المحنة و ما يرادفها في القرآن الکريم
الدکتور محمدعلي طاهري نجاد (أستاذ مساعد بجامعة العلوم و المعارف القرآنية)
الدکتور مجتبی محمدي مزرعه شاهي (أستاذ مساعد بجامعة العلوم و المعارف القرآنية)
الملخص
تعتبر المحنة ثمرة المشاکل و الابتلاءات الّتي يشعر الإنسان بالفشل فيها. و هذه مسألة تزخر بها التعاليم الدينية و العلوم التجريبية ولاسيما علم النفس حيث إنّ التدبر فيها يمثّل دوراً هاماً في کيفية مواجهة الإنسان للمحن والرزايا واتخاذ الموقف المناسب لها. إذاً، من الضروري أن يتعرّف الإنسان علي المفردات التي تقترب من معني المحنة والتعب والکبد في النصوص الدينية وذلک لأن يحصلَ علي نتائج علمية أقرب إلي الواقعية. هذا ويستوعب القرآن الکريم باعتباره کلاما سماويا کَمّا ضخما من المفردات التي تتعلق بمسألة المحنة کما أنّه يشمل حلولا کثيرة للمواجهة لها والخلاص منها و ذلک يرجع إلي مهمّة القرآن الرئيسية وهي هداية الناس بشکل عام وأتباعه بشکل خاص.
فالمقالة هذه تناولت بدراسة تسعٍ وستين مفردةً تندرج في حقل المحنة معتمدة علي المنهج الوصفي –التحليلي ورکّزت في ذلک علي کتاب المفردات في غريب القرآن للراغب الإصفهاني. فعالجت تسعا وستين مفردة منها مرتبطة بموضوع المحنة من وجهة نظر العلامة و هذا العدد يخبر عن سعة هذاالموضوع، فهذه الدراسة تتعرض لمسائل ثلاثة وهي نطاق علم المفردات او ساحة علم المفردات ، تصنيف الألفاظ المرتبطة بموضوع المحنة في الکتاب المذکور علي أقسام تالية: مفردات عاطفية أي المفردات التي تتعلق بنطاق العاطفة و تنطوي علي معني المحنة، مفردات وُضِعت في الأصل للدلالة علي الرزايا ولکنها تتضمن معني المحنة في نفس الوقت، مفردات موضوعة للدلالة علي الآلام وتنطوي کذلک علي معني المحنة مفردات وضعت للدلالة علي الحزن وتصاحب معني المحنة أيضا، و أخيراً المفردات التي وُضعِت للدلالة علي معني السأم و الملل ومن الطبيعي أن الملل فيه بعض من المحنة و ...، أمّا الواحدة و العشرين منها کـ: البؤس، والجزع والرعب فدُرِست علي الترتيب الألفبائي ضمن الآيات القرآنية و آراء المفسرين و بقية المفردات - و هي يبلغ عددها ثمانيا و أربعين مفردة- کـ: الضنک، والعسـر، والعنت، والکبد لاتتجاوز دراستُها کتابَ المفردات للراغب.
الکلمات الرئيسة: الراغب الأصفهاني، مفردات القرآن، المحنة، مترادفاتها، دراسة تفسيرية
المدخل
مع بزوغ فجر الإسلام شهدت اللغة العربية تطورات ملحوظة في مجال الدلالة والمفردات. وتبعا لهذه التطورات ظهرت علوم متنوعة ومختلفة کعلم اللغة والنحو والبلاغة فنمت و ترعرعت هذه العلوم خلال مائة أو مائتين سنة إلا أنه مع مضـيّ حوالي ألف وثلاثمائة سنة لم تتغير وضعية العلوم ولم تزل تدرس علي أساس القواعد الماضية. ازدانت هذه المرحلة بأسماء نحويين ولغويين وأدباء لامعة الذين نالت آثارهم إعجابَ کلِّ من يدرس في اللغة العربية منهم: العلامة الراغب الأصفهاني (نويهض، 1409 ق، ج 1/158). إذاً کانت و لم تزل علة ظهور هذه العلوم تُعدّ مِن أهمّ المسائل الأساسية في اللغة العربية و آدابها و يتزايد الاهتمام في القرآن بالدلالة و المفردات والأساليب و الصور الأدبية باستمرار في کثير من البلدان الإسلامية و الأروبية حيث هذه الدراسات و الاهتمامات أصبحت عاملا رئيسا في ميلاد علم اللغة و النحو العلوم المرتبطة بمحسّنات الکلام.
إنّ الدراسات والتأملات التاريخية تشير إلي أنّ أول المباحث اللغوية لها إرهاصاً في مفردات القرآن إذاً ضرورةُ فهم القرآن و مفرداته أصبحت عاملا محورياً لحدوث هذا العلم (علم اللغة) إذ إنّ جامعية القرآن و اتساع أفقه و شمولية مباحثه تسبب معرفة الإنسانِ نفسَه و إنماء شخصيته و بلوغه معارجَ سامية و کماله حتّي يجلِب السعادة في الدنيا و الآخرة: ﴿وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (نحل/89). کما قال الرسول(ص): «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» وقال(ص) في موضع آخر: «أعرفكم بنفسه أعرفكم بربّه». مُضافا إلي هذا، لو عرف الإنسان ذاته يستطيع أن يغلِب علي هوي نفسه و يبتعد عن الميل و الانحراف.
بناءً علي هذا، فالمقالة هذه تسعي دراسة المفردات للراغب الأصفهاني لتطلع علي مباني و قوائم معرفته للمفردات القرآنية.؛ أمّا أهمّ المباني فهي: 1. خصائص مصاديق الألفاظ القرآنية لاتنحصر في ما وُضعَ له بعبارة أخري إنّ لفظاً واحداً يشمل مصاديق متعددة. 2. اُستُعملت الألفاظ القرآنية المستخدمة في الآيات التي تتعلق بموضوع صفات الله و العالم الآخر في المصاديق المجردة غير المادية فلاتعني المفاهيم الشائعة والمتعارفة التي تخطر علي بال المفسّر. 3. يرتکز الفهم الصحيح لألفاظ القرآن علي استعمالات شائعة في عصر النزول کما يتبنّي علي الاجتناب عن المعاني الوضعية. 4. إنّ أکثر ألفاظ الدخيل اکتست بمعانٍ جديدةٍ في اللغة العربية فلاتُعرف معانيها إلاّ بملاحظة السياق التي استعملت فيها. علي سبيل المثال يمکن استخراج الألفاظ التي تتعلق بموضوع المحنة – وهو يعدّ في الأيام الراهنة إحدي المباحث الرائجة في المکاتب المادية کـعلم النفس التي تزعم أنّها تفوق علي العلوم المختلفة- من المفردات للراغب.
والمسألة التي يغفل عنها العلماء الماديين الغربيين هي أنّ هولاء يعتقدون أن المحنة هو ثمرة السلوک الإنساني فحسب(فروم، 1977م، ص 11) کما يرون أنّ عدم الشعور باللذة، وفقد الشهية، والأرق، والاختلا والتشويش في النوم، والشعور بالإرهاق والسبات والتعب والاحتقار وعدم الثقة بالنفس والرغبة في الخطيئة، وعدم اليقظة، والرغبة في الموت و الانتحار کلها علامة من علائم الاکتئاب والانهيار النفسي وترجع جذورها إلي السلوک الإنساني(گيلبرت ، 1386ش،ص 48).
لما کان العلامة الراغب الأصفهاني اغترف من القرآن الکريم فإنّه يتعمّق في دراسة ألفاظه ويتعرّض لدراستها بمشربه التفسيري الذي ينهض علي القرآن الکريم. يميز أسلوب العلامة التفسيري في المفردات بأنه يهتم بتجذير الکلمات ويذکر معناها الأصلي ثمّ يأتي بمشتقات الکلمات وأخيراً يعکف علي المعاني المجازية وعلاقاتها. کما أنّه يستشهد بالقرآن والأحاديث وأشعار العرب وأقوالهم کذلک يستدلّ بأقوال الصحابة والتابعين والحکماء ويستفيد من تفسير القرآن بالقرآن.
و قد أفاد أکثر العلماء من جهود العلامة في المفردات نحو: الفيروزآبادي في «بصائر ذوى التمييز»، وسمين الحلبى في «عمدة الحفاظ فى أشرف الألفاظ»، والزرکشى في «البرهان»، والسيوطى في «المزهر» و«الإتقان» و«معترک الأقرآن»، والفخر الرازى في تفسيره، والبغدادي في«خزانة الادب»، والزبيدي في«تاج العروس»، و ابن الحجر في «فتح البارى»، والآلوسي في«روح المعاني» وابن القيم في«بدائع الفوائد»، والبروسوي في«تفسير روح البيان» و الزمخشري في«أساس البلاغة» وهذا يدلّ علي ملکة الخبرة له باللغة (الصَّفديّ، 2000م،ج۱۳/۲۹). هذا و من جانب آخر استأثرت دراسات القدامي و آثارهم بعناية العلامة الراغب من أهمها: «المجمل في اللغة (ابن فارس)، والشامل في اللغة (ابو منصور الجبان)، وتهذيب الالفاظ(ابن السکيت)، ومعاني القرآن (الفرّاء)، والمسائل الحلبيات(ابوعلي الفارسي)، ومعاني القرآن (الزجاج)، والعين (خليل بن احمد)، وتفسير ابو مسلم الأصفهاني، وتفسير غريب القرآن (ابن قتيبة)، کتاب سيبويه، معاني القرآن (الأخفش)، مجازالقرآن (ابوعبيدة)، الحجة للقراءات السبعة (الفارسي)، غريب الحديث (ابن قتيبة)، غريب الحديث (ابو عبيدة)، الغريب المصنف (ابو عبيد).
ينصبّ اهتمام الراغب في مجال التفسير علي أقوال الإمام علي بن أبيطالب(ع)، والإمام الصادق(ع)، وابن العباس، وابن مسعود، عمر بن الخطاب، والمجاهد، والقتادة، والحسن البصري کما يعکف علي أقوال اللغويين مثل: المبرد، الکسائي، سيبويه، ويونس، وأبوزيد، والتوزي، والأصمعي، وابن العربي. کذلک يروي آراء القراء المشهورين کـ: حمزة، ويعقوب والنقاش وفي الکلام يستفيد من أقوال المتکلمين نحو: الجبائي، وأبوالقاسم البلخي، وأبوبکر العلاف. ويشدّ بالانتباه أنّ العلامة يحظر الدخولَ في علوم القرآن علي الذين لم يحذقوا علمَ المفردات و يشير إلي ذلک في باب «ما في القرآن من تغيير الکتابة»: قائلاً«کان القوم الذين کتبوا المصحف لم يکونوا قد حذقوا الکتابه فلذلک وضعت أحرف على غير ما يجب أن تکون عليه»(راغب اصفهاني،1420ق،ج۴/۴۳۴).
