الأربعاء ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٤
بقلم ندى الدانا

الجدار

قصص قصيرة جدا
جدار

جدار يفصل بين عالمين: في العالم الأول تحول إلى حائط مبكى لأناس أدمنوا الذاكرة لا ينسون، تحاصرهم أحزانهم، وآلامهم، وآثامهم، فيلجئون إلى الجدار. في العالم الثاني صار خزانا للنقمة لأناس غاضبين وحزانى على قتلاهم وأرضهم المسلوبة، فقذفوه بالأقذار.

إرهاب

اشتريت مبيدا للحشرات خلسة، تلفت حولي خشية أن يراني أحد، فأتهم بحيازة أسلحة الدمار الشامل، تساقطت كل الصراصير في منزلي قتلى بعد تسممها بالمبيد الفعال، دفنتها في سلة المهملات بعناية، خشية أن يراها أحد فيتهمني بالإرهاب، وقتل المدنيين.

حقوق الإنسان

كانوا خانعين، علمهم أن يتمردوا ويطالبوا بحقوقهم فبدؤوا بالتمرد عليه واتهامه بظلمهم، كانوا ضعفاء، ساعدهم، أحسن إليهم، كي يصبحوا أقوياء، فكانت الضربة الأولى موجهة إليه.

ورود للجنود

حين هبط جنود الدولة العظمى في المدينة التي ينوون احتلالها بعد أن قصفوها طويلا، استقبلهم أهل المدينة بالورود، كانت الورود صفراء مثل الأزهار التي يضعونها على المقابر، وتحولت الحقول المحيطة بالمدينة إلى مقبرة للجنود.

شاعر وقصيدة

يجلس إلى طاولته، يزيح الكراسات، والدفاتر، والمصنفات، والجداول، يأخذ نفسا من سيجارته، رشفة من فنجان قهوته، يطارده الدخان، تحاصره الدقائق والثواني، يذوي بين أكداس المصنفات، يحاول اقتناص قصيدة، تهرب منه القصائد، يتقمصه الحزن والملل، يرتدي أوراق الخريف، تتزايد الدقائق، تتكاثر الأيام، ومازال يمسك فنجان القهوة بيده المرتجفة، يزيح الكراسات، يشعل سيجارته، تسرح عيناه وراء الدخان، يحلم بكتابة قصيدة، ينتظر الراتب كل شهر، تحاصره المشاكل، والأماني، الدموع، الأموات والأحياء، نشرات الأخبار، الجرائد حوله، الذعر والخوف، يدفن رأسه في المصنفات، يخرس الصوت الصاعد من أعماقه، يجمد أنفاسه، وتهرب أحلامه بعيدا.

عنكبوت

لماذا تزورني أيها العنكبوت؟! ألم أحرم عليك أن تطرق أبواب ذاكرتي؟!ألم أوصد أبواب شراييني وأوردتي دونك؟! تنتهز فرصة غفلة مني فتسرق مفاتيحي، تفتح أبواب ذاكرتي، شراييني، أعصابي، مخيلتي، قلبي النابض، وتنسج خيوطك المخيفة، تتكاثر خيوطك، تصير شرنقة تحيط بي، أصحو، أكتشف أن خيوطك الواهية تكاد تخنقني، أثور بعنف، أمزقك، أطردك من مملكة خيالي، أصير فراشة تتجول في رياض النور.

شهريار معاصر

توقف شهريار عن سماع الحكايات، باع قصره وجواريه وهرب من الحروب
شهريار عصرنا مزروع بالألغام، حين حاول قتل أول امرأة انفجر معها.

قصص قصيرة جدا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى