المأزق
هاتفه رئيس التحرير:
ـ أين مقالك اليومى يا أستاذ؟!... لا يوجد وقت، أرجوك... أمامك عشرة دقائق، ويكون المقال عندى على الفاكس
بيد مرتعشة وفكر مشتت، وضع السماعة، وهو لا يعرف ما الذى سيكتبه اليوم... لقد استنفد على مدى عامين ونص كل الموضوعات، بل زاد وأفاض وأعاد
فى ذات اللحظة تدخل زوجته فجأة وفى يدها ورقة مطوية، وبحركات أنثوية ذات إغراء ودلال، تختبر فطنته:
ـ حزر فزر، أى شىء تتوقعه فى هذه الورقة؟!
ـ أرجوكى يا منى ليس هذا وقته، أنا فى مأزق حقيقى، والوقت يمر، ولم أكتب حرفاً واحداً من مقال الغد...
ـ أغمض عينيك أولاً، ولاتفتحهما إلا عندما أقول لك
فعل ما طلبته بضجر وضيق وتململ، ففتحت الورقة ووضعتها قبالة وجهه، ثم قالت بصوت بلورى:
ـ افتح عينيك يا حبيبى
فتحهما، ليرى أمامه قائمة طلبات العزومة، التى دعت إليها أهله وأهلها، وأصدقائة وصديقاتها، بمناسبة عيد ميلاد (دودى)...
قفزت إلى ذهنه فكرة مقال، بعنوان (مأدبة على شرف كلب)!.