1. ساحة علم المفردات
يستشفّ مما سبق في تعريف علم المفردات أنّ هذا العلم يتسع أفقه و يترامي أطرافه فيشمل مسائل عديدة کـ: غريب القرآن، ومعني القرآن، ومعرب القرآن، و ألفاظ القرآن، والاشتقاق، ومجاز القرآن، والوجوه والنظائر.
کلمة «العناء» في اللغة العربية تعني: رنج في الفارسية (فيروزآبادي،1429ق،ج2/139 ) مَعْنَى كل شيء: محنته و حاله الذي يصير إليه أمره. و العَناء: التَّعْنِيَة (فيروزآبادي،1429ق،ج2/139) و الباحث يري أنّه لاتعبر أية مفردة عن معني «رنج» في القرآن إلاّ و هي کلمة «کبد»[بلد/4]. (الراغب الأصفهاني،1416ق،ص695 ). الإنسان يمرّ في دورة حياته بمراحل كلّها مشوبة بالألم و مقرونة بالعناء. منذ أن يستقرّ نطفة في رحم امه حتى ولادته، ثمّ بعد ولادته في مراحل طفولته و شبابه و شيخوخته يعاني من ألوان و المشاق و الآلام، هذه طبيعة الحياة، و من توقّع منها غير ذلك خيّبت ظنّه.
إن محنة الإنسان ثمرة المشاقّ والمشاکل فتبدأ منذ أن وعى وجوده وأدرك ماهيته حتي نهاية الحياة؛ أما القرآن فينطوي علي مفردات کثيرة في هذا المجال نحو: المحنة، المشقة، الکلفة، التعب والعناء. (حقي بروسوي،بي تا،ج10/ص434) إذاً تکون المحنة حقيقة لا مفرّ منها. (ابن عطية الأندلسي،1422 ق،ج5/ص484) «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ في كَبَد» (بلد/4)
«الکبد» معناه: المشقة والشدّة والجمع «أکباد»(الفراهيدي،1425ق،الجزء الثالث/ 1549) و«کبدالأرض» معناه: باطن الأرض. إنّ «الکبد» بفتحتينِ هي عضو معروف ومؤنثة ويطلَق علي وسط الأرض و باطنها والمحنة و المشقة. الكبد من الأمعاء معروفة، و هي أنثى، و قال الفرّاء: تذكّر و تؤنّث، و كَبِدُ الأرضِ: باطنها، و كَبِدُ كلّ شيء: وسطه. و كَبِدُ السماء: ما يستقبلك من وسطها و الْكَبَدُ: المشقّة، من الْمُكَابَدَةُ للشيء، و هي تحمّل المشاقّ في فعلٍ. (الفيومي،1405ق، الجزء الثاني/ 523) . وجه إطلاق الکبد علي المحنة والمشقّة يرجع إلي شدة الأمر وصعوبته. «و الكبد في اللّغة شدّة الأمر و منه تكبّد اللبن إذا غلظ و اشتدّ و منه الكبد لأنّه دم يغلظ و يشتدّ و تكبّد الدم إذا صار كالكبد»( . فِي كَبَدٍ أي في شدة وعناء من مكابدة الدنيا. وأصل الكبد الشدة. و- منه تكبد اللبن: غلظ و- خثر و- اشتد. و- منه الكبد، لأنه دم تغلظ واشتد(القرطبي، 1364،ج20/ص62)يعني المشقة والشدة استخدام هذه الكلمة لذلك "الأرض الكبد" هو المعنى الباطني والكلمة"الكبد" مع اثنين من فتحين والكبد والجسد الأنثوي وإلى قلب الأرض والمعاناة ويشير أيضا تشير "الكبد" يعني المعاناة، بسبب صعوبة وشدة من ذلك الكبد و هي المشقّة.
2. تصنيف الألفاظ القرآنية المرتبطة بالمحنة في المفردات للراغب
2-1- الكلمات التي تدّل علي الإثارة والقلق ويسبب الحزن و هي:
رِجْز : الاضطراب. ص341
رَجْف : الاضطراب الشديد. ص344
زَلَّ : استرسال الرّجل من غير قصد. ص381
فَوْر : الفور : شِدَّةُ الغَلَيَانِ، و يقال ذلك في النار نفسها إذا هاجت، و في القدر، و في الغضب. ص647
ميد : اضطرابُ الشيء العظيم كاضطراب الأرض. ص782
مُذَبْذَبينَ : الذَّبْذَبَةُ: حكاية صوت الحركة للشيء المعلّق، ثم استعير لكلّ اضطراب و حركة، قال تعالى: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ [النساء/ 143]، أي: مضطربين مائلين تارة إلى المؤمنين، و تارة إلى الكافرين. ص325
نَفَر : الانْزِعَاجُ عن الشيءِ و إلى الشيء، كالفَزَعِ إلى الشيء و عن الشيء.ص817
2-2. الألفاظ التي تتضمن الألم والمحنة و هي:
شكا : إظهار البث. ص463
غَمَّ : الْغَمُ: ستر الشيء، ...و غُمَّةٌ. أي: كرب و كربة. ص613
الْقُنُوطُ: اليأس من الخير. ص685
اللُّغُوبُ: التّعب و النصب. ص742
2-3. الألفاظ التي تتبعها المشقة و المحنة و هي:
الْبُؤْسُ و الْبَأْسُ و الْبَأْسَاءُ: الشدة و المكروه، إلا أنّ البؤس في الفقر و الحرب أكثر، و البأس و البأساء في النكاية.ص153
الْبَخْعُ: قتل النفس غمّا.ص110
الْإِبْلَاسُ: الحزن المعترض من شدة البأس، يقال: أَبْلَسَ، و منه اشتق إِبْلِيسُ فيما قيل. ص143
الْغَيْظُ: أشدّ غضب، و هو الحرارة التي يجدها الإنسان من فوران دم قلبه. ص619
الحرج: أصل الْحَرَجُ و الْحَرَاجُ مجتمع الشيئين، و تصوّر منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيّق: حَرَجٌ، و للإثم حَرَجٌ. ص226
سَغَب : و هو الجوع مع التّعب.ص412
الشَّقُ: الخرم الواقع في الشيء، الْمَشَقَّةُ و الانكسار الذي يلحق النّفس و البدن. ص459
الشَّقَاوَةُ: خلاف السّعادة، ... و كلّ شَقَاوَةٍ تعب، و ليس كلّ تعب شقاوة، فالتّعب أعمّ من الشّقاوة. ص460
ضَنْك : أي: ضيّقا. ص512
الضِّيقُ: ضدّ السّعة،و الضَّيْقَةُ يستعمل في الفقر و البخل و الغمّ و نحو ذلك. ص513
الضُّرُّ: سوءُ الحال، إمّا في نفسه لقلّة العلم و الفضل و العفّة، و إمّا في بدنه لعدم جارحة و نقص، و إمّا في حالة ظاهرة من قلّة مال و جاه.ص503
الْعُسْرُ: نقيض اليسر و الْعُسْرَةُ: تَعَسُّرُ وجودِ المالِ. ص566
عَصيب : الْعَصَبُ: أطنابُ المفاصلِ، و لحمٌ عَصِبٌ:كثيرُ العَصَبِ، و الْمَعْصُوبُ: المشدودُ بالعَصَبِ المنزوع من الحيوان، ثمّ يقال لكلّ شدّ: عَصْبٌ، نحو قولهم: لَأُعَصِّبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلِمَةِ، و فلانٌ شديدُ الْعَصْبِ، و مَعْصُوبُ الخَلْقِ. أي: مُدْمَجُ الخِلْقَةِ. ص568
عَيي: الْإِعْيَاءُ: عجز يلحق البدن من المشي، و الْعِيُ. عجز يلحق من تولّي الأمر و الكلام.ص600
غلظ: الغلظة. الْغِلْظَةُ ضدّ الرّقّة،و أصله أن يستعمل في الأجسام لكن قد يستعار للمعاني كالكبير و الكثير. ص612
الْغَمْرِ: أصل الْغَمْرِ: إزالة أثر الشيء و رجل غَمْرٌ، و جمعه: أَغْمَارٌ.ص614
قَسْوَه : غلظ القلب، و أصله من: حجر قَاسٍ. ص671
كُره : الْكَرْهُ: المشقّة التي تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بِإِكْرَاهٍ، و الْكُرْه. ص707
كَدْح : الْكَدْحُ: السّعي و العناء. ص704
الْكَلَفُ: الإيلاع بالشيء. يقال: كَلِفَ فلان بكذا، و أَكْلَفْتُهُ به: جعلته كَلِفاً، و الْكَلَفُ في الوجه سمّي لتصوّر كُلْفَةٍ به، و تَكَلُّفُ الشيءِ: ما يفعله الإنسان بإظهار كَلَفٍ مع مشقّة تناله في تعاطيه.ص721
النَكَدُ: كُلُّ شيءٍ خَرَجَ إلى طالبِهِ بتعسُّر، يقال: رَجُلٌ نَكَدٌ و نَكِدٌ. ص82
2-4. الألفاظ التي تتبعها الخوف والخشية و کذلک الحزن و هي:
الرُّعْبُ: الانقطاع من امتلاء الخوف. ص365
الرَّوْعُ: إصابة الرُّوع، و استعمل فيما ألقي فيه من الفزع .ص373
الرَّهْبَةُ و الرُّهْبُ: مخافة مع تحرّز و اضطراب. ص363
الشَّفَقُ: اختلاط ضوء النّهار بسواد اللّيل عند غروب الشمس. ص 459
الْفَزَعُ: انقباض و نفار يعتري الإنسان من الشيء المخيف، و هو من جنس الجزع.ص 635
الْفَشَلُ: ضعف مع جبن.ص637
2-5. الألفاظ التي تقترن بالضجر واللوم فتنتج المحنةَ و هي:
السَّآمَةُ: الملالة ممّا يكثر لبثه، فعلا كان أو انفعالا. ص438
السُّوءُ: كلّ ما يغمّ الإنسان من الأمور الدّنيويّة، و الأخروية. ص441
الْعُبُوسُ: قُطُوبُ الوجهِ من ضيق الصّدر.ص544
الْبَسْرُ: الاستعجال بالشيء قبل أوانه، نحو: بَسَرَ الرجل الحاجة: طلبها في غير أوانها. ص122
3. دراسة تفسيرية بعض الألفاظ المرتبطة بموضوع المحنة التي تتضمنها الآيات في کتاب المفردات و المفسرين
3-1- اذي
دلالة کلمة «الأذي»
کلمة «الأذي» ومشتقاتها استعملت في القرآن أربع و عشرين مرّةً. الأذي يدلّ علي أيّ ضررٍ يکره طبع الإنسان ويقول البعض: «ما يصل إلى الحيوان من الضرر إمّا في نفسه أو جسمه أو تبعاته دنيوياً كان أو أخروياً ، فسمّى ذلك أذىً باعتبار الشرع و باعتبار الطب على حسب ما يذكره أصحاب هذه الصناعة» (راغب اصفهانى،1412 ق،ص71).
