الخميس ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
(1)
أيتها العرافة المقدسةجئت إليك...مثخناً بالطعنات والدماءأزحف فى معاطف القتلى, وفوق الجثث المكدسةمنكسر السيف, مغبر الجبين والأعضاءأسأل يا زرقاء...عن فمك الياقو، عن نبوءة العذراءعن ساعدي المقطوع...وهو مايزال ممسكاًبالراية المنكسةعن صور الأطفال فى الخوذات ...ملقاة على الصحراءعن جاري الذى يهم بارتشاف الماء...فيثقب الرصاص رأسه...فى لحظة الملامسة!عن الفم المحشو بالرمال والدماء!!أسأل يا زرقاء...عن وقفتى العزلاء بين السيف...والجدار!عن صرخة المرأة بين السبى.والفرار؟كيف حملت العارثم مشيت؟دون أن أقتل نفسى؟ دون أن أنهار؟!ودون أن يسقط لحمى...من غبار التربة المدنسة؟!تكلمى أيتها النبية المقدسةتكلمى بالله باللعنة بالشيطانلا تغمضى عينيك, فالجرذان...تلعق من دمى حسائها...ولا أردهاتكلمى...لشد ما أنا مهانلا الليل يخفي عورتيك... كلا ولا الجدران!ولا اختبائي فى الصحيفة التى أشدها...ولا احتمائى فى سحائب الدخان...تقفز حولي طفلة واسعة العينين...عذبة مشاكسة)كان يقص عنك يا صغيرتي...ونحن في الخنادقفنفتح الأزرار فى ستراتنا...ونسند البنادقوحين مات عطشاً في الصحراء المشمسة...رطب باسمك الشفاة اليابسة...وارتخت العينان!فأين اخفي وجهي المتهم المدان؟والضحكة الطروب: ضحكته...والوجه...والغمازتان؟لا تسكتى...فقد سكت سنة فسنة... لكى انال فضلة الأمانأيتها العرافة المقدسة ...ماذا تفيد الكلمات البائسة؟قلت لهم ما قلت عن قوافل الغبار؟؟؟فاتهموا عينيك, يا زرقاء, بالبوار!قلت لهم ما قلت عن مسيرة الأشجار...فاستضحكوا من وهمك الثرثار!وحين فوجئوا بحد السيف: قايضوا بنا...والتمسوا النجاة والفرار!ونحن جرحى القلب, جرحى الروح والفم.لم يبق إلا الموت...والحطام...والدمار...وماتزال اغنيات الحب...والأضواءوالعربات الفارهات...والأزياءفأين أخفي وجهي المشوهاكي لا أعكر الصفاء...الأبله...المموهافى أعين الرجال والنساء!؟وأنت يا زرقاء...وحيدة...عمياء!وحيدة...عمياء!!أمل دنقل
البكاءُ بين يدي زرقاء اليمامة (2)
" أسألُ يا زرقاء.."عما جرى لـ(دنقلٍ) في "الوقفة العزلاء بين السيف و الجدار؟"..عن حالِهِ..و حالنا من بعدهِ..عن صرخة المواجعِ التي تدبُّ في صدورِ ثلةِ الأحرار..عن دمعةِ اليتيمْ..عن حزنِهِ الذي يغفو على جفونِهِعن نومِهِ القسريِّ في الرُّكامِ و المباني..عن "فضلة الأمانِ"..عن كلِّ ما أرى هنا بأعينٍ عمياءْ..... " أسألُ يا زرقاء.."" أسألُ يا زرقاء.."مستنكراً من قولهمْ: «من المحال أن تدوم هذه الأحوالْ»أيُّ محالْ؟!..و الحالُ عينها هي المحال في المحال؟ستونَ عاماً و الظلامُ في السماءِ ساكنٌأكُلُّهُ محالْ؟أم أنَّهمْ منجمونْ؟!إن صدقوا فإنهمْ حتماً مُكَذَّبونَ..!و الحقُّ لا يُبانُ إلا بالعيونِ..و العيونُ منذ عهدِ جدِّ جدّيأعُمِيَتْ !!"أسألُ يا زرقاء.."عن ذلكَ الجنديِّ منذُ أربعينَ عامافوقَ الرمالِ الحارقهْ..و لم يذق مناما..:(دفِنْتُ واقفاً هنا لأنني في المعركهْ..دُفِنْتُ واقفاً لدى الحروفِ و الأشلاءِ و المحابر الملوَّثهْ..غُسِّلتُ بالدموعِ.. بالدماءْكُفِّنْتُ بالفناءْ..لا فرقَ بينَ جثتي و الجثَّةِ السوْداءْ...!ماذا جرى لطفلتي المشاكسة؟هلْ كبُرَتْ؟ هل هرُمَتْ؟هلْ أصبحتْ كأمي؟هل أصبحت كزوجتي؟ماذا جرى لطفلتي؟)و يصمتُ السؤال......تجيبني زرقاء:(بنيَّ، أي بنيَّا..ليسَ الجوابُ عنديَا..فلم أعُدْ عرافةً..و لم أعدْ نبيَّةً مذ فُقِئت عينايْ..أبكيتني لحالِكمْفحالُكُمْ كحالِيَا..مصلوبةٌ، مذبوحةْ.."وحيدةٌ.. عمياءْ""وحيدةٌ.. عمياء")
مشاركة منتدى
1 نيسان (أبريل) 2014, 19:14, بقلم lolo
اعراب نشيدة البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
28 كانون الثاني (يناير) 2017, 18:14, بقلم yara
ماهو اعراب جملة(يطلب المزيدا ) ؟
يجوز اعرابها نصب حال؟؟