الاثنين ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم
إيميل متأخّر إلى سركون بولص
مع ذلك، أرسلهفي الواقع، ليس مهمّا، إطلاقا، هذا الإيميلمجرّد هلوسة لا أكثركي تنسى سركون "الأوّل والتّالي"من أجل "حياة قرب الأكروبول"على خلفيّة أنّ " العقرب في البستان"وأنّ "مدينة أين""أساطير وتراب"من يحمله "فانوسك في ليل ذئاب" يبدو أطول من أرق امرأة حبلى بوحوش لا تحصى"إن كنت تنام"، بلا حرّاس محتملين لذاكرة المنفى، "في مركب نوح"؟سل جبرانأو انس الواقع والموضوع برمّتهلتترجم للهلعين من الشّعراء، وأنت هناك، " رقائم روح الكون"في الموصل،ذات خريف مشحون،من عام كذاهل تذكر ذلك يا سركون وقد مرّت سنوات؟ضاق الفندق بالشّعراءفلذنا بالتّاريخوبالطّرف الثّاني من دجلةحيث العطر الآشوريّ يبعثر ما فينا من أسئلة واطمئنان"هو ذا أثر الإنسان وما أخفى"وأشرت عليّ بأن أنسى بغداد إلى حينلأراها أجمل في الإنسانوفي ما لم يكتبه الفاعل والمفعول بهمازحتك يومئذ:انزع نظّارتك السّوداء إلى حينلترى الأشياء كما هي يا سركونوأذكر أنّك مازحت امرأة كانت تبكي رجلاهل كان ككلّ رجال الشّرق؟دعيهولا تدعي ماكياجكيفسده دمع الخنساءتمرّ الآن بذاكرة الأنهارفينهض في شعراء العالم شيء منكوأنت العابر من كركوك، إلى بغداد، إلى بيروت، إلى برلينومن برلين، إلى سان فرانسيسكوالمهد الرمزيّ الأوّل والمثوىلك أن تتسلّى الآن بفتح ملفّات أخرىوتترجم، من تحت الأرض، الكتب الممنوعة للدّيدانولي أن أودع صندوق استقبالك هذا الإيميل المتأخرمن يدريقد تفتحه، يوما ما، ريح ماأو قد لا يفتحه أحدبتعلّة أنّ الشّاعر قد لا يرحل مثل عموم النّاسوقد يبقى، من ثمّة، حارس "غرفته المهجورة"ينهض كلّ مساء...كي يتصفّح كلّ رسائله المتروكة في الكومبيوترمن يدري.