– استعمال «الأذي» في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى[البقرة/ 264]، قوله تعالى: فَآذُوهُما[النساء/ 16] إشارة إلى الضرب، و نحو ذلك في سورة التوبة: وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ: هُوَ أُذُنٌ [التوبة/ 61]، وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ [التوبة/ 61]، و لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى [الأحزاب/ 69]، وَ أُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا [الأنعام/ 34]، و قال: لِمَ تُؤْذُونَنِي [الصف/ 5]، و قوله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ:هُوَ أَذىً [البقرة/ 222]، فسمّى ذلك أذىً باعتبار الشرع و باعتبار الطب على حسب ما يذكره أصحاب هذه الصناعة ( راغب اصفهانى،1412 ق،ص71). «قُلْ هُوَ أَذىً أي الحيض شيء مستقذر مؤذ من يقربه نفرة منه» (بيضاوى، 1418 ق،ج1/139). الحقيقة أنّ هذه العبارة تبيّن علّة اجتناب الجماع في أيّام الحيض، فهو إضافة إلى ما فيه من اشمئزاز، ينطوي على أذى و ضرر ثبت لدى الطبّ الحديث، و من ذلك احتمال تسبيب عقم الرجل و المرأة، و إيجاد محيط مناسب لتكاثر جراثيم الأمراض الجنسية مثل السفلس و التهابات الأعضاء التناسلية للرجل و المرأة، و دخول مواد الحيض المليئة بمكروبات الجسم في عضو الرجل، و غير ذلك من الأضرار المذكورة في كتب الطب، لذلك ينصح الأطباء باجتناب الجماع في هذه الحالة.
3-2- اَلَم
دلالة کلمة «الألم»
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها أربع و سبعين مرةً في القران الکريم
«الْأَلَمُ الوجع الشديد، يقال: أَلَمَ يَأْلَمُ أَلَماً فهو آلِمٌ. قال تعالى: فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ [النساء/ 104]، و قد آلَمْتُ فلانا، و عذاب أَلِيمٌ، أي: مؤلم. و قوله: أَ لَمْ يَأْتِكُمْ* [الأنعام/ 130] فهو ألف الاستفهام، و قد دخل على «لم»» (الراغب الأصفهاني،1412 ق،ص82).
– استعمال «الألم» في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ[النساء/ 104]، و قد آلَمْتُ فلانا، و عذاب أَلِيمٌ، أي: مؤلم (راغب اصفهانى،1412 ق،ص82).
الوهن الضعف، و الابتغاء الطلب، و الألم مقابل اللذة،المعنى أن حصول الألم قدر مشترك بينكم و بينهم، فلما لم يصر خوف الألم مانعا لهم عن قتالكم فكيف صار مانعا لكم عن قتالهم، ثم زاد في تقرير الحجة و بين أن المؤمنين أولى بالمصابرة على القتال من المشركين، لأن المؤمنين مقرون بالثواب و العقاب (فخر رازى،1420 ق،ج11/210)، فإن المشركين ييجعون مما ينالهم منكم من الجراح و الأذى، مثل ما تيجعون أنتم من جراحهم و أذاهم فيها ( طبرى ،1412 ق، ج5/168).
3-3- بؤس
دلالة کلمة « البؤس »
– استعملت هذه المفردة و مشتقاتها اثنين وسبعين مرةً في القرآن الکريم
الْبُؤْسُ و الْبَأْسُ و الْبَأْسَاءُ: الشدة و المكروه، إلا أنّ البؤس في الفقر و الحرب أكثر، و البأس و البأساء في النكاية، نحو: وَ اللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلًا [النساء/ 84]، و فِي الْخَبَرِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَانَ يَكْرَهُ الْبُؤْسَ وَ التَّبَاؤُسَ وَ التَّبَؤُّسَ». أي: الضراعة للفقر، أو أن يجعل نفسه ذليلا، و يتكلف ذلك جميعا. و «بِئْسَ» كلمة تستعمل في جميع المذام، كما أنّ نِعْمَ تستعمل في جميع الممادح، و يرفعان ما فيه الألف و اللام، أو مضافا إلى ما فيه الألف و اللام، نحو: بئس الرجل زيد، و بئس غلام الرجل زيد. و أصل: بئس: بَئِسَ، و هو من البؤس(راغب اصفهانى،1412 ق،صص153-154).
استعمال «البؤس» في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
وَ اللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلًا[النساء/ 84]، فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ[الأنعام/ 42]، وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ[البقرة/ 177]، و قال تعالى:بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ[الحشر/ 14]، و قد بَؤُسَ يَبْؤُسُ، و بِعَذابٍ بَئِيسٍ[الأعراف/ 165]، فعيل من البأس أو من البؤس، فَلا تَبْتَئِسْ [هود/ 36]، أي: لا تلزم البؤس و لا تحزن، وفِي الْخَبَرِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَانَ يَكْرَهُ الْبُؤْسَ وَ التَّبَاؤُسَ وَ التَّبَؤُّسَ»أي: الضراعة للفقر، أو أن يجعل نفسه ذليلا، و يتكلف ذلك جميعا (راغب اصفهانى،1412 ق،صص153-154). فَلا تَبْتَئِسْ[هود/ 36] و لا تحزن و هو منفعل من البؤس( ثعلبى نيشابورى،1422 ق،ج5/166)، أي بعد مبالغته في بذل الوسع في النصح مع عدم نفعه إياهم أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ أي لا تحزن بِما كانُوا يَفْعَلُونَ أي من التكذيب و الإيذاء فقد انتهى أمرهم، حان وقت الانتقام منهم.و قيل: المعنى لا تبتئس، أي لإهلاكهم شفقة عليهم، لأنهم إنما يهلكون بما كانوا يفعلون من معاندتهم معك، فليسوا محلا لشفقتك و لا لرحمتنا (قاسمى ،1418 ق ج6/ 92).
3-4- بَلَس
دلالة کلمة « بَلَس »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها ست عشرة مرةً في القرآن الکريم
هذه الكلمة في القرآن هي مرات مشتقاته ، الْإِبْلَاسُ: الحزن المعترض من شدة البأس ( راغب اصفهانى،1412 ق،ص 143 ).
– استعمال «بَلَس » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
و منه اشتق إِبْلِيسُ فيما قيل. قال عزّ و جلّ: وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ[الروم/ 12]، و قال تعالى:أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ [الأنعام/ 44]، و قال تعالى: وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ [الروم/ 49].و لمّا كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت و ينسى ما يعنيه قيل: أَبْلَسَ فلان: إذا سكت و إذا انقطعت حجّته، و أَبْلَسَتِ الناقة فهي مِبْلَاسٌ: إذا لم ترع من شدة الضبعة. و أمّا الْبَلَاسُ: للمسح، ففارسيّ معرّب،( راغب اصفهانى،1412 ق،ص 143 ).فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ من البأساء والضراء: أى تركوا الاتعاظ به ولم ينفع فيهم ولم يزجرهم فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ من الصحة والسعة وصنوف النعمة، ليزاوج عليهم بين نوبتي الضراء والسراء، كما يفعل الأب المشفق بولده يخاشنه تارة ويلاطفه أخرى، طلباً لصلاحه حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا من الخير والنعم، لم يزيدوا على الفرح والبطر، من غير انتداب لشكر ولا تصدّ لتوبة واعتذار أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ واجمون متحسرون آيسون (زمخشري،1407ق، ج2، ص23).فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (إذا) فجائية. و هي ظرف مكان عند سيبويه، و حرف عند نحاة الكوفة. و المبلسون اليائسون من الخير المتحيّرون، و هو من الإبلاس، و هو الوجوم و السكوت عند طلب العفو يأسا من الاستجابة (التحرير و التنوير،بي تا، ج6، ص 102). قال: مكر بالقوم و رب الكعبة، أعطوا حاجتهم ثم أخذوا، رواه ابن أبي حاتم، و قال قتادة: بغت القوم أمر اللّه، و ما أخذ اللّه قوما قط، إلا عند سكرتهم و غرتهم و نعمتهم، فلا تغتروا باللّه، فإنه لا يغتر باللّه إلا القوم الفاسقون، رواه ابن أبي حاتم أيضا (ابن كثير،1419 ق، ج3/ 229).
3-5- جَزَع
دلالة کلمة « جَزَع »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها مرتين في القرآن الکريم
الْجَزَعُ: أبلغ من الحزن، فإنّ الحزن عام و الجزع هو: حزن يصرف الإنسان عمّا هو بصدده، و يقطعه عنه، و أصل الْجَزَعِ:قطع الحبل من نصفه ، يقال: جَزَعْتُهُ فَانْجَزَعَ، و لتصوّر الانقطاع منه قيل: جِزْعُ الوادي، لمنقطعه، و لانقطاع اللون بتغيّره قيل للخرز المتلوّن جَزْعٌ، و منه استعير قولهم: لحم مُجَزَّعٌ، إذا كان ذا لونين. و قيل للبسرة إذا بلغ الإرطاب نصفها: مُجَزَّعَةٌ. و الْجَازِعُ: خشبة تجعل في وسط البيت فتلقى عليها رؤوس الخشب من الجانبين، و كأنما سمي بذلك إمّا لتصور الجزعة لما حمل من العبء، و إمّا لقطعه بطوله وسط البيت (راغب اصفهانى،1412 ق،ص195).
