الشعر والزجل في الميزان
من المعروف أن الشعر يرتكز على ستة عشر بحراً تسمى العروض ويتفرع عن هذه البحور عدة بحور أخرى مختصرة أو جزئية والشاعر الحقيقي هو ضمير الأمة ووجدانها ونبراسها، بل هو القوة الديناميكية الفاعلة والمؤثرة والموجهة والمحققة لتطلعاتها، والشعر أقوى أنواع الأسلحة في الساحة الثقافية وكلما لامس الشعر قضايا الأمة كما كان أفضل والشاعر الحقيقي يتصف بالأخلاق لذلك فالشعر هو سلاح ذو حدين فالشاعر الذي يميل كما تميل الرياح يضر بالأمة وبكلمة مختصرة من يخون الأمة بالشعر أخطر من مَن يخون الأمة بالسلاح وما ينطبق على الشعر ينطبق على الزجل وأوزان الزجل نفس أوزان الشعر تقريباً فالشاعر الفرنسي لامارتين دفع بالنهضة الفرنسية إلى الأمام. والشاعر الروسي بوشكين فرض الإصلاحات التي يريدها على السلطة، والشاعر نزار قباني نقل الأمة من التشتت والضياع إلى أرض الواقع وكذلك عمل الشعراء وبشارة الخوري وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل ومحمود درويش لما فيه صالح الأمة وتقدمها وتحريرها من الجهل.
ويرتكز الشعر على ثلاثة عناصر أساسية:
المضمون.
الوزن.
الصورة البلاغية والبيانية (الاستعارة).
فإذا كان المضمون سيئاً سقط الشعر مهما كانت أوزانه وإيقاعاته وصوره، فلو فرضنا إمرأة جميلة جداً وألبسناها أجمل الفساتين والذهب والماس فإذا كانت هذه الإمرأة فاسدة من الداخل فلا قيمة لجمالها ولباسها وكذلك الشعر وما ينطبق على الشعر ينطبق على الزجل.
مثلاً:
بيك أمك لا تخافي والبارودي عاكتافيواللي بيرميكي بوردي تحط براسو فرديواللي بيطلع فيكي تايتملو عيالوصبية ومال الكرز عاخدها قالت لي عا الشام قلت لها طبعا ومين بردهاتاري من الموضوع بدها تركب معي جدها اللي حدهاوما لحقت عا الباب ايدها تمدها تاصرت ايدي عالفيتيس شدهاودخان من ورا سيارتي يعميها ويعمي جدها
(أين وجدان الشاعر) كل هذه الأمثلة مضمونها سيء ويسيء إلى الشعر والزجل.