الأحد ٢٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦ بقلم
الجموح
(1)
أفـَـلَ الـقـَمَـرْ...
فـَلـَقـَدْ تـَلـَبـَّدَتِ الـغـُيـُومُ أمـَامـَهُ
حـَتـًّى تـَضَاءَلَ نـُورُهُ
ثـُمَّ اسْـتـَتـَرْ...
وَالـلـيـلُ أظـْهـَرَ بَأسَـهُ،
ولـقـَدْ تـَعـَاظـَمَ وَاسْـتـَعـَرْ...
لـَيْـلُ المَصَاعِبِ والمَصَائبِ والمَكـَائـدِ وَالحُـفـَرْ...
وَالرِّيْحُ، هذي الرِّيْحُ، قـَدْ فـَعـَلـَتْ بـِدَرْبـِكَ فـِعْـلـَهَـا،
بَـلـَغـَتْ بـِقـَلـْبـِكَ أوْجَها... وَأشُدَّهـا،
ريْــحٌ تصرُّ بـِلا مَطـَرْ...
فـَتـَجـَاذبـُوا...
وَتـَقـَارَبـُوا لـِيُـقـَرِّبـُوكَ مِن الشِّراك وَيأخُذوكَ فـَريْسَـة ً،
وَتـَقـَدَّمـُـوا...
كـُـلٌّ يـُفـَتـِّشُ عَنْ وَطـَرْ...
وَبـِكـُـلِّ فـَنٍّ مُـبْـتـَكـَرْ!
وَبـِلـَحـْظـَةٍ،
وَبـِدُون ِأيـَّةِ صَرْخـَةٍ،
ألـفـَيـْتَ نـَفـْسَـكَ مَـرْكـَبـاً
خـَذلـَتـْهُ جُـلُّ قـُلـُوعِـهِ...
فـَتـَمَـزَّقـَتْ...
لـُجَجٌ تـُسَـلـِّمُـهُ إلى لـُجَج ٍأخَـرْ...
فـَيـَدُقُّ نـَاقـُوسُ الخـَطـَرْ...
خَطـَرٌ... خَطـَرْ!!
فـَتـَهـامَـسُـوا بـِمُـرادِهِــــم :
نـَضِجَ الـثـَّمَــرْ...
وَحِصَانـُهـُــم فـَقـَدَ الـتـَّوَازُنَ بـَيـْنـَنـَـا،
فـَتـَجَـمَّـلـُـوا بـِالـصَّـبـْر حِـيـْنـاً، بـَعـْضَ حِـيـنْ..
مَـا دامَ مَـسْـقـَطـهُ عـَلى مـَرْمَى الـنـَّظـَرْ...
ثـُمَّ انْـكـَسَـرْ...
نـَضِج َالـثـَّمَـرْ...
(2)
وَعَـلـَو بـِضَـعْـفِ مُـرَادِهِــمْ...
غـَرقـُـوا بـِبـَحْـــر خـَيـَالـِهـِمْ...
فـَتـَفـَاءَلـُوا بـِعـَذابـِنـَا
مَـــا طـَـابَ أنْ يـَتـَفــاءَلــوا...
وَتـَبـَاشـَرُوا بـِهَـلاكِـنـَـا مَا طـَابَ أنْ يـَتـَبـَاشـَرُوا...
حـَتـَّى تـَمَـرَّغ َنـَجـْمُهـُم بـِهـَوى الـسَّمـَرْ...
وَالـلـيـلُ مـَأوى الـفـاجـِريـْنَ إذا انـْتـَشَـرْ!
وَالـلـيـلُ سَـيـْفُ الـحَـاقـِدِيـْنَ إذا انْـتـَصَـرْ!
فـَتـَراقـَصُـوا طـَرَبـاً عـَلـَى آهـاتـِنــا،
وَتـَشـَارَبـوا أنْـخـَابـَهـُـم لـِشـَقـَائـنـَـا
وَتـَراقـَصُـوا...
وَتـَشـَارَبـوا...
حـَتـَّى تـَكـَسَّـرَتِ الـكـُؤوسُ مَـعُ الـسَّـحَـرْ..
سَـحَـرٌ... سَـحَـرْ!!
(3)
الآنَ قـَدْ طـَلـََعَ الـسَّـحَـرْ!
مِـنْ لـَيْـلـِنـا طـَلـَعَ الـسَّـحَـرْ...
يـَتـَبـَدَّدُ الـلـيْـلُ الـرَّهـيـبُ وَيـَنـْجَـلـي
بذبالةِ العَزْم ِالمُقدَّس ِفي قلوبِ الخارجينَ عَلىالتَّصَدُّع ِوالخَوَرْ...
يـا عـَازمُـونَ تـَقـَدَّمـُوا...
يـا صَاخِـبـُونَ تـَصـَاعـَدوا..
إنَّ الـسُّـكـونَ الـفـَظ َّ يَهْرُبُ كالجَرادَة ِمِنْ أمَام ِصُراخِكُم،
ولتنظروا الزَّيفَ المُبَرْمَجَ كَيفَ يَسْحَبُ سِترَهُ
عـَنْ وَجْـهـِكُـــم...
يـَمـْضـِي...يُـفـَتـِّشُ عـَنْ مَـفـَرّْ...
هـَــذا هـُوَ اليـومُ الأغَـرّْ...
يـا بَحْــرَ (غـَزَّة َ) قـارَبـَتْ أذهـانُـنــا
نـِسْـيـانَ مـَدِّكَ فـانْـتـَفـِضْ...
الـيَـومَ قـَدْ عَـادَتْ إلـَيْـكَ قـُوَى الـفـُتـُوَّةِ كـَالـقـَدَرْ!
عَـلـَّمْـتـَنــا الـكـَرَمَ الأصِيْـل فـِزدْ بـِمَـدِّكَ عـِلـْمَـنـَا...
زدْنـَـا بـِمَـدِّكَ عِـبْـرَة ً...
تـَعْـلـُو عَـلـَى كـُـلِّ الـعِـبَـرْ :
أنَّ الـبـِحَـارَ إذا تـَعَـاظـَمَ مـَدُّهــا
يـَتـَسَـاقـَط الـسَّـدُّ الـمَـنـِيـْعُ وَيـَنـْدَثـِرْ!
نـَحْـنُ الـمَـرَاكِبُ ـ صاحبَ المد المخيفِ ـ فلا تـَخـَفْ،
فـالـغـَارقـُونَ هـُمُ الـطـُّغـاة ُألــدُّ أعْـداءِ البَشَرْ...
يـَا أيُّهـا الزَّيتون في( نابُلسَ) هــذا يَـومُ زَيْـتِـكَ وافِـنـَـا...
يــا أيُّهـا الرَّمزُ المُلوِّحُ بالسَّلام ِعَلى العُصُرْ،
فامْلأ سِـراجَ الـسِّـلـْم ِ زَيـْتــاً يـَشْـتـَعِـلْ :
بـِثـِقـَابِ مَنْ حَطـَمَ الإطارْ...
بـِجُـمُوْح ِ مَـنْ هـَــدَمَ الـجـِدارْ...
بـِأكُـفِّ أطفال ٍتـُجَـابـِهُ بـِالحَجَرْ...
أفـَـلَ الـقـَمَرْ...
أفـَـلَ الـقـَمَـرْ...