– استعمال «جَزَع » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: سَواءٌ عَلَيْنا أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا [إبراهيم/ 21] (راغب اصفهانى،1412 ق،ص195)، الجزع ،حزن يصرف عما يراد فهو حزن شديد(آلوسى،1415 ق،ج7/196)، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(معارج/20) إنّ الجزع و عدم احتمال عامل أساسٍ ولامرئي يدفع الإنسان إلي الهلاک و الضعف والشيخوخة ويسبب العذاب و المحنة للإنسان. قال علي (ع): «وَ الْجَزَعُ مِنْ اَعْوانِ الزَّمانِ ....» وقال في مکان آخر: «مَنْ جَزَعَ فَنَفْسَهُ عَذَّبَ وَ اَمَرَ اللهِ سُبْحانَهُ وَ ثَوابَهُ باع» العبادة لله تعالي من أفضل الحلول و أحسن الطرق لتصريف الجزع. إنّ الله سبحانه يقول إنّ المصلين لايصيبهم الجزعُ. الجزع يعذب الإنسان کما أنّه يحرمه عن الثواب. و الهلع جزع و اضطراب يعتري الإنسان عند المخاوف و عند المطامع و نحوه قوله عليه السلام:شر ما في الإنسان شح هالع (ابن عطيه اندلسى،1422 ق،ج5/368).
3-6-حَرَج
دلالة کلمة « حَرَج »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها اثنتي عشرة مرة في القرآن الکريم
أصل الْحَرَجُ و الْحَرَاجُ مجتمع الشيئين، و تصوّر منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيّق: حَرَجٌ، و للإثم حَرَجٌ (راغب اصفهانى،1412 ق،ص227).
– استعمال «حَرَج » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً [النساء/ 65]، و قال عزّ و جلّ: وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج/ 78]، و قد حَرِجَ صدره، قال تعالى: يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً[الأنعام/ 125]، و قرئ حَرِجاً ، أي: ضيّقا بكفره، لأنّ الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، و قيل: ضيّق بالإسلام كما قال تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة/ 7]، و قوله تعالى: فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ [الأعراف/ 2]، قيل: هو نهي، و قيل: هو دعاء، و قيل: هو حكم منه، نحو: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح/ 1]، و الْمُتَحَرِّجُ و الْمُتَحَوِّبُ: المتجنّب من الحرج و الحوب. (راغب اصفهانى،1412 ق،ص227).
«الحرج» أصله: تجمّع الشيء و التضييق والضغط علي الشيء الملتفّ و «الحَرِج» معناه: الشدة و المشقة. الْجَرْحُ: أثر دام في الجلد، يقال: جَرَحَهُ جَرْحاً، فهو جَرِيحٌ و مَجْرُوحٌ. قال تعالى: وَ الْجُرُوحَ قِصاصٌ[المائدة/ 45]، و سمي القدح في الشاهد جَرْحاً تشبيها به، و تسمى الصائدة من الكلاب و الفهود و الطيور جَارِحَةً، و جمعها جَوَارِحُ، إمّا لأنها تجرح، و إمّا لأنها تكسب. قال عزّ و جلّ: وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ[المائدة/ 4]، و سميت الأعضاء الكاسبة جَوَارِحَ تشبيها بها لأحد هذين، و الِاجْتِرَاحُ: اكتساب الإثم، و أصله من الْجِرَاحَةِ، كما أنّ الاقتراف من: قرف القرحة ، قال تعالى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ [الجاثية/ 21]. فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ(انعام/125). و هذه هي حال المعاندين و فاقدي الإيمان، ففكرهم قاصر و روحهم ضيقة صغيرة، و لا يتنازلون في حياتهم عن شيء. قوله «كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ» فيه وجوه :أحدها، أن معناه كأنه قد كلف أن يصعد إلى السماء إذا دعي إلى الإسلام من ضيق صدره عنه أو كان قلبه يصعد في السماء نبوا عن الإسلام و الحكمة عن الزجاج، و ثانيها، أن معنى يصعد كأنه يتكلف مشقة في ارتقاء صعود و على هذا قيل عقبة عنوت و كؤود عن أبي علي الفارسي قال و لا يكون السماء في هذا القول المظلة للأرض و لكن كما قال سيبويه القيدود الطويل في غير سماء أي في غير ارتفاع صعدا و قريب منه ما روي عن سعيد بن جبير أن معناه كأنه لا يجد مسلكا إلا صعدا ،و ثالثها، أن معناه كأنما ينزع قلبه إلى السماء لشدة المشقة عليه في مفارقة مذهبه) طبرسى،1372 ش،ج4/561).
3-7- حُزن
دلالة کلمة « حُزن »
استعملت هذه الکلمة و مشتقاتها اثنتين وأربعين مرة في القرآن الکريم
الْحُزْنُ و الْحَزَنُ: خشونة في الأرض و خشونة في النفس لما يحصل فيه من الغمّ، و يضادّه الفرح، و لاعتبار الخشونة بالغم قيل: خشّنت بصدره: إذا حزنته، يقال: حَزِنَ يَحْزَنُ، و حَزَنْتُهُ و أَحْزَنْتُهُ. فليس ذلك بنهي عن تحصيل الحزن، فَالْحُزْنُ ليس يحصل بالاختيار، و لكن النهي في الحقيقة إنما هو عن تعاطي ما يورث الحزن و اكتسابه، و إلى معنى ذلك أشار الشاعر بقوله:
من سرّه أن لا يرى ما يسوءه فلا يتخذ شيئا يبالي له فقدا
و أيضا فحثّ للإنسان أن يتصوّر ما عليه جبلت الدنيا، حتى إذا ما بغتته نائبة لم يكترث بها لمعرفته إياها، و يجب عليه أن يروض نفسه على تحمّل صغار النوب حتى يتوصل بها إلى تحمّل كبارها (راغب اصفهانى،1412 ق، ص231).
– استعمال «حُزن » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال عزّ و جلّ: لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ [آل عمران/ 153]، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ [فاطر/ 34]، تَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً [التوبة/ 92]، إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف/ 86]، و قوله تعالى: وَ لا تَحْزَنُوا [آل عمران/ 139]، و لا تَحْزَنْ [الحجر/ 88]، (راغب اصفهانى،1412 ق، ص231). الحزن حالة انفعالية غير سارّة و هو نقيض السرور و الحزن ينتاب الإنسانَ لمّا يفقد عزيزاً أو شيئاً ذاقيمة أو يحدث له حادثٌ أو يفشُل في أمرٍ ما إلا ولاشکّ أنّ فيها فوائد کثيرة للإنسان.وَ رُوِيَ أَنَّ دَاوُدَ ع قَالَ إِلَهِي أَمَرْتَنِي أَنْ أُطَهِّرَ وَجْهِي وَ بَدَنِي وَ رِجْلِي بِالْمَاءِ فَبِمَا ذَا أُطَهِّرُ لَكَ قَلْبِي قَالَ بِالْهُمُومِ وَ الْغُمُوم( قطب الدين راوندى، 1407ق، ص(56. إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ في أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا ما أَصابَكُمْ وَ اللَّهُ خَبيرٌ بِما تَعْمَلُون(آل عمران/153). و اعلم أن الغموم هناك كانت كثيرة: فأحدها: غمهم بما نالهم من العدو في الأنفس و الأموال. و ثانيها: غمهم بما لحق سائر المؤمنين من ذلك، و ثالثها: غمهم بما وصل إلى الرسول من الشجة و كسر الرباعية، و رابعها: ما أرجف به من قتل الرسول صلى اللّه عليه و سلم، و خامسها: بما وقع منهم من المعصية و ما يخافون من عقابها، و سادسها: غمهم بسبب التوبة التي صارت واجبة عليهم، و ذلك لأنهم إذا تابوا عن تلك المعصية لم تتم توبتهم إلا بترك الهزيمة و العود إلى المحاربة بعد الانهزام، و ذلك من أشق الأشياء، لأن الإنسان بعد صيرورته منهزما يصير ضعيف القلب جباناً، فإذا أمر بالمعاودة، فإن فعل خاف القتل، و إن لم يفعل خاف الكفر أو عقاب الآخرة، و هذا الغم لا شك أنه أعظم الغموم و الأحزان، و إذا عرفت هذه الجملة فكل واحد من المفسرين فسر هذه الآية بواحد من هذه الوجوه و نحن نعدها: الوجه الأول: أن الغم الأول ما أصابهم عند الفشل و التنازع، و الغم الثاني ما حصل عند الهزيمة.الوجه الثاني: أن الغم الأول ما حصل بسبب فوت الغنائم، و الغم الثاني ما حصل بسبب أن أبا سفيان و خالد بن الوليد اطلعا على المسلمين فحملوا عليهم و قتلوا منهم جمعاً عظيماً.الوجه الثالث: أن الغم الأول ما كان عند توجه أبي سفيان و خالد بن الوليد عليهم بالقتل و الغم الثاني هو أن المشركين لما رجعوا خاف الباقون من المسلمين من أنهم لو رجعوا لقتلوا/ الكل فصار هذا الغم بحيث أذهلهم عن الغم الأول. و الوجه الرابع: أن الغم الأول ما وصل إليهم بسبب أنفسهم و أموالهم، و الغم الثاني ما وصل إليهم بسبب الإرجاف بقتل النبي صلى اللّه عليه و سلم، و في الآية قول ثالث اختاره القفال رحمه اللّه تعالى قال: و عندنا أن اللّه تعالى ما أراد بقوله: غَمًّا بِغَمٍ اثنين، و إنما أراد مواصلة الغموم و طولها، أي إن اللّه عاقبكم بغموم كثيرة، مثل قتل إخوانكم و أقاربكم، و نزول المشركين من فوق الجبل عليكم بحيث لم تأمنوا أن يهلك أكثركم، و مثل إقدامكم على المعصية، فكأنه تعالى قال: أثابكم هذه الغموم المتعاقبة ليصير ذلك زاجرا لكم عن الاقدام على المعصية و الاشتغال بما يخالف أمر اللّه تعالى ( فخر رازى،1420 ق،ج9/390).
3-8- اَلحَسْر
دلالة کلمة « اَلحَسْر »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها اثنتي عشرة مرة في القرآن الکريم
الأصل في الْحَسْرِ: كشف الملبس عمّا عليه، يقال: حَسَرْتُ عن الذراع، و الْحَاسِرُ: من لا درع عليه و لا مغفر، و الْمِحْسَرَةُ: المكنسة، و فلان كريم الْمَحْسَرِ، كناية عن المختبر، و ناقة حَسِيرٌ:انْحَسَرَ عنها اللحم و القوّة، و نوق حَسْرَى،و الْحَاسِرُ: المُعْيَا لانكشاف قواه، و يقال للمعيا حَاسِرٌ و مَحْسُورٌ، أمّا الْحَاسِرُ فتصوّرا أنّه قد حسر بنفسه قواه، و أما الْمَحْسُورُ فتصوّرا أنّ التعب قد حسره، الحسرُ معناه الإزالة و خلع الحجاب عن الشيء و الحسرة مصدرٌ يعني غمّ الإنسان علي فاته و النّدم عليه. الْحَسْرُ: كشف الملبس عمّا عليه، يقال: حَسَرْتُ عن الذراع، و الْحَاسِرُ: من لا درع عليه و لا مغفر، و الْمِحْسَرَةُ: المكنسة، و فلان كريم الْمَحْسَرِ، كناية عن المختبر، و ناقة حَسِيرٌ: انْحَسَرَ عنها اللحم و القوّة، و نوق حَسْرَى، و الْحَسْرَةُ: الغمّ على ما فاته و الندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غمّ، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه(راغب اصفهانى،1412 ق، ص235).
