كان اللوزُ يتبرعمُ في بوحها للنزيف
و آخر ما يذكره الشتاء عن حبيبتي
معطفها الملائكي
ودمع احتراقي في خريف..
وكلمات تبني فيها الطيور أعشاشها
فتغني الذاكرة و تتنهّد الحروف
و آخر ما أذكره قطرات انتباه
سالتْ على السجادة الحمراء
فانحنيتُ ..أجمعها..بزفرة الملهوف
فتجمّعت..أسرابُ أسئلة
شقّتْ فضاء كفي..
شنقتْ صمتي..
فناديتُ عليها بدمي
لم تقلْ شيئا لناري
غطّتْ وجهها بانفجاري..
هرّبتْ وعيها عبر نافذة التنائي
فنزلتُ خلفه
لم أعثر سوى على أبخرة ٍ
تصاعدتْ في أفق الجنون
على هيئة نمنمات و قطوف
فانكشفتْ للعواصف أفئدتي..
لم تستجبْ للشمس حياتي!!
نزعتْ عن عروقي أقمارها
شربتِ الأسرارَ في قارورة
خدعتْ أشجاري..فرَّقتْ جذوري
قرّبتُ فوهةَ الحزنِ من شفتي
ودخلتُ في التجربة وحدي
لا حبيبة بين أضلاعي
لا طرقات تحنو على خطاي
لا اسم لي في دفتر الأيام
لكني قرأتُ غضبتي
حين فاجئني التيهُ في بيتي
لم يطلب إذنا بالدخول
صنع قهوةً لصرخاتي..
و قدمها لذكرى اللوز و الضيوف.