الأحد ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم
بطاقة حبّ إلى اللّغة العرباء
أعرّفُكُم إلى أغلى نسائي | وأحلاهُنَّ من بينِ النّساءِ | |
ولو ساءَلْتُمُ التّاريخَ عنها | لردَّ بلا ارتيابٍ أو مِرَاءِ | |
على الغبراءِ لم يُولدْ نظيرٌ | يضاهيها التباسًا بالسّماءِ | |
هي العرباءُ فيها اليومَ أمري | وخمري أو أصيرَ إلى اختفاءِ | |
لها حُلْمُ الفتى ما نام يومًا | إليها العلمُ يسعى للرَّواءِ | |
وعنها ليسَ تغنيني كنوزٌ | قصورُ الأرضِ أضرحةُ الثّراءِ | |
ومنها وشمُ رائحتي وريحي | وناري من أقاصيها ومائي | |
يدانيني إليها ماءُ روحي | دَمًا مهما استبدَّ بنا التّنائي | |
مَدًى وعُلُوَّ كَعْبٍ ليس يحلو | على خَلخالِها مثلُ البكاءِ | |
تراودُني وإغواءً تغنِّي | على ليلِي وتُغْرِقُ في الغناءِ | |
فتسكرُني براحٍ من رحيقٍ | وتطربُني، أصيرُ إلى انتشاءِ | |
على جمرٍ تقلّبُني وشوقًا | إليها القلبُ يرقى وانتمائي | |
مساءُ الخيرِ يا أنقى نسائي | وأبقاهُنَّ من بينِ النّساءِ | |
إليكِ الحُلْمُ يرتحلُ ارتجالا | يراكِ مَحَجَّةً والحُلْمُ راءِ | |
وعيني ليسَ تشغِلُها عيونٌ | سوى عينَيْكِ يا أَلِفِي وَبَائِي | |
(وباءٌ) عَنْكِ قالوا واستقالوا | (وباءٌ أنتِ) ما أحلى وبائي | |
أحبُّكِ يا سماءً دونَ سقفٍ | وفي صيفي ومثلِيَ في شتائي | |
كمثلِ الشّمسِ ظلِّي شاغِليني | عَنِ الدّنيا بأسبابِ البقاءِ | |
وفي محرابِ عينيكِ انبهارًا | أدندنُ دونَما وعيٍ دعائي | |
وأركعُ يا نبيّةُ عندَ ضادٍ | أرتِّلُ في الصّباحِ وفي المساءِ | |
عليكِ الرّوحُ ما انفكَّتْ تصلِّي | إِليكِ المنتهى فيكِ ابتدائي | |
ولم يعشقْ سواكِ القلبُ يومًا | إلى شفتَيْكِ يشعلُني اشتهائي | |
فظَلِّي بلسمًا للرّوحِ دومًا | دواءً ما اشتهى إِلاَّهُ دائي | |
ودائي حبُّ عربائي لأحيا | أموتُ إذا انتقلْتُ إلى شِفاءِ | |
مساءُ الخيرِ يا أعلى نسائي | وأجلاهُنَّ من بينِ النّساءِ | |
ألا هُبِّي بنحوِكِ واعرِبينا | ولا تُبقي مُضافًا في الفضاءِ | |
ونعتًا تحتَ نعلٍ عاشَ عمرًا | يعيدُ ولا يجيدُ كَبَبَّغاءِ | |
تعالَيْ مثلَ ريحٍ واسكُنيني | قشورُ الدّربِ قد أمسَتْ ردائي | |
هنا ليلٌ طويلٌ لا يُولِّي | بنبعِ النّارِ عودي يا رجائي | |
نهاري صارَ ليلاً مدلهمًّا | وصبحي لستُ أعرفُ مِن مسائي | |
ومبتدأُ الحكايةِ صارَ يُرْوَى | حكاياتٍ ويُستثنى ثنائي | |
جهينةُ ليسَ تلوي في يدَيْها | على خبرٍ يقينٍ لا يُرائي | |
يراودُ أو يراوغُ أو يسوِّي | يداهنُ أو يهادنُ في الهواءِ | |
فهذا لا يرى في الأرضِ وجهًا | سوى وجهٍ ترقرقَ فوقَ ماءِ | |
وهذي تحسَبُ الإنشاءَ شعرًا | بلا شينٍ بلا عينٍ وراءِ | |
وذاكَ يطاوِلُ الأطوادَ غِرًّا | وتلكُمُ لم تُربَّ على الحياءِ | |
مساءُ الخيرِ يا أغلى نسائي | وأحلاهُنَّ من بينِ النّساءِ | |
تعالَيْ يا جميلةُ أسعفيني | ومدِّي الخيطَ من حاءٍ لباءِ | |
لعصفورٍ بهِ ضاقَتْ ديارٌ | وليسَ سوى سمائِكِ يا سمائي | |
وعبدُكِ ها أنا والحبُّ ديني | كَمُحْيِ الدّينِ أخلصُ في وفائي | |
إِمامي الحبرُ قِبْلَتُهُ ارتحالٌ | إلى حيثُ الأمامُ بلا وراءِ | |
ورائي ألفُ ميلٍ من أمامٍ | أمامي صارَ مِن زمنٍ ورائي | |
ختامًا يا أحبّةُ لا تخافوا | سيفضحُ ما بجعبتِهِ إنائي | |
أقولُ لمن هنا وهناكَ طبعًا | دمي عافَ النّفاقَ وها ندائي | |
هباءً لم يخطَّ الحبرُ سطرًا | وأقسمُ لن أتوبَ عنِ البهاءِ | |
ومجرمَ حِبْرِيَ المجنونِ أبقى | ويعلنُ باسمِ عربائي فدائي | |
إلى حربٍ ضروسٍ جئتُ أدعو | عليَّ بكلِّ أنواعِ البَلاءِ | |
على الغبراءِ لستُ أخافُ حَيًّا | ولا أخشى أبالسةَ السّماءِ |