– استعمال «اَلحَسْر » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
و قوله عزّ و جل: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ [الملك/ 4]، يصحّ أن يكون بمعنى حاسر، و أن يكون بمعنى محسور، قال تعالى: فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً [الإسراء/ 29]. و الْحَسْرَةُ: الغمّ على ما فاته و الندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غمّ، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه، قال تعالى: لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ [آل عمران/ 156]، وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ [الحاقة/ 50]، و قال تعالى: يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [الزمر/ 56]، و قال تعالى: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ [البقرة/ 167]، و قوله تعالى: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ [يس/ 30]، و قوله تعالى: في وصف الملائكة: لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا يَسْتَحْسِرُونَ [الأنبياء/ 19]، و ذلك أبلغ من قولك: (لا يحسرون)، (راغب اصفهانى،1412 ق، ص235). وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُورا(الاسراء/29)، محسور» مشتقّة من كلمة «حسر» و هي في الأصل تعني خلع الملابس رفع الثوب و إظهار بعض البدن من تحته، لذا يقال للمقابل الذي لم يلبس الخوذة و الدرع، بأنه «حاسر». و أيضا يقال للحيوان الذي يتعب من كثرة المشي بأنّه «حسير» أو «حاسر» بسبب استنفاذ طاقته و قدرت. و قد توسع هذا المفهوم فيما بعد بحيث أصبح يطلق على كل إنسان عاجز عن الوصول إلى هدفه بأنّه «حسير» أو «محسور» أو «حاسر». أمّا كلمة «الحسرة» و التي تعني الغم و الحزن، فهي مشتقة من هذه الكلمة، و تطلق على الإنسان الفاقد لقابلية حل المشاكل بسبب الضعف. سبب نزولها: أنّ غلاما جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال، إنّ أمّي تسألك كذا و كذا، قال: «ما عندنا اليوم شيء»، قال: فتقول لك: اكسني قميصك، قال: فخلع قميصه فدفعه إليه، و جلس في البيت حاسرا، فنزلت هذه الآية، قاله ابن مسعود. و روى جابر بن عبد اللّه نحو هذا، فزاد فيه، فأذّن بلال للصلاة، و انتظروه فلم يخرج، فشغل قلوب الصّحابة، فدخل عليه بعضهم، فرأوه عريانا، فنزلت هذه الآية.و المعنى: لا تمسك يدك عن البذل كلّ الإمساك حتى كأنها مقبوضة إلى عنقك، وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ في الإعطاء و النّفقة فَتَقْعُدَ مَلُوماً تلوم نفسك و يلومك الناس، مَحْسُوراً قال ابن قتيبة:تحسرك العطيّة و تقطعك كما يحسر السّفر البعير فيبقى منقطعا به. قال الزّجاج: المحسور: الذي قد بلغ الغاية في التعب و الإعياء، فالمعنى: فتقعد و قد بالغت في الحمل على نفسك و حالك حتى صرت بمنزلة من قد حسر. قال القاضي أبو يعلى: و هذا الخطاب أريد به غير رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لأنه لم يكن يدّخر شيئا (892) واه بمرة. فهو مرسل و مع إرساله (ابن جوزى، 1422 ق،ج3/21).
3-9- خِزي
دلالة کلمة « خِزي »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها ست وعشرين مرة في القرآن الکريم
خَزِيَ الرّجل: لحقه انكسار، إمّا من نفسه، و إمّا من غيره. فالذي يلحقه من نفسه هو الحياء المفرط، و مصدره الْخَزَايَةُ، و رجل خَزْيَانُ، و امرأة خَزْيَى و جمعه خَزَايَا. وفِي الْحَدِيثِ:«اللَّهُمَّ احْشُرْنَا غَيْرَ خَزَايَا وَ لَا نَادِمِينَ»، و الذي يلحقه من غيره يقال: هو ضرب من الاستخفاف، و مصدره الْخِزْيُ، و رجل خِزْيٌ.وقتي گفته مي شود « خَزِيَ الرَّجُل » يعني آن مرد شكسته و فرسوده شد كه يا از ناحيه خودش و يا از سوي ديگران خوار شده است ، چيزي كه جان و نفس آدمي را به فرسودگي و خواري مي كشاند خَزِيَ الرّجل: لحقه انكسار، إمّا من نفسه، و إمّا من غيره. فالذي يلحقه من نفسه هو الحياء المفرط، و مصدره الْخَزَايَةُ و رجل خَزْيَانُ، و امرأة خَزْيَى و جمعه خَزَايَا. و الذي يلحقه من غيره يقال: هو ضرب من الاستخفاف، و مصدره الْخِزْيُ، و رجل خِزْي(راغب اصفهانى،1412 ق، ص281).
– استعمال «خِزي » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا [المائدة/ 33]، و قال تعالى: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ [النحل/ 27]، فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [الزمر/ 26]، لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [فصلت/ 16]، و قال: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى [طه/ 134]، و أَخْزَى يقال من الخزاية و الخزي جميعا، و قوله: يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا [التحريم/ 8]، فهو من الخزي أقرب، و إن جاز أن يكون منهما جميعا، و قوله تعالى: رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ [آل عمران/ 192]، فمن الخزاية، و يجوز أن يكون من الخزي، و كذا قوله: مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ [هود/ 39]، و قوله: وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ [آل عمران/ 194]، وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ [الحشر/ 5]، و قال: وَ لا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي [هود/ 78]، و على نحو ما قلنا في خزي قولهم: ذلّ و هان، فإنّ ذلك متى كان من الإنسان نفسه يقال له: الهون و الذّلّ، و يكون محمودا، و متى كان من غيره يقال له: الهون، و الهوان، و الذّلّ، و يكون مذموما (راغب اصفهانى،1412 ق، ص281). و قال تعالى: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقين(الحشر/5). أمر الله رسوله باجلاء بنى النضير و إخراجهم من ديارهم و قد كان النفاق كثيرا بالمدينة فقالوا أين تخرجنا قال أخرجكم إلى المحشر فلما سمع المنافقون ما يراد بإخوانهم و أوليائهم من أهل الكتاب أرسلوا إليهم فقالوا انا معكم محيانا و مماتنا ان قوتلتم فلكم علينا النصر و ان أخرجتم لا نتخلف عنكم و مناهم الشيطان الظهور فنادوا النبي صلى الله عليه و سلم انا و الله لا نخرج و لين قاتلتنا لنقاتلنك فمضى النبي صلى الله عليه و سلم فيهم لأمر الله و أمر أصحابه فأخذوا السلاح ثم مضى إليهم و تحصنت اليهود في دورهم و حصونهم فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى ازقتهم أمر بالأدنى فالأدنى من دورهم أن يهدم و بالنخل ان يحرق و يقطع و كف الله أيديهم و أيدي المنافقين فلم ينصروهم و القى الله في قلوب الفريقين الرعب ثم جعلت اليهود كلما خلص رسول الله صلى الله عليه و سلم من هدم ما يلي مدينتهم القى الله في قلوبهم الرعب فهدموا الدور التي هم فيها من أدبارها و لم يستطيعوا أن يخرجوا على النبي صلى الله عليه و سلم فلما كادوا أن يبلغوا آخر دورهم وهم ينتظرون المنافقين و ما كانوا منوهم فلما يئسوا مما عندهم سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان عرض عليهم قبل ذلك فقاضاهم على أن يجليهم و لهم أن يتحملوا بما استقلت به الإبل من الذي كان لهم الا ما كان من حلقة السلاح فذهبوا كل مذهب و كانوا قد عيروا المسلمين حين هدموا الدور و قطعوا النخل فقالوا ما ذنب شجرة و أنتم تزعمون انكم مصلحون فانزل الله سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ إلى قوله وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ ثم جعلها نفلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يجعل منها سهما لاحد غيره( سيوطى، 1404 ق، ج 6/. (188 إنّ التاريخ الإسلامي اقترن منذ البداية بمؤامرات اليهود، ففي كثير من الحوادث الأليمة و الفجائع الدامية ترى أصابعهم مشهودة بشكل مباشر أو غير مباشر. و العجيب أنّ هؤلاء نزحوا إلى ديار الحجاز طمعا في أن يكونوا في الصفّ الأوّل من أصحاب النبي الموعود إلّا أنّهم بعد ظهوره أصبحوا من ألدّ أعدائه.و عند ما نستقرئ حالتهم المعاصرة فإنّنا نلاحظ أيضا أنّهم متورّطون في أغلب المؤامرات المدبّرة ضدّ الإسلام، و يتجسّد موقفهم هذا في داخل الأحداث تارة و من خارجها اخرى، و في الحقيقة فإنّ هذا هو موضع تأمّل و اعتبار لمن كان له قلب و بصيرة.و الطريق الوحيد لكسر شوكتهم كما يؤكّده تاريخ صدر الإسلام، هو التعامل الحدّي و الجدّي معهم، خصوصا مع الصهاينة الذين لا يتعاملون بمبادئ العدل و الحقّ أبدا، بل منطقهم القوّة، و بغيرها لا يمكن التفاهم معهم، و مع هذا فإنّ خوفهم الحقيقي هو من المؤمنين الصادقين.و إذا كان المسلمون المعاصرون مسلّحين بالإيمان و الاستقامة المبدئية- كأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- فإنّ الرعب سيستحوذ على قلوب اليهود و نفوسهم، و بالإمكان عندئذ إخراجهم من الأرض الإسلامية التي اغتصبوها بهذا الجيش الإلهي.و هذا درس علّمنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إيّاه قبل أربعة عشر قرنا(مكارم شيرازى،1421 ق،ج18/170).
3-10- الذّلّ
دلالة کلمة « الذّلّ »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها أربعا وعشرين مرة في القرآن الکريم
الذُّلُّ: ما كان عن قهر، يقال: ذَلَّ يَذِلُّ ذُلًّا ، و الذِّلُّ، ما كان بعد تصعّب، و شماس من غير قهر ، يقال: ذَلَّ يَذِلُّ ذِلًّا (راغب اصفهانى،1412 ق، ص330).
