السبت ٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم
أمرُّ بالدم ِ..
(1)أمرُّ بالدّمِ كما تمرُّحافلةُ السّاعةِ السابعةكلَّ يوموإذا ما تأخرتْسقطَ اليومُ عن صهوةِ النَّبضوغرقَ في اللا شيء(2)أمرُّ بالدّم كما يمرُّ العاشقونبحبيباتهمعلى حافةِ الطَّريق(3)كل يومأفتحُ نافذة مِنْ جريدتي كيأُسَربَ هذا الدّم الفائِضعن حاجةِ ما تعودتُ عليهمنذُ ستين عاماً(4)عبرَ شاشةِ التلفاز وأنا متكئٌرشقني الدمُلطخَ مسائي الهادئفانسحبتُ نحوشُرفة النّومكي أمسكَ ما تبقى من ذيولِ الحُلم الملون(5)الدّم ُكرائحةُ الزّيتونمُزهرٍ لامعٌكخُدودِ الصّبايامُنتشرٌ كَرملِ الشّاطئيترددُكالصّدىتنداحُ حلقاته شيئاً فشيئالا تحاولْ أنْ تُحيطَهفهونبعٌ مقدسيفيضُ بكلامِ الإلههوتعميدُنا اليوميارتحالنا الحتّميصليبُنا الدائمدونَهنفقد قدرةَ التحليق(6)لا تستقطبْ نداءاتٍ كَثيرةواترك صوتَكَ- كما هو- شاحباًمُشردالا تستجبْلشهوةِ الكلامفالصمتٌ كفيلٌبأنْ يُعيدَ الحرفَ إلى ظلّه الماردويبددَ بُقعةَ الضّوءِ الشّاردَ عننقطةِ الأرضحين ترطمُها العتمة(7)أيها النائمونفي صَدفةِ الرّؤياوجوهكُم كانت تعبرُنا كلَّ يومكطيفِ أنثى في ممرِ النوم الوردي(6)أيها النائمونخذلتُمونا وبقيتم ساكنينتحت ألحفتكم رحلتُموتركتمونا ننضدُ الخجل الزّائد على الرفوف(7)أيها الحارسُ هلا تفتحْ لي باباً في العتمةكي أدخلَ فيه........وأنهي هذا الوضوح(8)دمُنا يحملُ صلبانَهيقرأ قرآنهيسيرُ في الطّريقيمضي رويداً رويدابصوتٍ خافتٍ لئلا يوقظضَجعةَ الكون........