (المتحدثتان الرئيسيتان في الفيلم) وتنفيذه والإشراف عليه وإنتاجه.