– استعمال «الذّلّ » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
و قوله تعالى: وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء/ 24]، أي: كن كالمقهور لهما، و قرئ (جناح الذِّلِّ) «5» أي: لن و انقد لهما، يقال: الذُّلُّ و القُلُّ، و الذِّلَّةُ و القِلَّةُ، قال تعالى: تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ [المعارج/ 44]، و قال: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ [البقرة/ 61]، و قال: سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ [الأعراف/ 152]، و ذَلَّتِ الدّابة بعد شماس ، ذِلًّا، و هي ذَلُولٌ، أي: ليست بصعبة، قال تعالى: لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ[البقرة/ 71]، و الذُّلُّ متى كان من جهة الإنسان نفسه لنفسه فمحمود، نحو قوله تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[المائدة/ 54]، و قال: وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ [آل عمران/ 123]، و قال: فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا[النحل/ 69]، أي: منقادة غير متصعّبة، قال تعالى: وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا [الإنسان/ 14]، أي: سهّلت، و قيل: الأمور تجري على أَذْلَالِهَا «1»، أي: مسالكها و طرقها (راغب اصفهانى،1412 ق، ص330).إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأذَلِّينَ(المجادله/20)، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ، استئناف مسوق لتعليل ما قبله من خسران حزب الشيطان عبر عنهم بالموصول ذما لهم بما في حيز الصلة و إشعارا بعلة الحكم أُولئِكَ الموصوفون بما ذكر فِي الْأَذَلِّينَ أي في جملة من هو أذل خلق اللّه عز و جل من الأولين و الآخرين معدودون في عدادهم لأن ذلة أحد المتخاصمين على مقدار عزة الآخر و حيث كانت عزة اللّه عز و جل غير متناهية كانت ذلة من حادّه( آلوسى، 1415 ق،ج14/228).
3-11- الرَّجَّ
دلالة کلمة « الرَّجَّ »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها مرتين في القرآن الکريم
الرَّجُّ: تحريك الشيء و إزعاجه، يقال: رَجَّهُ فَارْتَجَّ، و الرَّجْرَجَةُ: الاضطراب، و كتيبة رَجْرَاجَةٌ، و جارية رَجْرَاجَةٌ، و ارْتَجَّ كلامه: اضطرب، و الرِّجْرِجَةُ: ماء قليل في مقرّه يضطرب فيتكدّر(راغب اصفهانى،1412 ق، ص341 ).
– استعمال «الرَّجَّ » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا [الواقعة/ 4]، نحو: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها [الزلزلة/ 1]، (راغب اصفهانى،1412 ق، ص341). قال تعالى: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا، الرج تحريك الشيء تحريكا شديدا إشارة إلى زلزلة الساعة التي يعظمها الله سبحانه في قوله: «إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ»: الحج 1/»(راغب اصفهانى،1412 ق، ص341 ). و قوله:إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا،معناه زلزلت الأرض زلزالا- في قول ابن عباس و مجاهد و قتادة- و الزلزلة الحركة باضطراب و اهتزاز، و منه قولهم:ارتج السهم عند خروجه عن القوس. و قيل: ترتج الأرض بمعنى أنه ينهدم كل بناء على الأرض(طوسى،(بي تا)،ج9/488).
3-12- رِجز
دلالة کلمة « رِجز »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها عشر مرات في القرآن الکريم
أصل الرِّجْزِ: الاضطراب، و منه قيل: رَجَزَ البعيرُ رَجَزاً، فهو أَرْجَزُ، و ناقة رَجْزَاءُ: إذا تقارب خطوها و اضطرب لضعف فيها، و شبّه الرَّجَزُ به لتقارب أجزائه و تصوّر رجز في اللسان عند إنشاده، و يقال لنحوه من الشّعر أُرْجُوزَةٌ و أَرَاجِيزُ، و رَجَزَ فلان و ارْتَجَزَ إذا عمل ذلك، أو أنشد، و هو رَاجِزٌ و رَجَّازٌ و رَجَّازَةٌ (راغب اصفهانى،1412 ق، ص342 ).
– استعمال «رِجز » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
و قوله: عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ [سبأ/ 5]، فَالرِّجْزُ هاهنا كالزّلزلة، و قال تعالى: إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ [العنكبوت/ 34]، و قوله: وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ [المدثر/ 5]، قيل: هو صنم، و قيل: هو كناية عن الذّنب، فسمّاه بالمآل كتسمية النّدى شحما. و قوله: وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ [الأنفال/ 11]، و الشّيطان عبارة عن الشّهوة على ما بيّن في بابه. و قيل: بل أراد برجز الشّيطان: ما يدعو إليه من الكفر و البهتان و الفساد. و الرِّجَازَةُ: كساء يجعل فيه أحجار فيعلّق على أحد جانبي الهودج إذا مال ، و ذلك لما يتصوّر فيه من حركته، و اضطرابه (راغب اصفهانى،1412 ق، ص342 ).أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ [سبأ/ 5]،يقول: هؤلاء لهم عذاب من شديد العذاب الأليم؛ و يعني بالأليم: الموجع. و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أي لا يعجزون أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ [سبأ/ 5]،قال: الرجز: سوء العذاب، الأليم: الموجع (طبرى ،1412 ق،ج22/43).
3-13- رَجْف
دلالة کلمة « رَجْف »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها ثمانيَ مرات في القرآن الکريم
الرَّجْفُ: الاضطراب الشديد، يقال: رَجَفَتِ الأرض و رَجَفَ البحر، و بحر رَجَّافٌ (راغب اصفهانى،1412 ق، ص342).
– استعمال «رَجْف » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ [النازعات/ 6]، يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ [المزمل/ 14]، فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ*[الأعراف/ 78]، و الْإِرْجَافُ: إيقاع الرّجفة، إمّا بالفعل، و إمّا بالقول، قال تعالى: وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ،]الاحزاب/60[ و يقال: الْأَرَاجِيفُ ملاقيح الفتن(راغب اصفهانى،1412 ق، ص342 ). المرجفون ]الاحزاب/60[ «من مادّة إرجاف»، و هي إشاعة الأباطيل بقصد إيذاء الآخرين و إحزانهم، و أصل الإرجاف: الاضطراب و التزلزل، و لمّا كانت الإشاعات الباطلة تحدث اضطرابا عامّا، فقد أطلقت هذه الكلمة عليها. لما ذكر حال المشرك الذي يؤذي اللّه و رسوله، و المجاهر الذي يؤذي المؤمنين، ذكر حال المسر الذي يظهر الحق و يضمر الباطل و هو المنافق، و لما كان المذكور من قبل أقواما ثلاثة نظرا إلى اعتبار أمور ثلاثة: و هم المؤذون اللّه، و المؤذون الرسول، و المؤذون المؤمنين، ذكر من المسرين ثلاثة نظرا إلى اعتبار أمور ثلاثة أحدها: المنافق الذي يؤذي اللّه سرا و الثاني: الذي في قلبه مرض الذي يؤذي المؤمن باتباع نسائه و الثالث: المرجف الذي يؤذي النبي عليه السلام بالإرجاف بقوله غلب محمد و سيخرج من المدينة و سيؤخذ،( فخر رازى ،1420 ق،ج25/184).
3-14- رُعْب
دلالة کلمة « رُعْب»
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها خمس مرات في القرآن الکريم
الرُّعْبُ: الانقطاع من امتلاء الخوف، يقال:رَعَبْتُهُ فَرَعَبَ رُعْباً، فهو رَعِبٌ، و التِّرْعَابَةُ:الفروق(راغب اصفهانى،1412 ق، ص356 ).
– استعمال «رُعْب » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ [الأحزاب/ 26]، و قال: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ[آل عمران/ 151]، وَ لَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً[الكهف/ 18]، و لتصوّر الامتلاء منه قيل: رَعَبْتُ الحوص: ملأته، و سيل رَاعِبٌ: يملأ الوادي، و باعتبار القطع قيل: رَعَبْتُ السّنام: قطعته. و جارية رُعْبُوبَةٌ: شابّة شطبة تارّة ، و الجمع الرَّعَابِيبُ (راغب اصفهانى،1412 ق، ص356 ). قال تعالى: وَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ وَ نُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمينِ وَ ذاتَ الشِّمالِ وَ كَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَ لَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً [الكهف/ 18]، كلمة«وصيد»و كما يقول الراغب في المفردات تعني في الأصل الغرفة أو المخزن الذي يتمّ إيجاده في الجبال لأجل خزن الأموال، إلّا أنّ المقصود به هنا هو فتحة الغار(مکارم شيرازي،1421ق، ج9/215). قال ابن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير و قتادة: الوصيد الفناء، و قال ابن عباس: بالباب(ابن كثير، 1419 ق،ج5/130). وَ لَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً أي و لملئت نفسك حين اطلاعك عليهم خوفا و فزعا، لأن اللّه قد ألبسهم هيبة و وقارا كى لا يصل إليهم واصل، و لا تلمسهم يد لامس، حتى يبلغ الكتاب أجله، و توقظهم من رقدتهم قدرته و سلطانه فى الحين الذي أراد أن يجعلهم فيه عبرة لمن شاء من خلقه، و آية لمن أراد الاحتجاج عليهم من عباده، و ليعلموا أن وعد اللّه حق، و أن الساعة آتية لا ريب فيها،( مراغى، بي تا ،ج15/129).
3-15-رَهِق
دلالة کلمة « رَهِق »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها عشرَ مرات في القرآن الکريم
رَهِقَهُ الأمر: غشيه بقهر، يقال: رَهِقْتُهُ و أَرْهَقْتُهُ، نحو ردفته و أردفته، و بعثته و ابتعثته(راغب اصفهانى،1412 ق، ص367 ).
– استعمال «رَهِق » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ[يونس/ 27]، و قال:سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً[المدثر/ 17]، و منه:أَرْهَقْتُ الصّلاة: إذا أخّرتها حتّى غشي وقت الأخرى (راغب اصفهانى،1412 ق، ص367 ). قال تعالى: وَ الَّذينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ[يونس/ 27] ، و قوله سبحانه: وَ الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها قالت فرقة: التقدير لهم جزاء سيئة بمثلها، و قالت فرقة: التقدير جزاء سيّئة مثلها، و الباء زائدة، و تعم السيئات هاهنا الكفر و المعاصي،( ثعالبى،1418 ق،ج3/244). «جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها» .. «وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ» تغشاهم و تركبهم و تكربهم(سيد قطب،1412 ق،ج3/1779)،« وَ لا تُرْهِقْنِي» يقال رهقه كفرح عشيه و ارهقه إياه و الارهاق ان يحمل الإنسان على ما لا يطيقه و ارهقه عشرا كلفه إياه فى القاموس اى و لا تغشنى و لا تكلفنى و لا تحملني(حقى بروسوى،بي تا، ج5/278)، و تغشاهم أي تعتريهم و تعلوهم ذلّة من فضيحة معاصيهم و خوفهم منها(زحيلى،1418 ق،ج11/155).
