المزعجون
انظر حولك
ما يجرى الآنَ مجردُ تصغيرٍ
لحياةٍ كبرى
وأنا أبتعد الآن بقدر الإمكانِ عن الناس،
عن الإزعاج
* * *
أفلا تتحدثُ؟
قل شيئاً!
يا هذا النابذ نفسك عن كل الموجوداتْ
* * *
لا تفهمُنى!
لكنى أحيا دنياىَ
حياتى تصلح لى وحدى
حتى الآنَ أراها طبيعيةْ
حتى أنتَ..
فلستَ محقاً فى رأيك أيضاً
شئٌ داخلك الآنَ يقولُ:
محقٌ!!
لكنك تسمع دوماً لنداءاتٍ
ليست موجودةْ..
إلا فى عقلك وحدك
* * *
لِمَ تقسو وتزيدُ من اللومِ على نفسكَ
كل نداءاتِ العقلِ
– وعقلُكَ أيضاً -
متبلورةٌ من آراءٍ ليست لك
مَنْ حولَكَ كوَّنها..
أفكارٌ جاءت منهم،
نحوَكَ..
مستودعُها أنتَ..
تجاربُهم تلعبُ دوراً فيكَ،
تسيطرُ كلَّ السيطرةِ الآنَ عليكَ
الآنَ،
الآنَ.. نعم!
* * *
أشياءُ بعقلِكَ لا تملكُها
وتؤثرُ فيك!!
لا شئَ غريبٌ فى دنيانا
دنيانا قامت لاستغرابٍ..
كلُّ المحسوسِ أمورٌ عاديةْ
هذا إن كنتَ تودُّ تراها ذلك!
عجلاتُ قطارٍ مرَّتْ
وتمرُّ الأخرى فى دقةِ ترتيبٍ
ورتابةْ
فقط انسَ بأنكَ تجرى فى هذى الدنيا
واقطع تذكرتَكْ
نَمْ كمُسنٍّ أزعجَهُ طولُ التفكيرِ بها:
أن يُشغلَ بالاً بالمحسوسِ، بمَنْ حولَهْ..
بل أدركَ بعدَ سنينَ بأنَّ ولا بدَّ وأَنْ يغفلَ عن ذلك
ما الطائلُ من ذلك؟!
قد مرَّ الوقتُ وصرتَ مُسنًّ مثلَهْ..
هيا اقطع تذكرتَك.
مقاطع من المسرحية الشعرية: "المزعجون" الصادرة عن (الهيئة العامة لقصور الثقافة – مصر 2002 م)