الإرث
وتـُرَدِّديـن..
في كُلِّ صُبحٍ يبتهِجْ
مع كلِّ شمسٍ تنبلِجْ
وأنا ألوِّحُ بالشِّـراعِ
أداعِبُ اليـوْمَ البـريء..
أبُـنيّتي، فـلْتـحْـذَرِي !
كلُّ الرِّجالِ على الدّروبِ
ذِئـابُ !
كُلّ المتاجِرِ بالطريقِ
سِتارُ أوْكـارٍ لهُم ..
وكُلُّ مَنْ يدنو إلى عتباتِهِنَّ
يُصـابُ !
ونشأتُ –أمّي- والحياةُ
تهَـشُّ لِي
ونصيـحتُكْ..
تُـلقينَها دوْمًا إلَيَّ
إدامَ إفطارِ الصّبـاحْ !
وتُـشيِّعينَ بها خُطايَ الأُولياتِ
إلى فضاءاتِ المَـراحْ..
وكبِرْتُ يا أمّي ..
ونفسي هُلْـهِلَـتْ
مِن وَخْـزِ إفطارِ النِّـبالْ
وإذا بِهـا
تخشى الحيـاهْ
تخشى الذئـا..
أعـنـي الـرِّجــالْ
كمْ كُـنْتُ أكرهُ قوْلَـها
لكِنّني .. قدْ صِرْتُ لَـهْ
كالعَبْـدِ.. يمقُتُ سيِّـدَهْ
ويظَلُّ- في قهْـرٍ- صداهُ
وتـابِـعَـهْ...
سَرْعـانَ ما وصَلَ الشبـابْ
و..أتى بِبابِكِ يبتغيني يومَها
زَيْـنُ الشّبـابْ...
وقبِلْتِ.. يا ربَّـاهُ !
كيفَ رضِيـتِهِ
مِن بينِ قِطعانِ الذِئـابْ ؟؟!
ونذرْتُ ..
إن أُرْزَق بِبنْتٍ ..
لا أسُـومُ صباحِها الوضَـاءَ
نُصْـحًا من حِـرابْ...
وَ..وُهِبْتُ بنتًـا..
عانقتْ في يومِها بدْرَ التمامْ
تتماوَجُ البسَماتُ مِن فِيها الرقيـقِ
فـتـسْـتَبيني بالهُـيـامْ
دَرَجتْ بُنـيَّـتِيَ الصغيرةُ بينَ أحضاني
كـأفْـراخِ الحَــمـامْ
شبَّـتْ.. ورَفـَّتْ
كـالـوُرُودِ على الفَـنَنْ
لمَّا رأيْتُ شِراعَها ينسابُ
يمضي بيْنَ أسرابِ السُّفُنْ
إذْ.. يُبْـعَثُ العبدُ الذي
قدْ خِلتُـهُ –يوْمًا- دُفِـنْ !
و وَجدتُـني مِن غيْرِ ما وعْيٍ
أُرَجِّعُ قَوْلَـةً..
شقَّتْ متاهـاتِ الكفَنْ
صبغتْ دَمِي..
قهرتْ غَياباتِ الزّمنْ
أبُـنَيَّـتي، فَلْتحذَري !
كلُّ السفيـنِ يُصابُ..
كلُّ الرِّجـالِ على الدُّروبِ
ذِئــابُ .. !!
لمحة عن الشاعرة لمياء ياسين
الاسم الثلاثي: لمياء (أحمد فؤاد) يس .... (اسم الوالد مركب)
مدينة وسنة المولد: القاهرة 1977م.
المؤهل: ليسانس في الآداب ، قسم اللغة العربية ، من كلية البنات/ جامعة عين شمس - القاهرة 2000م.
الوظيفة: محررة خدمات بحثية بموقع إسلام أن لاين IslamOnline.net
مشاركة منتدى
3 شباط (فبراير) 2004, 20:04
قصيدة جميلة ومعبرة
شكراً لمياء
7 شباط (فبراير) 2004, 15:13, بقلم لمياء يس
شكرًا لتعليقك واهتمامك ، و ودِدتُ لو كان التعليق أكثر تفصيلا بحيث يوضح الجوانب التي أعجبتك في القصيدة والتي لم تعجبك، وأشكرك ثانية على أي حال..
28 آذار (مارس) 2012, 00:30, بقلم ياسمين زكريا على
ما شاء الله مشاركة رائعة
بالتوفيق
لمياء كنت وستظلى
انسانة وصديقة رائعة
ارجوا ان تتذكرينى
28 شباط (فبراير) 2004, 19:39
سَرْعـانَ ما وصَلَ الشبـابْ
و..أتى بِبابِكِ يبتغيني يومَها
زَيْـنُ الشّبـابْ...
وقبِلْتِ.. يا ربَّـاهُ !
كيفَ رضِيـتِهِ
مِن بينِ قِطعانِ الذِئـابْ ؟؟!
ونذرْتُ ..
إن أُرْزَق بِبنْتٍ ..
لا أسُـومُ صباحِها الوضَـاءَ
نُصْـحًا من حِـرابْ...
********
كل التحية .... النص كلاسيكى تماما ذكرنى ببضعة ابيات للقرضاوى كانت تهب على الجامعة بين منشورٍ واخر
اللغة سمت قوى ولكننا نحتاجها فقط كى نعى خطونا الى درج الادب الاكبر فهى ليست الغاية الوحيدة ولا التطريب كذلك
مع ان هذا لا يفقد المتلقى كثيرا من جمال النص ولكنه يمنع عنه البهاء المرجو فقط وهذا ليس بالامر الهين ابدا اليس كذلك ؟؟؟
ولك كل الشكر
13 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, 13:50, بقلم فاتو
بارك الله فيكي وفعلا معاني وكلمات رقيقه جدا
ومبروك على الجائزه مع انا متاخره جدا
بس اعمل ايه انت مش بتسالي فيا
وفقك الله