3-16- الرُّهْب
دلالة کلمة « الرُّهْب »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها اثنتي عشرة مرة في القرآن الکريم
الرَّهْبَةُ و الرُّهْبُ: مخافة مع تحرّز و اضطراب (راغب اصفهانى،1412 ق، ص366 ).
– استعمال «الرُّهْب » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً [الحشر/ 13]، و قال: جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [القصص/ 32]، و قرئ: مِنَ الرُّهْبِ ، أي:الفزع.قَالَ مُقَاتِلٌ: خَرَجْتُ أَلْتَمِسُ تَفْسِيرَ الرُّهْبِ، فَلَقِيتُ أَعْرَابِيَّةً وَ أَنَا آكُلُ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، تَصَدَّقَ عَلَيَّ، فَمَلَأْتُ كَفِّي لِأَدْفَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: هَاهُنَا فِي رُهْبِي.أي: كمّي. و الأوّل أصحّ. قال تعالى: وَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً [الأنبياء/ 90]، و قال: تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ [الأنفال/ 60]، و قوله: وَ اسْتَرْهَبُوهُمْ [الأعراف/ 116]، أي: حملوهم على أن يَرْهَبُوا، وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ [البقرة/ 40]، أي: فخافون، و التَّرَهُّبُ: التّعبّد، و هو استعمال الرّهبة، و الرَّهْبَانِيَّةُ: غلوّ في تحمّل التّعبّد، من فرط الرّهبة. قال: وَ رَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها [الحديد/ 27]، و الرُّهْبَانُ يكون واحدا، و جمعا، فمن جعله واحدا جمعه على رَهَابِينَ، و رَهَابِنَةٌ بالجمع أليق. و الْإِرْهَابُ: فزع الإبل، و إنما هو من: أَرْهَبْتُ. و منه: الرَّهْبُ من الإبل، و قالت العرب: رَهَبُوتٌ خير من رحموت (راغب اصفهانى،1412 ق، ص366 ). قال تعالى: جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [القصص/ 32] ، و الرَّهْبِ بفتحتين، و ضمتين، و فتح و سكون، و ضم و سكون: و هو الخوف. فإن قلت: ما معنى قوله وَ اضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ؟ قلت: فيه معنيان، أحدهما: أنّ موسى عليه السلام لما قلب اللّه العصا حية: فزع و اضطرب، فاتقاها بيده كما يفعل الخائف من الشيء(زمخشرى، 1407 ق،ج3/408).
3-17- رَوْع
دلالة کلمة « رَوْع»
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها مرة واحدة في القرآن الکريم
الرُّوعُ: الخلد، وفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ رُوح الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِي».و الرَّوْعُ: إصابة الرُّوع، و استعمل فيما ألقي فيه من الفزع، يقال: رُعْتُهُ و رَوَّعْتُهُ، و رِيعَ فلان، و ناقة رَوْعَاءُ:فزعة. و الْأَرْوَعُ: الذي يروع بحسنه، كأنه يفزع، كما قال الشاعر: يهولك أن تلقاه صدرا لمحفل (راغب اصفهانى،1412 ق، ص373 ).
– استعمال« رَوْع » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ [هود/ 74] (راغب اصفهانى،1412 ق، ص373 ). الرَّوْعُ ،اى الخوف و الفزع، (مظهرى،1412 ق،ج5/102) و (ميبدى،1371 ش،ج4/416). اعلم أن هذا هو القصة الخامسة و هي قصة لوط عليه السلام، و اعلم أن الروع هو الخوف و هو ما أوجس من الخيفة حين أنكر أضيافه و المعنى: أنه لما زال الخوف و حصل السرور بسبب مجيء البشرى بحصول الولد، أخذ يجادلنا في قوم لوط و جواب لما هو قوله: أخذ إلا أنه حذف في اللفظ لدلالة الكلام عليه، و قيل تقديره: لما ذهب عن إبراهيم الروع جادلنا(فخر رازى، 1420 ق،ج18/376).
3-18- زَلَّ
دلالة کلمة « زَلَّ »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها عشر مرات في القرآن الکريم
الزَّلَّةُ في الأصل: استرسال الرّجل من غير قصد، يقال: زَلَّتْ رِجْل تَزِلُّ، و الْمَزِلَّةُ: المكان الزّلق، و قيل للذّنب من غير قصد: زَلَّةٌ، تشبيها بزلّة الرّجل (راغب اصفهانى،1412 ق، ص381 ).
– استعمال«زَلَّ » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: فَإِنْ زَلَلْتُمْ [البقرة/ 209]، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ [البقرة/ 36]، و اسْتَزَلَّهُ: إذا تحرّى زلّته، و قوله: إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ [آل عمران/ 155]، أي:استجرّهم الشّيطان حتى زلّوا، فإنّ الخطيئة الصّغيرة إذا ترخّص الإنسان فيها تصير مسهّلة لسبيل الشّيطان على نفسه. وقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ:«مَنْ أُزِلَّتْ إِلَيْهِ نِعْمَةٌ فَلْيَشْكُرْهَا».أي: من أوصل إليه نعمة بلا قصد من مسديها، تنبيها أنه إذا كان الشّكر في ذلك لازما فكيف فيما يكون عن قصده. و التَّزَلْزُلُ: الاضطراب، و تكرير حروف لفظه تنبيه على تكرير معنى الزّلل فيه، قال: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها [الزلزلة/ 1]، و قال: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [الحج/ 1]، وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً[الأحزاب/ 11]، أي: زعزعوا من الرّعب (راغب اصفهانى،1412 ق، ص381 ). قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا« و أزل و استزل بمعنى واحد»(فخر رازى،1420 ق،ج9/398)، استزلال الشيطان إياهم إرادته وقوعهم في الزلة، و لم يرد ذلك منهم إلا بسبب بعض ما كسبوا في نفوسهم و من أعمالهم فإن السيئات يهدي بعضها إلى بعض فإنها مبنية على متابعة هوى النفس، و هوى النفس للشيء هوى لما يشاكله(طباطبايى،1417 ق،ج4/51).
3-19- زَهَق
دلالة کلمة « زَهَق »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها خمس مرات في القرآن الکريم
زهق ،زَهَقَتْ نفسه: خرجت من الأسف على الشيء(راغب اصفهانى،1412 ق، ص384 ).
– استعمال «زَهَق » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ [التوبة/ 55]. (راغب اصفهانى،1412 ق، ص384 ). وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ فيموتوا كافرين مشتغلين بالتمتع عن النظر في العاقبة فيكون ذلك استدراجا لهم، و أصل الزهوق الخروج بصعوبة(بيضاوى،1418ق،ج3/85)، قوله: وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ، يحتمل أن يريد و يموتون على الكفر، و يحتمل أن يريد «و تزهق أنفسهم» من شدة التعذيب الذي ينالهم(ابن عطيه اندلسى،1422ق،ج3/45)، إن الأموال و الأولاد قد تكون نعمة يسبغها اللّه على عبد من عباده، حين يوفقه إلى الشكر على النعمة، و الإصلاح بها في الأرض، و التوجه بها إلى اللّه، فإذا هو مطمئن الضمير، ساكن النفس، واثق من المصير.كلما أنفق احتسب و شعر أنه قدم لنفسه ذخرا، و كلما أصيب في ماله أو بنيه احتسب، فإذا السكينة النفسية تغمره. و الأمل في اللّه يسري عنه .. و قد تكون نقمة يصيب اللّه بها عبدا من عباده، لأنه يعلم من أمره الفساد و الدخل، فإذا القلق على الأموال و الأولاد يحول حياته جحيما، و إذا الحرص عليها يؤرقه و يتلف أعصابه، و إذا هو ينفق المال حين ينفقه فيما يتلفه و يعود عليه بالأذى، و إذا هو يشقى بأبنائه إذا مرضوا و يشقى بهم إذا صحوا. و كم من الناس يعذبون بأبنائهم لسبب من الأسباب! و هؤلاء الذين كانوا على عهد الرسول- صلى اللّه عليه و سلم- و أمثالهم في كل زمان، يملكون الأموال و يرزقون الأولاد، يعجب الناس ظاهرها، و هي لهم عذاب على نحو من الأنحاء. عذاب في الحياة الدنيا، و هم- بما علم اللّه من دخيلتهم- صائرون إلى الهاوية. هاوية الموت على الكفر و العياذ باللّه من هذا المصير.و التعبير«و تزهق أنفسهم» يلقي ظل الفرار لهذه النفوس أو الهلاك. ظلا مزعجا لا هدوء فيه و لا اطمئنان، فيتسق هذا الظل مع ظل العذاب في الحياة الدنيا بالأموال و الأولاد. فهو القلق و الكرب في الدنيا و الآخرة.و ما يحسد أحد على هذه المظاهر التي تحمل في طياتها البلاء! و لقد كان أولئك المنافقون يدسون أنفسهم في الصف، لا عن إيمان و اعتقاد، و لكن عن خوف و تقية، و عن طمع و رهب. ثم يحلفون أنهم من المسلمين، أسلموا اقتناعا، و آمنوا اعتقادا .. فهذه السورة تفضحهم و تكشفهم على حقيقتهم، فهي الفاضحة التي تكشف رداء المداورة و تمزق ثوب النفاق(سيد قطب،1412ق،ج3/1666).
3-20- سأم
دلالة کلمة « سأم »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها ثلاث مرات في القرآن الکريم
السَّآمَةُ: الملالة ممّا يكثر لبثه، فعلا كان أو انفعالا و قال الشاعر:
سَئِمْتُ تكاليف الحياة و من يعش ثمانين حولا لا أبا لك يَسْأَم (راغب اصفهانى،1412 ق، ص438 ).
– استعمال « سأم » في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: وَ هُمْ لا يَسْأَمُونَ[فصلت/ 38]، و قال: لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ[فصلت/ 49]، (راغب اصفهانى،1412 ق، ص438 ). لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَ إِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ [فصلت/ 49]، يعني أنه في حال الإقبال و مجيء المرادات لا ينتهي قط إلى درجة إلا و يطلب الزيادة عليها و يطمع بالفوز بها، و في حال الإدبار و الحرمان يصير آيسا قانطا، فالانتقال من ذلك الرجاء الذي لا آخر له إلى هذا اليأس الكلي يدل على كونه متبدل الصفة متغير الحال و في قوله فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ مبالغة من وجهين أحدهما: من طريق بناء فعول و الثاني: من طريق التكرير و اليأس من صفة القلب، و القنوط أن يظهر آثار اليأس في الوجه و الأحوال الظاهرة (فخر رازى، 1420 ق،ج27/572).
