السبت ٢٢ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
التعاويذ المضادة للطائرات
"
نحن في عز الظهيرةْنصفُ قرص الشمس يبكي في الزقاقْوالدجاجاتُ يولولن على وقع البساطير الكبيرةْوأبي يحشو رصاصات غبيةْبين إلحاح نداءات الرفاقْ:"راحت "البروة" (12) يا ويلي على تلك الشقيةْوعلى "الليات" (13) يشتدُّ الخناقْ!"* * *كنتُ طفلاً آنذاكْكنتُ أمتصُّ حليب التاسعةْوحليب الفاجعةْكنتُ جدياً حالم العينينمن حولي آلافُ الشباكْيوم قالت لي أمي بارتباكْ:"هذه الليلة لا تخلعْ ثيابكساعة النومولا تخلعْ حذاءك! "لم أكن أفهمُ ما تعنيه بالضبطولكني بكيت!* * *نحن في ساعات تهويم المساءْنصفُ قرص القمر المغدور يبكي في الزقاقْلم يعدْ بعدُ أبيوالشائعاتْعن خيانات القيادةْواندفاع الجيش، لكن للوراءْدفعتنا للبكاءْ!* * *عسكرُ "الانقاذ" خرفان تولّي للشمالْعسكرُ "الانقاذ" يُلقون البنادقْفي الخنادقْوعلى الوحل.... يزتّون النياشين وشارات القتالْ..عسكرُ الانقاذ، يا عار الرجالْ!* * *أقبل الفاتحُ يا أبناء "رامةْ" (14)أقبل الفاتحُ يا ناسفلوذوا بالسلامةْما الذي تجديكمُ الآن أناشيدُ الكرامةْ؟صوبوا كل التعاويذ بوجه الطائراتْألّبوا الله عليهاواقذفوها بالوصايا العشروالجفروآيات السماء البيّناتْ!* * *كنتُ طفلاً آنذاكْعلموني أن مجرى الأرض في كفِّ السماءْعلموني أنه، سبحانه، يُحيي ويفني ما يشاءعلموني أن أطيع الأولياءْعلموني الدجل والرقص على الحبلوإذلال النساءْعلموني السحر والإيمان بالأشباحوالرقية والتعزيموالخوف إذا جاء المساءْعلموني ما يشاؤون ولم يستنبئوني ما أشاءْفرسُ الخضر كفيلٌ بيوحسبي الأولياءْ!* * *يا أبي المهزوم، يا أمي الذليلةْ!إنني أقذفُ للشيطان ما أورثتمانيمن تعاليم القبيلةْ!إنني أرفضُها تلك الطقوس الهمجيةْإنني اجتثُّها من جذرهاتلك المراسيم الغبيةْإنين أبصقُ أحقادي وعاريفي وجوه الأولياء الصالحينْإنني أركلُ قاذورات ذُلي وانكساريللتكايا والدراويشوأقزام الكراسي النابحينْ!* * *إنني أصرخُ من قعر جحيمي:يا وحولاً لصقتْ في نعل تاريخي العظيمْإنني أحكمُ بالموت عليك!فأعدي كفناً من جلد أنصاف الرجالْوإذا شئتِ، نقوشاً وصليباً ونجوماً وهلالْووصايا وابتهالْطرزيها بيديك!