الخميس ٢٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم علي عبد اللطيف, ليلى محمود البدوي

إسرائيل فى الأدب المصرى

تناول محمود البدوى أكبر الشرور التى تواجه الإنسان على الأرض

والتى تستخدم فيها آلات الدمار التى اخترعها الإنسان ليحيل بها البلاد إلى خراب ويسحق بها العباد ويمزق بها أعصاب الأبرياء وليسير بهم إلى طريق الجنون.. وذلك منذ أن كتب روايته "الرحيل" فى سنة 1935، حيث كان يفكر فى:

"الشرق الحالم الراقد المستسلم لجبروت الغرب وظلمه وعدوانه، يرى بعينيه الليث الكاسر يتوثب ليبتلعه، وهو مع هذا راقد حالم خاضع ذليل، كأنه لا يبصر ولا يـرى ولا يدرك ولا يحس".

فقد جعل ما يؤمن به فى الحياة، نبضا لأعماله الفنية، يبحث عن الحقيقة ويجلوها للناس، ويريد أن ينشر الخير والحب ويحافظ على قيم الجماعة، ويفضح نوازع الشر فى الإنسان..

فقد عاصر حروب إسرائيل مع العرب ولمس بشـاعة الحـرب، وبشاعـة آلات الـدمار، وبشاعة اليهود وإضرابهم، وبشاعة القتـل والتعذيب، وبشاعة الاستعمار الغربى فى كل صوره، وركز فى أعماله الفنية على المآسى التى تخلفها الحروب.. فى محاولة منه لكى نفطن إلى ما تؤدى إليه الحروب من ترمـل للنساء وتيتم للأطفال وإصابة الجميع بالخراب والدمار والفساد والتمزق، والحزن على شباب ذهب وذبل فى عمر الزهور، وعلى سيدة ترملت وهى فى أول عهدها بالحياة، وعلى آمالها التى ذوت..

فيقول فى قصة "اللوحة":

"هناك أناس فى العالم يصنعون الحروب ويقتلون النساء والأطفال، إذا واجهناهم بوداعتنا وحمامة السلام التى على وجوهنا سحقونا، وإذا أرسـلنا عليـهم الصواعق من السـماء وصفونا بالتوحش".

ويقول فى قصة "سيدة وفنان":

"إن الذى اخترع آلات الدمار التى تلقى على شكل قنابل ومفرقعات، هو عقل بشرى متفتح دون شك، وكان غرضه الأول هو خير الإنسانية، ولكن الشياطين هم الذين حولوا هذه الأشياء إلى آلات للدمار تسحق الإنسان نفسه الذى اخترعها وقتل الروح الطيبة من البشر، فيا للعجب، ويا لذل الإنسان عندما يسيطر الشياطين على الموقف ويصبح فى يدهم الزمام.."

ويقول الراوى فى قصة "حوار فى الطريق":

"أتمنى أن أحـمل على بساط الريح، وأنطلق لأدمر كل المصانع التى تصنع الدمار والخراب للبشر.. القنبلة الذرية.. وقنبلة الكوبالت والهيدروجين وكل ما يجىء بعدها.. وكل ما يحطم الحضارة ويشل عقل الإنسان.. وكل ما يشوه الجمال والسكون ويمنع الحقيقة من أن تنطلق من الأفواه.. وكل ما يقتل روح البشر".

فلقد تعذبت البشرية من الطغاة الذين دمروا نفس الإنسان، منذ عصر نيرون، وهم يحاولون تدمير البشرية وتلطيخ وجهها فى الطين، والقوا القنابل الذرية والقنابل السامة على الشعوب الآمنة، وعذبوا الأبرياء فى السـجون وهتكوا أعراض النساء، وسـحقوا بجيوشـهم ودباباتهم الأطفال الرضع، وسمموا دم البشرية بحيلـهم وخـداعهم، وعلقوا رجالها الأفذاذ فى المشانق ليخلوا لهم الجو لتدمير الحياة "قصة الإنسان".

وكان الغريب الذى لا يعرف طباع الشعب المصرى"قصة القطار الانسيابى" يتوقع الانهيار التام، فالشعب المصرى يتحرك فى المحن بقلب واحد وعزيمة صلبة وينسى متاعبه ليحقق هدفه، فكل شىء يقبل إلا الهوان "قصة المهاجر".

وفى قصة "الليل والنهار" يقول:

"إن الرجال فى العالم كله لا يرغبون فى القتال ولا يؤمنون بالحرب أبدا، ولا يمكن أن يفكروا فيها، والسلام سيحمل فى طياته السعادة للبشرية والرخاء والأمان والحرية التى يتطلبها كل إنسان"..

"فالحرب مع إسرائيل لا تشيع فى قلوبنا الخوف ولو امتدت مائة عام وإنما الخوف جاء من الداخل، ولم يأت من الخارج قط، وعندما ذهب شبح الخوف، عادت إلينا القوة، وعبرنا القناة وانتصرنا".

لقد انتصرنا بالجندى الأصيل، وبالشجاعة الضاربة فى الجذور عبر أعماق التاريخ، وبالانضباط الدقيق، والنظام الصارم".

القصص المشار إليها وتاريخ نشرها:

* قصة "سيدة وفنان" نشرت بصحيفة المساء المصرية فى 5|2|1960"

* قصة "رسالة من الميدان" نشرت بمجموعة العذراء والليل سنة 1956.

* قصة "اللوحة" نشرت فى 20|12|1956 بصحيفة الشعب المصرية

* قصة "المهاجر" نشرت بصحيفة مايو فى 20|7|1981

* قصة القطار الانسيابى نشرت بمجلة الثقافة فى نوفمبر 1974.

* قصة "الليل والنهار" نشرت بمجلة آخر ساعة المصرية فى 16|5|1962

* قصة "الإنسان" نشرت بصحيفة مايو المصرية فى 15|3|1982".

* قصة "رسالة من الميدان" نشرت بمجموعة العذراء والليل سنة 1956


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

استراحة الديوان
الأعلى