3-21- سَغَب
دلالة کلمة « سَغَب »
استعملت هذه المفردة و مشتقاتها مرة واحدة في القرآن الکريم
السَّغَبِ، و هو الجوع مع التّعب، و قد قيل: في العطش مع التّعب، يقال: سَغِبَ سَغَباً و سُغُوباً ، و هو سَاغِبٌ، و سَغْبَانُ، نحو: عطشان (راغب اصفهانى،1412 ق، ص412 ).
– استعمال «سَغَب» في السياق القرآني عند الراغب والمفسرين
قال تعالى: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [البلد/ 14]، (راغب اصفهانى،1412 ق، ص412 ). أي أو إطعام يتيم من أقاربه فى أيام الجوع و العوز(مراغى،بي تا،ج30/163). المراد ب يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ زمان لا النهار المعروف.و إضافة ذِي إلى مَسْغَبَةٍ تفيد اختصاص ذلك اليوم بالمسغبة، أي يوم مجاعة، و ذلك زمن البرد و زمن القحط. و وجه تخصيص اليوم ذي المسغبة بالإطعام فيه أن الناس في زمن المجاعة يشتد شحهم بالمال خشية امتداد زمن المجاعة و الاحتياج إلى الأقوات. فالإطعام في ذلك الزمن أفضل، و هو العقبة و دون العقبة مصاعد متفاوتة (ابن عاشور،بي تا،ج30/316).
الخاتمة
إنّ مسألة المحنة و هي ثمرة بعض السلوک الإنساني نشأت مع خلقه جنباً إلي جنبٍ. أُسندت هذه المسألة إلي عوامل متعددة نحو الشياطين، والطبيعة، والسِّحر وغير ذلک وهذا يدلّ علي أنّ الإنسان کان يبحث منذ القدم عن أسباب المحنة ويري أنّ الأمراض الجسمية والنفسية لها أسباب خارجية. أمّا القرآن والتعاليم الدينية بالنظر إلي المستويات المعرفية والعاطفية والسلوکية للإنسان تحمل رسالات هامّة للإنسان المعاصر.
بناء علي هذا، تناولت المقالة هذه موضوع المحنة باعتباره عنصراً محورياً في الحياة البشرية و عالجت في ذلک رؤية القرآن معتمدة علي کتاب المفردات للعلامة الراغب الأصفهاني ضمن خمسة أقسام: وهي المفردات العاطفية أي المفردات التي تتعلق بنطاق العاطفة و تنطوي علي معني التعب، والمفردات التّي وُضِعت في الأصل للدلالة علي الرزايا ولکنها تتضمن معني التعب في نفس الوقت، والمفردات الموضوعة للدلالة علي الآلام وتنطوي کذلک علي معني التعب، والمفردات التّي وضعت للدلالة علي الحزن وتصاحب معني التعب أيضا، و أخيراً المفردات التي وُضعِت للدلالة علي معني السأم و الملل ومن الطبيعي أن الملل فيه بعض من التعب. أمّا الواحدة و العشرين منها کـ: البؤس، والجزع والرعب فدُرِست علي الترتيب الألفبائي ضمن الآيات القرآنية و آراء المفسرين و بقية المفردات - و هي يبلغ عددها ثمانيا و أربعين مفردة- کـ: الضنک، والعسـر، والعنت، والکبد لاتتجاوز دراستُها کتابَ المفردات للراغب.
و من أهمّ النتائج هي أنّ العلامة الراغب کان له الخبرة باللغة والتفسير و الأدب مع ذلک لم يغفل عن آثار القدامي ومعاصريه کما أنّه کان يختار ألفاظ القرآن بدقة بالغة فاکتشف قسما آخر من إعجاز هذا الکتاب العظيم في مسألة المخنة حتي يکون أساسأ لازدياد المعرفة الدينية و تعليم الإنسانِ کيفيةَ التعامل الصّحيح مع الحوادث التي يتعرض لها.
المصادر:
– آلوسى، سيد محمود( 1415 ق)، روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم، تحقيق: على عبدالبارى عطية، بيروت، ناشر: دارالكتب العلميه، چاپ: اول.
– ابن جوزى، عبدالرحمن بن على(1422 ق)، زاد المسير فى علم التفسير، تحقيق: عبدالرزاق المهدي، بيروت، ناشر: دار الكتاب العربي، چاپ: اول.
– حقى بروسوى، اسماعيل(بي تا)، تفسير روح البيان، بيروت، ناشر: دارالفكر، چاپ: اول.
– نويهض، عادل (1409هـ)، معجم المفسرين من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر، قدم له: مُفتي الجمهورية اللبنانية الشَّيْخ حسن خالد، بيروت - لبنان الناشر: مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، الطبعة: الثالثة.
– ابن كثير، اسماعيل بن عمر(1419 ق)، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: محمد حسين شمس الدين،بيروت، ناشر: دار الكتب العلمية، چاپ: اول.
– ابن عاشور، محمد بن طاهر(بي تا)، التحرير و التنوير، بيروت، ناشر: موسسه التاريخ، الطبعة:الاولي.
-ابن عطيه اندلسى، عبدالحق بن غالب(1422 ق)، المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: عبدالسلام عبدالشافى محمد،بيروت، ناشر: دارالكتب العلميه، الطبعة :الاولي.
– فروم، اريك (1977م)،الدين و التحليل النفسى، ترجمة: فؤاد كامل، قاهره، مكتبه غريب،الطبعة :الاولي.
-بيضاوى، عبد الله بن عمر( 1418 ق)، أنوار التنزيل و أسرار التأويل، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلى، بيروت، ناشر: دار احياء التراث العربى، الطبعة: الاولي.
– ثعلبى نيشابورى، ابو اسحاق احمد بن ابراهيم(1422 ق)، الكشف و البيان عن تفسير القرآن، تحقيق: ابو محمد بن عاشور،بيروت، ناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الاولي.
– گيلبرت، پاول (1386)، غلبه بر افسردگي، ترجمه: سياوش جمالفر، تهران،نشررشد،چاپ دوم.
ا - الصَّفديّ، صلاح الدين أبو الصَّفاء خليل بن أيبك بن عبد الله(2000م)، الوافي بالوفيات، المحقق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، بيروت، الناشر: دار إحياء التراث،بي چا.
– راغب اصفهانى، حسين بن محمد(1420 هـ)، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، بيروت، الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، الطبعة: الأولى.
– زحيلى، وهبة بن مصطفى(1418 ق)، التفسير المنير فى العقيدة و الشريعة و المنهج، بيروت- دمشق، ناشر: دار الفكر المعاصر، چاپ: دوم.
– فراهيدي، خليل بن احمد (1425ه)،ترتيب كتاب العين، مححق، المخزوني، مهدي،طهران، انتشارات اسوة، الطبعه: الثانية.
– فيروزآبادي ، محمدبن يعقوب (1429ه)، القاموس المحيط ، مراجعة و اشراف : محمد الاسكندري، بيروت ، الناشر دار الكتاب العربي ، بي چا.
– فيومي، احمد بن محمد(1405 ه) ، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،ايران، منشورات موسسة دارالهجرة،الطبعة الاولي.
– قرطبى محمد بن احمد(1364 ش)، الجامع لأحكام القرآن، تهران، ناشر: انتشارات ناصر خسرو، چاپ: اول.
– راغب اصفهانى، حسين بن محمد(1412 ق)، مفردات ألفاظ القرآن، محقق / مصحح: داوودى، صفوان عدنان، بيروت- دمشق، ناشر: دار القلم- الدار الشامية، الطبعة:الاولي.
– زمخشري، محمود بن عمر (1407 هـ)، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، بيروت، دار الكتاب العربي ،الطبعة: الثالثة
– فخر رازى، محمد بن عمر(1420 ق)، مفاتيح الغيب، بيروت، ناشر: دار احياء التراث العربي، الطبعة: الثالثة.
– قاسمى، محمد جمال الدين(1418 ق)، محاسن التاويل، تحقيق: محمد باسل عيون السود، بيروت، ناشر: دار الكتب العلميه، چاپ: اول.
– سيوطى، عبدالرحمن بن ابىبكر(1404 ق)، الدر المنثور فى تفسير المأثور، قم، ناشر: كتابخانه آية الله مرعشى نجفى، چاپ: اول.
– طبرى ،محمد بن جرير(1412 ق)، جامع البيان فى تفسير القرآن، بيروت، ناشر: دار المعرفه، نوبت چاپ: اول.
– طبرسى، فضل بن حسن(1372 ش)، مجمع البيان فى تفسير القرآن، تحقيق: محمد جواد بلاغى، تهران، ناشر: انتشارات ناصر خسرو، چاپ: سوم
– قطب الدين راوندى، سعيد بن هبة الله(1407 ق)، الدعوات( للراوندي) / سلوة الحزين، قم ناشر: انتشارات مدرسه امام مهدى(ع)، چاپ: سوم.
– مكارم شيرازى، ناصر(1421 ق)، الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، قم، ناشر: مدرسه امام على بن ابى طالب، چاپ: اول.
– طوسى، محمد بن حسن(بي تا)، التبيان فى تفسير القرآن، تحقيق: احمد قصيرعاملى، بيروت، ناشر: دار احياء التراث العربى، چاپ: اول.
– مراغى، احمد بن مصطفى(بي تا)، تفسير المراغى، بيروت، ناشر: داراحياء التراث العربى، چاپ: اول.
– سيد قطب بن ابراهيم شاذلي(1412 ق)، فى ظلال القرآن، بيروت- قاهره، ناشر: دارالشروق، چاپ: هفدهم.
– مظهرى، محمد ثناءالله (1412 ق)، التفسير المظهرى، تحقيق: غلام نبى تونسى، چاپ: پاكستان، ناشر: مكتبة رشديه، چاپ: اول.
– ميبدى، احمد بن محمد(1371 ش)، كشف الأسرار و عدة الأبرار، تحقيق: على اصغر حكمت، تهران، ناشر: انتشارات امير كبير، چاپ: پنجم.
– طباطبايى، سيد محمد حسين(1417 ق)، الميزان فى تفسير القرآن، قم، دفتر انتشارات اسلامى، چاپ: پنجم.
مشاركة منتدى
4 شباط (فبراير) 2021, 10:56, بقلم محمد الصورباهري
شكرا جزيلا لحضرتك